أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس موسى الكعبي - مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (10)..















المزيد.....

مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (10)..


عباس موسى الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6896 - 2021 / 5 / 12 - 01:35
المحور: الادب والفن
    


الحلقة (10): غائب طعمة فرمان (1927 – 1990)

هو “غائب طعمة فرمان رزوقي “، ولد في سنة 1927، في محلة المربعه في بغداد، لأسرة فقيرة حيث كان يعمل والده سائقا، وأنهى دراسته الابتدائية والثانوية..
أصيب بمرض”التدرن” وسافر إلى مصر للعلاج و أكمل دراسته هناك في كلية الآداب، وسهل له تواجده في مصر الانخراط في الوسط الثقافي. وسبب له انتماءه إلى الفكر اليساري الاشتراكي متاعب كثيرة مع السلطة في بلاده، حيث عاقبته الحكومات العراقية المتعاقبة بإسقاط الجنسية العراقية عنه مرتين..
سافر إلى روسيا “الاتحاد السوفيتي” وعاش فيها حوالي ثلاثين عاماً.
بدأ غائب ينظم الشعر ثم اتجه إلى كتابة القصة القصيرة والتحق بالعمل في الصحافة منذ منتصف الخمسينيات للقرن الماضي، ثم اتجه إلى كتابة الروايات التي عدت البداية الحقيقية لتدشين الرواية العراقية، ونالت تقدير النقاد والكتاب العرب. ولقد برع في ترجمة الأدب الروسي حيث ترجم حوالي ثلاثين كتابًا لرموز الأدب والثقافة الروسية، وكان هذا هو عمله الذي يعيش منه منذ أن انتقل للعيش في الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت في بداية الستينات.
يرى الكثير من النقاد أنَّ أهمية “غائب طعمة فرمان” بالنسبة للأدب العراقي الحديث تكمن في رواياته، ففي عام 1966 أصدر روايته الأولى (النخلة والجيران)، ومن خلالها قدم رواية تأسيسية متميزة في الأدب الروائي المعاصر في العراق، ولقد كرَّس الجزء الأكبر من نشاطه الإبداعي لكتابة روايات أخرى وصل عددها إلى ثماني روايات...
حاول (غائب)، من خلال رواياته، أنْ يؤرخ لبغداد والعراق.. كل رواية تؤرخ لوقائع مرحلة تأريخية معينة. والتأريخ الذي تناوله مثبت في مكان محدد هو: المحلة الشعبية البغدادية. ومن ثم تحدث عن الغربة في رواية (المرتجى والمؤجل). نجد روايته الأولى (النخلة والجيران) تعكس أجواء مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فيما تجري أحداث رواية (خمسة أصوات) في مرحلة الخمسينات التي سبقت (ثورة 14تموز 1958). وتتناول رواية (المخاض) الظروف التي شهدها العراق، أو بالأحرى، بغداد، خلال مرحلة ما قبل (ثورة 14تموز 1958) وما بعدها. أما روايتَا (القربان) و(ظلال على النافذة) فتتناولان مرحلة ما بعد عام 1963. فيما تغطي رواية (المركب) مرحلة الثورة النفطية في السبعينات. وبذلك يمكن القول إنَّ روايات (غائب) يمكن عدها بمثابة تسجيل لتفاصيل الحياة الشعبية العراقية – البغدادية، منذ الحرب العالمية الثانية حتى منتصف السبعينات..
(غائب) كما غيره من الادباء المنفيين في بلاد الغربة، كان يترقب دون جدوى، أنْ يتحقق التغيير في بلاده، ولكن الانتظار الطويل لم يتمخض عمّا يتوق إليه، الأمر الذي حوّل الانتظار الطويل والترقب إلى حلم، وتبعاً لذلك فأنَّ (غائب) الذي “ظلَّ يحلم بعراقٍ ديمقراطي، وعلاقات إنسانية منفتحة” بات مقتنعاً بأنَّ “مسار التأريخ الذي يصنعه الناس البسطاء، إنما يمر بالقرب منهم، غافلاً عنهم وعن أحلامهم. فهم وقوده وضحاياه وهو درجات سلّم يرتقي عليها الآخرون من حثالات السياسة إلى قيادة مراحله..
قال عنه الروائي عبد الرحمن منيف واصفا غربته ”لا أعتقد أن كاتبا عراقيا كتب عنها كما كتب غائب، كتب عنها من الداخل في جميع الفصول وفي كل الأوقات، وربما إذا أردنا أن نعود للتعرف على أواخر الأربعينات والخمسينات لابد أن نعود إلى ما كتبه غائب".. ووصفه الروائي جبرا إبراهيم جبرا قائلا ”يكاد يكون غائب طعمة فرمان الكاتب العراقي الوحيد الذي يركب أشخاصه وأحداثه في رواياته تركيبا حقيقيا.".
توفي “غائب طعمة فرمان” في عام 1990 ودفن في روسيا..

