أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس موسى الكعبي - العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 12














المزيد.....

العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 12


عباس موسى الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6994 - 2021 / 8 / 20 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأليف: ريتشارد كوك
ترجمة: عباس موسى

ثمة سخط شعبي عام، ليس من الحرب فحسب، وانما مما تم تصويره ليكون السبب الرئيسي للحرب، وهو المطامع الإمبريالية. في غضون ذلك، برزت رغبة طبيعية وطاغية بين عامة الناس في الدول الغربية، ممن ضغطت عليهم وطأة الحرب بشكل اساسي، رغبة في السماح للاقوام المتخلفة في الشرق بالعمل على ايجاد خلاصهم بانفسهم وبالطريقة التي يرتأونها. ولم يكن لمثل هذا الإجراء ان يثير الريبة أو النقاش وسط زوبعة الفرح الشعبي بانتهاء الحرب وولادة حقبة جديدة "تليق بالأبطال".

وهكذا فإن مشروع تحويل بلاد ما بين النهرين إلى دولة مستقلة ولد إلى حد كبير من ذلك الشعور السخي، لكن غير العملي، الذي عبر عنه وبشكل مثير للإعجاب مبدأ "حق تقرير المصير" الذي نادى به الرئيس الأمريكي ويلسون.

كان من المفترض انه، لكون بلاد ما بين النهرين ارض "عربية"، فسيكون من السهل جدًا إنشاء دولة عربية تكون مقبولة للشعب، وفي نفس الوقت تتوافق مع التعهدات السرية التي قدمتها بريطانيا العظمى أثناء الحرب الى ملك الحجاز الشريف حسين. تلك التعهدات التي انتهكتها بريطانيا بسخرية من خلال ابرام تعهدات سرية أخرى مع فرنسا. إذن، كان من المقرر تحديد مستقبل بلاد الرافدين وفقًا "للنقطة الثانية عشرة" من مبادئ الرئيس ويلسون، التي كفلت للشعوب غير التركية الخاضعة للإمبراطورية العثمانية القديمة "فرصة تقرير مصيرها ذاتيا".

لم يحاول أحد أن يفسر إلى أي مدى كان من المفترض أن تنسجم المُثل العليا مع الضرورة الواضحة للبريطانيين للاحتفاظ بنوع من السيطرة على "مجال نفوذهم" القديم. ان تاريخ بلاد ما بين النهرين لمرحلة ما بعد الحرب هو عبارة عن سلسلة من المحاولات (العقيمة) لربط الأشياء المتنافرة فيما بينها، و لطالما كانت الإدارة البريطانية في البلاد عاجزة ومقيدة بضرورة هذا الولاء المزدوج الذي أبطل كل حماس وشل كل إجراء قد تتخذه.

في غضون ذلك ، طرح الرئيس ويلسون مقترح آخر له تأثير بعيد المدى على مستقبل بلاد ما بين النهرين، واستقبله الجمهور الأوروبي بالترحيب. والمقترح كان يتجسد بفكرة "عصبة الأمم"، وهي منظمة دولية مدعومة بقوى عظمى، وتستند إلى مبدأ يفيد بأن على الدول والحكومات المختلفة في العالم أن تكون مستعدة للامتثال الى القانون والنظام، بذات الطريقة التي تطلب فيها من رعاياها امتثالاً مماثلاً داخل حدودها الوطنية.

وعلى هذا النحو، تم الترحيب بمقترح الرئيس ويلسون بإنشاء هذه المنظمة الاممية في وقت توقيع معاهدة السلام، وكذلك تكليف المنظمة بتطبيق النقطة الثانية عشر بصورة عملية. واستقبل المقترح بحماس كبير في كافة دول أوروبا.

من الممكن ، بل والمرجح، أن يكون عدد من رجال الدولة المعنيين صادقين تمامًا في رغبتهم في إقامة دول قومية حقيقية في شتى انحاء الإمبراطورية العثمانية القديمة التي تضم شعوبا من اصول غير تركية. لكن ثمة أسئلة صعبة للغاية تبرز امامنا الآن، لا سيما في ضوء الاتفاقيات السرية المختلفة والمتضاربة التي تم ابرامها أثناء الحرب، وهي: ما هو الاجراء الذي يتعين اتخاذه؟، من الذي يقرر شكل الدول الجديدة؟ كيف يجري انشاء تلك الدول؟..

بعد رحيل الأتراك، انهارت الإدارات بأكملها، ليس فقط في بلاد ما بين النهرين، بل إدارات سوريا وفلسطين أيضًا. في تلك الاثناء، كان الجيش البريطاني يحتل بلاد ما بين النهرين وأجزاء كبيرة من سوريا، والفرنسيون يحتلون لبنان، وعرب الحجاز يحتلون شرق الأردن ودمشق. وكان المظهر الوحيد للحكومة القومية يتمثل في دمشق، حيث ترأس علي رضا باشا الركابي، وهو رجل محلي يتمتع بخبرة رسمية طويلة مع الاتراك، إدارة عربية بدعم ضمني من جيش الحجاز والإنجليز. وكان من الواضح، بغض النظر عن الاعتبارات العسكرية، أنه إذا تم إجلاء الجيوش الغازية فورا من تلك البلدان، فلن يترتب على ذلك سوى الفوضى. وسرعان ما برز السؤال حول كيفية شرعنة السيطرة الفعلية لبريطانيا وفرنسا على "مجالات" نفوذهما، دون الإضرار بفرص البلدان المعنية في تحقيق "حق تقرير المصير". تم العثور على حل لهذه المعضلة في ما يسمى بـ "نظام الانتداب" الذي من خلاله (على حد تعبير معاهدة فرساي) يمكن اعتبار بعض "الشعوب التي كانت تخضع سابقًا إلى الإمبراطورية التركية" قد وصلت إلى مرحلة من النضوج بحيث يمكن الاعتراف مؤقتًا بوجودها كدول مستقلة، على ان تقوم سلطة الانتداب بتقديم المشورة والمساعدة الإدارية إلى أن يحين الوقت الذي تكون فيه تلك الدول قادرة على الاعتماد على ذاتها". وبعبارة أخرى، أقرت خطة الانتداب إنشاء نظام يمكن من خلاله جعل الامة الضعيفة أو المتخلفة، لمدة سنوات، تحت إشراف وليس سيطرة، قوة عظمى. وهذه الأخيرة، في الواقع، ستتولى دور اشبه بـ "الوصي" الوطني على تلك الامة، وعلى استعداد لحمايتها وتمكينها بكل الوسائل المتاحة دون مقابل.

يتبع...



#عباس_موسى_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: قلب الشرق الاوسط 1925 .. ح 11
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 10
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 9
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 8
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 7
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 6
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 5
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 4
- العراق : قلب الشرق الأوسط .. ح 3
- -العراق: قلب الشرق الاوسط- - ح 1
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 2
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (13)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (14)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (11)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (12)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (10)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (9)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (7)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (8)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (5)..


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس موسى الكعبي - العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 12