أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - (وِلادة إلٰه)














المزيد.....

(وِلادة إلٰه)


محمد جبار فهد

الحوار المتمدن-العدد: 7023 - 2021 / 9 / 18 - 03:56
المحور: الادب والفن
    


”الطُرق غير المعبّدة،
ذات المُنعطفات المفاجئة، هي طُرق العبقرية“..
.
.
.
وِيليَم بلَيك / شاعر إنجليزي

-----::::::::::------::::::::::--------

شياطين في رأسي تتصارع..
شياطينٌ يُعلّمونني أقنعة الخِداع..

مسلوخاً على قارعة الطريق،
أجدُ ضميري الراضخ لأصنام البشر..

الحُبّ أنثى بريئة..
وقاتل الحُبّ؛ مجرمٌ عادل..

فقط الجُبناء يَعملون صَفقة
غُفران مع آلهتهم اللامرئيين..

لا شيء يستحق أن نحيا من أجله،
ولا أن نموت.. الكلُّ مؤقت ومُزيّف..

أعبث وألهو وأرقص في الظلام..
أنّه ممتع.. يَفهمني.. هذا الظلام..
لستُ أحمقاً لأتحدّث
بالحقيقة أمامكم.. فأنا
أحياها بعفويّة غير مسبوقة..

أشباحٌ حولي.. عباءاتٌ سوداء يَرتَدون..
وحلقاتٌ حمراء يَضعون.. العبوس يَملأ
وجوههم.. لا عيون لهم.. منّي شيئاً يُريدون..
”كيف تُسيطر على غضبك؟
كيف بإمكانك أن تبتكر إبتسامة؟
أنَّى لكَ هذا الشرّ أيُّها الشاب المُحتضر؟“...
لي يقولون.. ”لأنّني لا أعرف معنىً للعبوديةِ
الخرساء ولا للعظمةِ العمياء“.. اُجيبهم..
أطعنهم.. تسيلُ دماءٌ بيضاء.. أضرمُ النار
بجُثمانهم.. يَحترقون.. أسندُ ظهري
على جُثثهم الملعونة؛
”هُنا يَحيا المتمرّدون“..
اُتمتم.. أقفز.. أستفيق..

من يَكظم غيظه ويخفيه،
إنّما هو مُنقاد لقانونٍ إنساني،
ولم يَختبر، بعدُ، جوهر الحقيقة..

الشاعر الإلٰه مَن يُخاطب
نفسه ويستدعي جبروته
لا مَن يُترجم روح الطبيعة..

- ”كيف تُعاقب المجرم؟“ يسأل...
- أضعه داخل رأسه، وأغلقُ باب الزنزانة..

في طفولتي كان عندي پيانو صغير..
هَداه أبي إلى أحد أبناء صديقه..
بكيت.. قلبي أرادَ أن ينفجر..
علّمني درساً.. علّمني كيف
اُحيل الأشياء الثمينة
إلى أشياء رخيصة..
علّمني درساً.. علّمني
كيف أنظرُ إلى الوراء
وأرى اليأس كيف يَنحر الأمل..
علّمني درساً.. علّمني أن التفاهة
تسكنُ أروع الأشياء.. علّمني اللامبالاة
المُبالية.. علّمني كيف أعود.. كيف، عليَّ، أَسُود..

أمسكتُ عصفوراً يافعاً قبل أن يُحلّق..
كانت رِيَشه رمادية.. أجنحته ناعمة..
رآني وَالدي أحمله.. ”أتركه يَعود
إلى عائلته“؛ صرخ بوجهي..
مات العصفور في يدي
ولم يَعُد البتّة..

ليس ثمّة سلام داخلي
ولا سعادة.. ثمّة أغلال
متصدأة صعبة الترويض وحسب..

وحدهُ الألم العظيم
يَلدُ الأشرار والأخيار معاً،
- دونما أيِّ زمن - في عقلِ المجنون..

تأتيك الوساوس الصاخبة،
حين تُقرّر تقبيل يَد الفوضى الحالمة..

أعيشُ حيث الناس تعيش..
داخل فجوة المجهول المتنامي..

- يسألني؛ وأنا أضاجعه من الخلف؛
”لماذا تُؤذيني بقوّة هكذا؟“..
- لأنّني أؤذي مَن أحبّهم..
- كذّاب.. أنت لا تَحبّني..
- قد كشفتني.. أنا لا أحبّ أحد..
أنا هنا فقط من أجل نزوتي الساخطة..

في لحظةٍ ما، سأتحرّر من هذه
الأشياء الفانية التي تُعيقَني، وأختفي..



#محمد_جبار_فهد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (اللّيلُ المُغنّي)
- (من أوجاع الشيطان)
- (سجين الوجود)
- (أرجوحة الوحدة) - (بلا ضجيج نرحل)
- (لُعبة شريرة)
- (إلى بودلير)
- (شخبطة سافلة)
- (طوبى لك)
- (نهاية النهاية) أو (تراتيل كونية)
- (يطلقون عليه موتاً، أولئك الأموات)
- النهاية
- مللتُ من أن أشعرُ بالملل..
- يوميات إلٰه مراهق
- مريم والمجنون
- سأشتاقُ لكِ دوماً...
- ترَاويح كافر
- كِلانا...
- التي تُطاردني.. هاتيك الحقيقة.. قد أرتني..
- لا تقرأوني.. فأنا أكتب الكذب..
- القيثارة...


المزيد.....




- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...
- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - (وِلادة إلٰه)