رواية النخلة والجيران:

تم اختيارها كواحدة من ضمن أفضل مائة رواية عربية..
الرواية تقع بين زمنين من القلق والتحول يمر بها العراق ككل وبغداد بشكل خاص. فالحرب العالمية الثانية على وشك النهاية او لنقل انتهت وجيوش الانكليز تستعد لمغادرة بغداد ومعها لا بد ان تتغير الخارطة الاجتماعية والمكانية في بغداد حيث هناك مئات من العاطلين عن العمل بسبب رحيل الانكليز وهناك المئات من الأسر التي فقدت مصدر رزقها. أما المكان فهو بيت “سليمة الخبازة” والنخلة التي تقبع وسط الدار الكئيب. النخلة التي تشكل الجزء الأول من اسم الرواية والرمز الذي ينبغي على القارئ تفسيره ولو بشكل أولي: فالنخلة مرتبطة بأرض العراق ومرتبطة بشكل لا يقبل الفكاك مع شخصية إنسان هذا البلد. نخلة غالبا ما يدخل إليها المؤلف بلقطات قريبة تعكس التغضنات الدقيقة للسعف الجاف الذي ينتظر ربما موسما ما من مواسم الخضرة لا الجفاف. لكن النخلة بقيت جافة وبالقرب من جذعها كانت هناك بقايا مياه قذرة ويصفها المؤلف بأنها قميئة قصيرة متيبسة لم تحمل طلعا. ولكن لماذا هذا العقم في النخلة؟ وتكمن الإجابة انه عقم تلك الفترة على جميع الصعد الاجتماعية والسياسية حيث هناك تكمن بداية عمليات بيع الأرض للرأسماليات الجديدة التي زرعت نظاما اجتماعيا جديدا تمثل في نهاية عصر وبداية عصر آخر.
عالج فرمان في “النخلة والجيران” الروح الانتهازية في شخصية الفرد العراقي من خلال شخصية “مصطفى” الذي يملك مالاً كثيراً وقد وجد في “سليمة الخبازة” أرملة صديقه فرصته في أن يستاجر منها غرفة ليجعلها مخزناً يكدس فيه البضائع المهربة التي يحصل عليها بطرق ملتوية من الانجليز. وفي الوقت ذاته كانت عينه الطامعة على ما تملكه “سليمة” من مال احتفظت به لساعة الشدة. ويقنعها بحيله بان تعطيه ما لديها من مال ليشغله لها في فرن حديث مضمون الربح سيتم افتتاحه في بغداد قريباً. ولكن تلك الاحلام بالغنى السريع تضيع عندما تضـــــــيع اموال سليمة في عملــــــــية نصب مركب يتعرض له مصطفى، فلا يبقى امامه لاستغلال انسانية سليمة غير الزواج بها. ويتم له ما يريد ويهيمن على دار سليمة الخبازة الذي ورثته عن زوجها الراحل.
بُنيتْ أحداث رواية "النخلة والجيران" على خلفية تداعيات الحرب العالمية الثانية على العراق، وفي بغداد تحديدا.. فظهرت شخصياتها منزوعة الإرادة، ومجرّدة من أي فعل إيجابي، وما لبثت أن مضت في حال يكتنفها اليأس إلى نهايات مقفلة أدّت بها إما إلى الموت أو القتل أو الغياب.. وبذلك تكون الرواية قد طرحت قضية التاريخ الراكد للأمة حيث يتلاشى الأمل بالتغيير، فكل شيء في تراجع مطّرد، إذ تستسلم معظم الشخصيات ليأس عام يخيّم عليها من كل جانب، وتذوي النخلة الوحيدة، وتباع الدار، ويهدم الإسطبل، وتكاد الحواري الطينية الضيقة تخلو من الحركة، وتبدو المشاركة الاجتماعية مشلولة، بل معطّلة، فقد انسدت الآفاق أمام شخصيات مهمّشة جرى تقييد إرادتها من طرف غامض، وأصبحت طيّ النسيان. فشرعت في الاقتصاص من بعضها بالطمع والقتل والخداع...



#عباس_موسى_الكعبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (9)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (7)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (8)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (5)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (6)..
- مشروع / التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (3)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (4)..
- زاوية الحانة
- الانسان بين العدم وعبثية الحياة..
- لماذا لم يصل بنا التطور الى الخلود؟
- اهداء الى جميع الاحرار..
- حوار بين عراقيين قبل 2003
- سادة وعبيد
- بهائم بشرية
- بداية بلا نهاية...!؟
- هلاوس كورونية.. (1)
- هلاوس كورونية (2)
- اعترافات عربي مغفل ..
- قبل ثلاث سنوات..
- اضحك فأنت في العراق


المزيد.....




- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس موسى الكعبي - مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (10)..