أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس موسى الكعبي - مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (5)..















المزيد.....

مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (5)..


عباس موسى الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6892 - 2021 / 5 / 8 - 18:14
المحور: الادب والفن
    


الحلقة (5): جعفر الخليلي (1904 – 1985)

جعفرُ الخليلي علماً من أعلامِ العِراق ورمزاً من رموزهِ .. انه اديبٌ كبير وصحفيُ متالق، وهو الملقب بابو الصحافة العراقية .. توفي في الثاني من شباط عام 1985م في مدينة دبي بالامارات ودفن في مقبرتها. ولد في مدينة النجف الاشرف مدينةِ العلمِ والادبِ في شباط عام 1904.. والدهُ يعد من الشخصياتِ الادبيةِ والعلميةِ في المدينة فضلاً عن شهرتهِ كطبيبٍ، واسرتهُ من أشهرِ الأسرِ النجفيةِ المعروفةِ.
اشتهر الخليلي بالصحافة والادب والشعر والتاريخ ولكنه تميز بالقصة القصيرة الذي يعد رائدها الاول في العراق حسب اطروحة الدكتوراه للمستشرق الامريكي جون توماس هامل والمعنونة (جعفر الخليلي والقصة العراقية الحديثة) والتي اثبت فيها تميز الخليلي بالقصة وتفرده بالكثير من عناصرها ذات الطابع المحلي والجديد. أصدر في عام 1930 جريدةَ (الفجر الصادق) في مدينة النجف واستمرت فترةً محدودةً ، وفي عام 1934 أصدر جريدة (الراعي) التي أُغلِقتْ من الحكومةِ بسببِ توجهاتِها السياسيةِ وانتقاداتِها اللاذعةِ، ولذا عمد الخليلي الى توجيه افكارهِ نحو الفكرِ والاجتماعِ والادبِ دونَ السياسةِ لكي تستطيعَ الصحافةُ ايصالَ رسالتِها الى الناسِ كافة فكانَ ذلك في عام 1935 حيث اصدر جريدةَ (الهاتف) التي استمرت عشرينَ سنةٍ وكانت مدرسةً ادبيةً وشعريةً وقصصيةً حقيقيةً لكلِ من عاصرها، فقد كانت ميداناً تخرّجَ فيه عددٌ كبيرٌ من الشعراءِ والكتابِ، وقد فتحت الهاتفُ صفحاتِها بتشجيعٍ كبيرٍ لاثارِ الاديباتِ والشاعراتِ من النساءِ ومن اوائلِ من كتبن (دلال صفدي، هناء ريح، زهرة الحر، ونعمت القربى) وكانت تُصّدرُ في كلِ سنة مجموعةً خاصةً بالقصةِ. وتم اغلاقِ الجريدةِ مع جميع الصحف العراقية الاخرى بقرار من حكومة نوري السعيد نظراً للمعارضةِ الشعبيةِ والصحفيةِ الواسعةِ لمشروعِ حلفِ بغداد عام 1954م تحولت ادارتُها في الحيدر خانة الى مكتب للنشر والاعلان بأسم (دار التعارف للنشر والاعلان)، وفي هذه الدار استمر انعقاد الندوة الادبية التي كانت تعقد في دار (الهاتف) مساء الاثنين من كل اسبوع وكان من روادها: د. مصطفى جواد ود. احمد سوسة ود. علي الوردي ود. صفاء خلوصي و د. حسين علي محفوظ والاستاذ ناجي جواد الساعاتي وعبد المجيد لطفي و المؤرخ الدكتور حسين امين والشيخ جلال الحنفي وغيرهم.
كان الخليلي صاحب نكتة وسريع البديهة، فقد نشرت جريدة الايام العراقية (قيل للاستاذ جعفر الخليلي انك ابو الصحافة فقال انا ابوها حين يريدون شتمها ولعنها – لعن الله ابا الصحافة – اما قصورها وسياراتها فليس لي منها شيء ) ونشرت جريده الزمان على لسان الخليلي قوله – وهو يشكو داء النقرس ( النقرس يسميه العرب داء الملوك ) قائلا (لست ادري لماذا ليس لي من الملوك إلا مرضهم، اما رفاههم وهناؤهم فلهم وحدهم دون غيرهم!!..)
ان للخليلي اصداراتٌ كثيرةٌ في عالمِ القصةِ، فقد اصدرَ اولَ قصةٍ لهُ عام 1921م بعنوان (التُعساء) وكانَ عمرهُ آنذاكَ سبعةَ عشَر عاماً، أي في مقتبلِ عمرهِ الادبي وهذه ِالقصةَ هي المفتاحُ الذي فتحَ الابوابَ مشرعةً على مصراعيها امامَ موهبتهِ الخلاقة،ِ فكانت النواةُ الأُولى على طريقِ شهرتهِ الادبيةِ وتألقهِ الثقافي. وروايتهُ الاخرى (حُبوب الاستقلال) التي يصورُ فيها حالةَ الاحتلالِ الانكليزي ويرى في خيالهِ إنّ حبوباً مصنوعةً خصيصاً للعراقِ عندما يتناولُها العراقيونَ يُصابونَ بالاسهالِ.. وروايته الشهيرة (في قرى الجن) التي عدها النقاد ذروة اعماله ونتاجاته، تعدُ واحدة من الاعمال المهمة في أدب الرواية الحديثة في العراق والعالم العربي، وذلك لرؤيتها المتقدمة، وترابط نسيج بنائها الفني الحديث.

