أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - رثاء ناهدة الرماح














المزيد.....

رثاء ناهدة الرماح


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7019 - 2021 / 9 / 14 - 00:33
المحور: الادب والفن
    


نحييكِ يا ناهدة وأنتِ في مثواك الأخير كما حييناكِ بحرارة عندما ظهرتِ على خشبة المسرح لأول مرة في مسرحية أناثول فرانس (الرجل الذي تزوج امرأة خرساء).
نبكي حزناً لفقدانك كما كنا نبكي فرحاً بأبداعك. لقد كنتِ مثالاً للفنانة المخلصة لفنها والملتزمة برسالة المسرح التنويرية.
لم تكوني قد درست التمثيل في معهد أو جامعة ولكنك في تمثيلك للأدوار التي تعهد إليك أكثر صدقاً من الكثير من اللواتي درسن وقد كنا نعيشها كما فعلت في مسرحية ( الشريعة) ومسرحية ( المقاتلون) ومسرحية ( بيت برناردوا ألبا) وفي مسرحية ( النخلة والجيران) وفي الافلام التي شاركت بها ومنها ( من المسؤول) و( الضامئون) .
لقد اتخذت يا ناهدة من المسرح بيتاً آخر لك كما كانت زميلتك الراحلة ( زينب) وكلاكما وقفتما ضد قوى البغي والاستبداد وتعرضتما للملاحقة واضطررتما لمغادرة البلاد كما فعلت رفيقات ورفاق لكما ومنهم من غادرنا خارج الوطن ومنهم من تم اعدامهم داخل الوطن – دريد ابراهيم وماهر كاظم.
عندما انتميت لفرقة المسرح الحديث يا ناهدة كنت قد غيّرت نظرة الناس السلبية تجاه الممثلة وكانت زمليتك قديسة المسرح (ازادوهي ساموئيل) وصرت انت القديسة الثانية وجاءت من بعدكما قديسات أخريات.
برزت (ناهدة الرماح) كممثلة مسرحية وسينمائية في زمن كانت فيه عملة نادرة واثبتت في جميع الادوار التي مثلتها في المسرح والسينما والتلفزيون انها فعلا عملة نادرة، فأظهرت في ادائها موهبة فائقة اضافت لها دربة كافية باشتغالها مع مخرجين مقتدرين (ابراهيم جلال) و(سامي عبد الحميد) و(قاسم محمد) و(محمد شكري جميل) و(صاحب حداد) ولعل أهم ما يميز تمثيلها هو التلقائية وعدم التكلف والاصطناع.
تغربت ناهدة الرماح عن وطنها لسنوات ولكنها لم تفقد حبها لمواطنيها ولتكون معهم وتمتعهم بتمثيلها ولم يمنعها فقدان بصرها من أن تبقى حيوية كما كانت وحتى اللحظات الأخيرة من حياتها. لقد عانت الكثير في مراجعاتها للدوائر الرسمية من أجل الحصول على حقها التقاعدي والحصول على التعويضات المالية جراء استملاك دار سكناها عند تهديمه ليكون جزءاً من أحد شوارع بغداد.
ومقابل ذلك حظيت ناهدة الرماح بتكريم مؤسسة المدى للثقافة كما حظيت بحب العراقيين لها واحترامهم لفنها واستقبالها بحرارة كلما جاءت الى العراق في زيارة. وللاسف الشديد رحلت ولم تحصل على ما كانت تريد ان تحصل عليه من حقوقها.
برحيل ناهدة الرماح فقد العراق فنانة مضحية مخلصة لشعبها ولوطنها وفقد المسرح العراقي احد رموزه ومبدعيه الذين قد لا يتكررون. وسنبقى نتذكرها ونستعيد ذكرى أدوارها التمثيلية وكيف كانت تمتع جمهورها، بل وتدهشه احيانا. لقد كان رحيلها خسارة وخسارة مفاجئة لم نكن نتوقعها اطلاقاً، فقد كانت في ايامها الاخيرة نشطة رغم تقدم سنها ورغم فقدان بصرها وكانت رغم ذلك ذات بصيرة تُحسد عليها.
اطمأني يا ناهدة ستبقين في عقولنا وفي قلوبنا.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوريوغراف وليس الكيروغراف
- صعوبة تقييم أداء الممثل !
- المسرح من الماضي إلى الحاضر ونحو المستقبل
- لا بد من الاهتمام بمسرح المحافظات
- مقترحات إلى إدارة (السينما والمسرح) بتشكيلها الجديد
- ماهية التقنع في المسرح
- لا لإلغاء الطقس المسرحي
- مسرح الشارع ظاهرة ثقافية يمكن تطويرها
- المخرج المسرحي مسؤوليته ومهمته
- مسرح الإناث وماهيته
- مسرحية (جيفارا عاد افتحوا الأبواب)
- ممثل الكوميديا بين الذات والموضوع
- المسرح والتداخل الثقافي
- عندما تُزاح الأعمدة يتهاوى الكيان
- (جيفارا عاد افتحوا الأبواب)
- ما المقصود بالمسرح البورجوازي ؟
- مسرح الكاباريه السياسي
- العلاقة بين الأداء والعرض المسرحي
- مرة أخرى ماذا يعني (المسرح الشعبي) ؟
- مسرحة القصيدة أو الشعر والدراما


المزيد.....




- هل حُلت أزمة صلاح وليفربول بعد فيديو الفنان أحمد السقا؟
- من الديناصورات للتماسيح: حُماة العظام في النيجر يحافظون على ...
- انطلاق الدورة الـ36 من أيام قرطاج السينمائية بفيلم فلسطيني
- أيام قرطاج السينمائية تنطلق بعرض فيلم -فلسطين 36-
- بعد تجربة تمثيلية فاشلة بإسرائيل.. رونالدو يتأهب للمشاركة في ...
- نافذة على الواقع:200قصة حقيقية تُروى في مهرجان-سينما الحقيقة ...
- من الكوميديا السوداء إلى المآسي العائلية: رحلة في الأفلام ال ...
- تونس: فيلم -فلسطين 36- للمخرجة آن ماري جاسر يفتتح أيام قرطاج ...
- ثقافة الصمود في ميزان الحرب (غزة، لبنان، اليمن، ايران)
- افتتاح معرض - بين الماء والطين- للفنانة المقدسية سندس الرجبي ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - رثاء ناهدة الرماح