أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - حزب الدعوة - البصراوية - يلتحق بالتحالف !















المزيد.....

حزب الدعوة - البصراوية - يلتحق بالتحالف !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 484 - 2003 / 5 / 11 - 05:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


          

..والبصرة الفيحاء وأهلها موضعهم مقلة العين وسويداء القلب . وما زججت باسمها تقليلا لشأنها أو لشأنهم بل سخرية من زمرة  الحزبيين الذين اختطفوا اسم حزب إسلامي عراقي معروف بشجاعة رجاله واستنارة أفكاره التي أسس لها صدر العراق الأول ورسخها الصدر الثاني كانعطافة في الفكر و الممارسة  خلال سنوات الكفاح ضد النظام الاستبدادي الدموي  في العراق الحديث  .
وكأن قدر الشهداء من آل الصدر أن يتم اغتيالهم أكثر من مرة ، فالصدر الثاني حاول حزب آل الحكيم اغتياله معنويا وأدبيا وهو على قيد الحياة  حين كالوا لسماحته الاتهامات بالعمالة للنظام الفاشي المهزوم ، وزعموا ما زعموا بحقه في بيانات وكراسات تلفيقية معروفة ، ثم عادوا يتباكون عليه بعد أن قتله نظام الجريمة والفساد ومعه ولديه . واليوم يتعرض الصدر الثاني للاغتيال الفكري على يد نفرد من السلفيين المتعصبين الذين اندسوا في الحركة الإسلامية " الصدرية " وراحوا يرفعون الشعارات المتخلفة والمتشنجة وكأني بهم يريدون  إقامة نوعا من  "إمارة طالبان شيعية " في العراق ويدفعون باتجاه توريط الحوزة العلمية العراقية المعادية للاحتلال الأمريكي في مباءة حكومة "غارنر" أو " برايمر " القادمة ، تلك الشعارات والأفكار الرجعية التي تتناقض في الصميم مع الفكر المستنير والمتفتح للشهيد الصدر الثاني !
   أما الشهيد الصدر الأول ، المؤسس الفعلي للحركة الإسلامية العراقية والتي هزت الحكم الفاشي الصدامي هزا وكادت تقتلعه من الجذور في السبعينات و الثمانينات ، وقدمت من التضحيات ما يعجز القلم عن وصفه وتعدداه ،وقد كان كاتب  هذه السطور شاهد عيان على بطولات عدد من زملاء الزنزانة حين عايشهم عن قرب أثناء فترة اعتقاله في مديرية الأمن العامة نهاية السبعينات ، أما الشهيد الصدر الأول فتجري حاليا في بغداد محاولة لاغتياله سياسيا وفكريا على يد زمرة من الحزبيين الذين يرفعون تسمية "حزب الدعوة الإسلامية " والذين يطالبون " غارنر " بإشراكهم في الحكومة العميلة للاحتلال المنوي تشكيلها قريبا .
  ويعتقد البعض أن هذه المجموعة التي تتوسل المشاركة في الحكومة العميلة ، لا تمثل هذا الحزب بل هي واحدة من عدة مجموعات تتحرك تحت عنوان حزب الدعوة . وهذه المجموعة تحديدا تتكون من عناصر وكوادر الحزب في مدينة البصرة ، وهي المجموعة نفسها التي جرجرها حزب المجلس الأعلى إلى المشاركة في مؤتمر " لندن " الطائفي العنصري من قبل ، ويعتقد آخرون أن المقصود بالخبر ليس فقط مجموعة كوادر البصرة بل أيضا الجناح الذي يقوده أبو أحمد الجعفري . وعلى أية حال فالمضمون واحد مهما كانت الجهة التي اختطفت اسم الحزب والتحقت بتحالف شطيط للأحزاب المتأمركة  . وقد التحقت أيضا بهذا التحالف منظمة عبد الإله النصراوي والتي تحمل اسم " الحركة الاشتراكية العربية " وهي الجناح العراقي من حركة القوميين العرب وهي حركة صغيرة ولكنها تتمتع بسمعة طبية بين أوساط العراقيين لأنها من الأطراف القليلة التي لم تتورط في أعمال النصب والاحتيال والمتاجرة بالجوازات والمهربات التي شاعت في