ومن مؤلّفات الخليلي:
- يوميّات، الجزء الأوّل والثاني، خواطر وسوانح وملاحظات يوميّة.
- الضائع، قصّة فتى ضاع من أهله ثلاثين سنة.
- في قرى الجنّ، عرض للحياة المثالية الواقعيّة في قصّة مطوّلة.
- من فوق الرابية، مجموعة قصص من حياتنا العامّة.
- أولاد الخليلي، 26 قصّة من حياتنا العامّة.
- هؤلاء الناس، مجموعة قصص عابرة.
- مجمع المتناقضات، قصص مختلفة النوازع يؤلّف بينها التناقض.
- تسواهن.
- كنت معهم في السجن.
- مقدّمة للقصّة العراقيّة.
- هكذا عرفتهم 7 أجزاء.
- حبوب الاستقلال.
- موسوعة العتبات المقدّسة 12 جزءاً.
هاجر جعفر الخليلي مكرها من العراق الى المملكة الأردنية الهاشمية مطلع ثمانينيات القرن الماضي بسبب اتهامه و أسرته أنّهم من التبعية الإيرانية الفارسية ، و صودرت ممتلكاته و منزله في منطقة القادسية ببغداد بقرار حكومي..
توفي في شباط 1985 في دبي .. فهل هي مصادفة ان جعفر الخليلي ولد ومات في شهر شباط ام للفلك شطحاته !! اوصى ان يدفن حيث يموت فكأنه يلمح لمن كان يعد العدة في السر لنقل جثمانه الى مسقط راسه..

رواية في قرى الجن:

وفيها من الخيال ما لا يُصدَّق أو يتصوَّر وقوعه أحد ، غير أنَّ الراوي يلقي في روعك أنَّ كلَّ وقائعها حدثتْ فعلا ً، ويوهمك باستطراده السلس وسرده الآسر بالجدية والصدق أنَّ فصولها أبعد عن الاختلاق والافتعال.. وتدور الرواية حول رجل تسلل رهط من الجنِّ إلى مخدعهِ عشيَّة عُرسِهِ ، واختطفوه واخذوه الى عالمهم ، وترك زوجة تتلهَّف عليه وتأمل عودته في يوم ٍ ما.. ومن هناك ــ في عالم الجن ــ يتواصل مع بعض محبيهِ برسائله ، ذاما ً فيها أحوالنا الاجتماعية ، وما يسودها ويتفشَّى فيها من خداع وسلب للحقوق واختلال الاخلاق ، خلافا ً لما ينعم فيه ساكنو عالم الجن من حياة حرة وكريمة يسود فيها العدل والتكافل الاجتماعي ، ولا يفوت الراوي أن يعرِّج على أوضاع البشر الأدبية والثقافية لا سيما في بلده العراق ، وما يطغى عليها من المؤثرات والعلاقات الشخصية في تفضيل ذلك الشخص الفاسد والمنافق والمرتشي وتلميع صورته ليصبح قائدا ورمزا في ليلة وضحاها .. وكأنـَّه ينحي باللائمة على المسؤولينَ وسياسيي الصدفة لتوانيهم في تقديم الإصلاحات والتصدِّي للآفات الثلاث : الفقر ، والجهل ، والمرض ؛ بالاستئصال والاجتثاث ، فدعوته لتضافر جهود الأكثرية من أبناء الوطن المبتلى بالفساد والكراهية، والمنكوب بما تمتلئ به صدور قاطنيهِ من الإحباط واليأس ، كي يفعلوا شيئا ًفي سبيل تخليص بلدهم وإنقاذه من محنته..



#عباس_موسى_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (6)..
- مشروع / التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (3)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (4)..
- زاوية الحانة
- الانسان بين العدم وعبثية الحياة..
- لماذا لم يصل بنا التطور الى الخلود؟
- اهداء الى جميع الاحرار..
- حوار بين عراقيين قبل 2003
- سادة وعبيد
- بهائم بشرية
- بداية بلا نهاية...!؟
- هلاوس كورونية.. (1)
- هلاوس كورونية (2)
- اعترافات عربي مغفل ..
- قبل ثلاث سنوات..
- اضحك فأنت في العراق
- رسالة من احد ضحايا فايروس كورونا ..
- حتى مطلع الفايروس
- The Beginning of COVID-19
- طاعون كامو.. بين المتعة والخوف من كورونا القاتل...


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس موسى الكعبي - مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (5)..