أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس موسى الكعبي - العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 10














المزيد.....

العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 10


عباس موسى الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6992 - 2021 / 8 / 18 - 14:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ريتشارد كوك
ترجمة: عباس موسى الكعبي

عام الأمل

"قلنا للأسد، أأنت أسد؟ فأجاب بارتياب: "ربما أنا كذلك" أو" أبدو كذلك "- المعري.

بزغ عام 1919 مليئا بالأمل لبلاد الرافدين. فقد انتهت الحرب العالمية بطريقة مقبولة لاسيما للفئات الذكية في مجتمعات بلاد ما بين النهرين. كانوا يتضرعون ويبتهلون لفترات طويلة في الخفاء عل الله يرزقهم بتدخل أوروبي أو أمريكي يحررهم من العبودية الجائرة التي يعانون منها تحت الحكم العثماني، وان يجعلهم على تواصل مباشر مع ما يجري في باقي دول العالم المتحضر. لقد اعتادوا على مدى أجيال أن ينظروا إلى البريطانيين بشكل خاص على أنهم صلة وصلهم بحياة الغرب المفعمة بالنشاط، ولم يميلوا حديثاً إلا نحو الألمان بسبب التكاسل والانحلال الواضح للبريطانيين أنفسهم؛ لأنه من الجلي أنه لا فائدة من قيام شعب ضعيف وتابع بمنح ولاءه لسلطة عاجزة، مهما كانت ودودة أو مألوفة. ولكن من دواعي سرورهم، وأيضًا دهشتهم، أن الإمبراطورية البريطانية قد نهضت في الحرب كما طائر الفينيق الذي بعث من تحت الرماد، وتخلصت من الكسل والإهمال الذي ساد العصر، وأظهرت شيئًا من الحيوية والنشاط الذي تمتعت به في السنوات السابقة. لقد تأكدوا بشكل مباشر، وبلغة مشتركة، انهم " ينتظرون انجلاء الوضع قبل اتخاذ القرار". لقد بذلوا كل شيء بإخلاص لاجل القضية البريطانية، وكانوا يتطلعون إلى رؤية المكافأة على إخلاصهم متجسدة في التطور الحضري الذي طال انتظاره لبلدهم.

ليس من السهل على أولئك الذين عاشوا حياتهم في الاجواء المثيرة للغرب، حيث يشكل التقدم التكنولوجي والفكري الخلفية الطبيعية للحياة، أن يدركوا الميول الذهنية لمواطن ذكي ازاء بلده المتخلف.

تخيّل، على سبيل المثال، احاسيس أحد ابناء بلاد ما بين النهرين الذي يشعر بنفسه أنه شاب نشط وحيوي وقادر على القيام بأشياء عظيمة، هذا الشاب، الذي اصبح رجلا، لا يجد سوى سبيلين امامه؛ اما البقاء في بلده ومواجهة الركود الفكري والأخلاقي؛ أو الهجرة إلى بلد اخر، وينغمس طموحه في حياة مهنية على حساب حبه لوطنه، وهو حب طبيعي مغروز في كل رجل سليم. لقد اضطر العديد من مواطني بلاد ما بين النهرين، بسبب سوء الحكم وفساد الادارة التركية، الى اتخاذ مثل هكذا قرار. فالولايات المتحدة والأرجنتين، وبدرجة أقل مدن أوروبا، مليئة بأبناء بلاد ما بين النهرين الذين اضطروا إلى إدارة ظهورهم لبلادهم من أجل الحصول على الفرصة التي تستحقها مواهبهم. وفي هذا السياق، وصل عدد لا بأس به من ابناء بلاد ما بين النهرين إلى مكانة مرموقة في دول اللجوء، ولعل أبرزهم، عائلة ساسون العظيمة في بغداد، الذين أظهروا في كل من الهند وإنجلترا أنهم قادرون على شغل أعلى المناصب في عالمي التجارة والسياسة في بلدان اللجوء. هناك مئات المدن والبلدات في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية تضم عربًا ويهودًا وكلدانًا دفعهم السعي لتجربة حظهم في العالم المتقدم، لكنهم ما زالوا يخفون في قلوبهم حبًا مؤلمًا لبلاد الرافدين التي كانت ذات يوم بلاد عظيمة، لكنها باتت اليوم مقفرة.

بيد انه في بداية عام 1919 ، كان هناك ثمة شعور في الخارج بأن كل شيء قد انتهى، فقد ولى الأتراك، وجاء البريطانيون، وسيجري العمل على تطوير بلاد ما بين النهرين كما تطورت الهند ومصر، وسيتم الاستفادة من الأنهار، ومنع الفيضانات، وإدارة شبكات الري بصورة متقنة، وسيتم انشاء طرق وسكك حديد متطورة. وفي غضون سنوات قليلة، قد تصبح بلاد ما بين النهرين، بمناخها الشتوي المثالي، ليس فقط بلدًا زراعيًا عظيمًا، وانما منتجعًا سياحيًا ينافس مصر في تنوع معالمها وازدهارها. واخيرا، جاء الوقت الذي كان يحلم به جميع سكان بلاد ما بين النهرين المخلصين طيلة سنوات. ستنهض مدن البصرة وبغداد و الموصل، المدن التي كانت قذرة ومهملة، ستنتعش، تحت سحر اللمسات البريطانية، وستسترد بعض مظاهر عظمتها السابقة، من خلال اعمال تصريف المياه وإعادة البناء والتشجير واجراء كافة التحسينات ووسائل الراحة التي تتمتع بها المدن الحديثة..

يتبع..



#عباس_موسى_الكعبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 9
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 8
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 7
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 6
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 5
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 4
- العراق : قلب الشرق الأوسط .. ح 3
- -العراق: قلب الشرق الاوسط- - ح 1
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 2
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (13)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (14)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (11)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (12)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (10)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (9)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (7)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (8)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (5)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (6)..
- مشروع / التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (3)..


المزيد.....




- رفع العقوبات والتطبيع وتصنيف الشرع.. ماذا احتوى أمر ترامب بش ...
- وفيات وإصابات بسبب -تسمم كحلي- في الأردن، فماذا نعرف عن مادة ...
- البيت الأبيض: ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سو ...
- بعد قصف منشآت نووية إيرانية، هل حدث تسرب إشعاعي يهدد دول الخ ...
- هل تحمي شوربة -الميسو- من الإشعاع؟
- ترامب ينهي العقوبات على سوريا وإسرائيل تبدي استعدادها لعلاقا ...
- ترامب يهدد اليابان برسوم جمركية جديدة إذا لم تشترِ الأرز الأ ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي: العملية العسكرية في غزة تقترب من نها ...
- ترامب يرفع العقوبات عن سوريا وإسرائيل ترغب في تطبيع العلاقات ...
- مصدر مطلع: حكومة نتنياهو تبحث قرارًا حاسمًا بشأن غزة قبل لقا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس موسى الكعبي - العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 10