العقود الماضية ،كما إنها نأت بنفسها عن الكثير من الممارسات الانتهازية للأحزاب العراقية في الخارج ، ويعتقد أن سبب مشاركة الحركة الاشتراكية العربية في هذه الصفقة هو العلاقة " الحميمة " بين النصراوي وجلال الطالباني الذي "يمون " عليه كثيرا. ويحاول الطالباني  توريط أكبر عدد ممكن من الأحزاب والحركات السياسية العراقية بوحل العمالة للمحتلين الإنكلو أمريكان  لكي ( يضيع الأبتر بين البتران ) . ومن بين  تلك الأطراف التي " يمون " عليها الطالباني تظل حالة الحزب الشيوعي العراقي معلقة في الوقت الحاضر ، ليس لأن هذا الحزب يرفض المشاركة في الحكومة العميلة بل لأن الأمريكان أنفسهم  و دونالد رامسفيلد شخصيا لدية حساسية  مرضية شديدة من اللون الأحمر  ومشتقاته !
   ومهما  يكن ، فكون الحزب الشيوعي  ُيدعى إلى المشاركة في الحكومة العميلة ويوافق يظل أمرا  أقل وساخة ( ولا نقول أنظف ..) من كونه  لم يدع بل يطالب ويطالب ، وقد يسمح له بالدخول فتكون تلك هي المرة الأولى التي يشارك فيها حزب شيوعي في العالم في "حكومة انتقالية تحت الاحتلال " وهذا هو اسمها المهذب أما اسمها الأقل تهذيبا والأقرب إلى الصدق فهو " حكومة عميلة "  !
والحقيقة فليس تشكيل الحكومة القادمة هو المأساة بحد ذاتها ، بل المأساة ستكون في نجاحها في تسويق الاحتلال كحالة طبيعية في الحياة العراقية  وستكون هذه الحالة  مقدمة تمهيدية لمصادرة العراق ومستقبل شعبه غير أن من المتوقع أن  تتفاقم المشاكل والمآزق القائمة حاليا حتى في حال تشكيل الحكومة العميلة . فالمحتلون يريدون أن يجعلوا حياة العراقيين  جحيما لا يطاق ليكون العراقيون  بحاجة لهم ولحكومتهم العميلة ، وليس مستبعدا تماما أن يلجأ الأمريكيون إلى التلويح ببعبع  عودة صدام حسين بقناع أبو بدون  قناع ، لإرهاب الجميع وإشعارهم بالحاجة إلى الوجود الاحتلالي الأمريكي . من هنا تبرز خطورة الممارسة التي يحاول الحزب الأمريكي العراقي وخصوصا مجموعة الجلبي / مكية ترويجها والهادفة إلى قمع أية حالة رفض أو مقاومة للاحتلال وتلويثها تلويثا تماما بزعم أنها محاولات بعثية وصدامية معادية للديموقراطية ! وقد بدأت عدة صحف مؤيدة للاحتلال منها جريدة "المؤتمر"و طبعتها البغدادية التي تحمل اسم  " المستقبل "  و"الزمان " وأغلب الصحف الكردية  بمحاولة "تبعيث " أية حالة مقاومة أو رفض للاحتلال وعملائه وقد نشرت  إحدى هذه الصحف كاريكاتيرا صورت فيه مجموعة من أزلام ومجرمي النظام المهزوم يدخلون إلى غرفة ويخرجون منها وقد وضعوا عمائم رجال الدين  على رؤوسهم  في محاولة لتصوير المقاومة ورفض الاحتلال كحالة صدامية وبعثية فقط وهذا منتهى الكذب والانحطاط السياسي الممكن تصوره لعدة أسباب منها :
- إن عملاء أمريكا هؤلاء يقدمون خدمة كبرى ومجانية للنظام الفاشي المنهار ويضفون عليه شرفا لا يستحقه ،و هم يقومون بقصد أو بدونه بترميم سمعته التي صارت في الوحل عراقيا وعربيا وعالميا بعد انكشاف عشرات المقابر الجماعية التي خلفها وراءه .
- إن هذه المحاولة ستعزز وجود الاحتلال حتى بلوغ تلك النقطة التي سيركل فيها الاحتلال ذاته عملاءه الصغار هؤلاء كما ركل عملاء آخرين في أوقات وأماكن أخرى .
- إنها محاولات رخيصة لتشويه العراقيين الاستقلاليين والمقاومين الشرفاء الذي هم من ضحايا نظام البعث الفاشي سابقا ومن أشد مناوئيه والداعين لإسقاطه كنظام وفكر  ورموز وليس كتمثال من البرونز في ساحة الفردوس .
 
  والحقيقة هي أن أية حركة لمقاومة الاحتلال  ليست نزوة عابرة أو مخطط يعده مجموعة من المغامرين بل هي حركة اجتماعية وتاريخية وسياسية  تدفع إليها جملة الظروف الواقعية المعاشة . ويمكن لنا أن نتفاءل منذ الآن  على أساس أن مظاهر الرفض والمقاطعة الشعبية العميقة و الشاملة للاحتلال ولعملائه هي الأرضية الواعدة والخصبة التي ستنجب مقاومة ضارية وشجاعة ضد المحتلين الإنكلوأمريكان وأذنابهم وستردم هذه المحاولة الرخيصة للتشويه سمعتها  بسرعة متى ما جعلت هذه المقاومة إنزال العقاب برموز النظام البعثي المجرم وعملاء الاحتلال معا  في قائمة أهدافها .
و أما بخصوص تكثير الأطراف الحزبية وغير الحزبية المشاركة في الحكومة العميلة واعتباره بحد ذاته دليلا على "وحدة وطنية " أو " رأي عام موحد"  فنقول بأن هذا الزعم ليس صحيحا فالقوى التي تقاطع وترفض المشاركة في الحكومة العميلة كثيرة وثانيا لأن العبرة ليست في تكثير الأسماء والتواقيع بل في الأساس الذي تقوم عليه الفكرة أو المشروع ، ولنا في حكاية ملابس الإمبراطور العجيبة خير درس : فجماهير الإمبراطورية الغفيرة التي خرجت عن بكرة أبيها لرؤية صاحب الجلالة الإمبراطور وهو يتبختر بملابسه الجديدة والعجيبة لم تمنع طفلا صغيرا من أن يصرخ في هذا الإجماع :
- صاحب الجلالة عار من ملابسه يا ناس !
والسبب لم يكن لأن ذلك الطفل كان عبقريا ، بل لأن الإمبراطور كان فعلا عاريا من ملابسه كحكومة تحت الاحتلال !



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباججي يفوز بالنقاط على تحالف -أحزاب شطيط - !
- المخبوصون
- يوميات المجزرة الديموقراطية / 35/ الدلال -غارنر- في سوق الهر ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /34/ لماذا يفتح البيشمركة مقراته ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية -33-: أحمد أبو رغال الكبيسي !
- توضيح : لم أتراجع عن مقاطعة - الزمان - رغم إعادة نشرها للمقا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /32/ نصائح مجانية الى أهالي تكري ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /31/ سعد البزاز والقفزة الكبرى : ...
- يوميات المجزرة / 29 / الحوزة والصدريون وظروف مقاومة الاحتلال
- يوميات المجزرة الديموقراطية /30/ وحدة اليسار الديموقراطي الع ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /28/الملف السري لرئيس الحكومة ال ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية/27/ المجلس الأعلى: ضمير العراقي ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /26/ لا شيعية ولا سنية ..دولة قا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /25/ نعم للإدارة المدنية المستقل ...
- يوميات المجزرة /24/ نصف جيش الجلبي من بقايا أنطون لحد !
- زهرة بابونج صغيرة ؟ لا!
- قصيدة شعبية رائعة عن البطل العراقي شعلان أبو الجون لسعيد الص ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /23/ هل سيعيد الأمريكان صدام الى ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /22/ شكرا.. أهل كركوك على نضجكم ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /21/ سقط الصنم وستلحق به أصنام !


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - حزب الدعوة - البصراوية - يلتحق بالتحالف !