أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية /21/ سقط الصنم وستلحق به أصنام !















المزيد.....

يوميات المجزرة الديموقراطية /21/ سقط الصنم وستلحق به أصنام !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 451 - 2003 / 4 / 10 - 01:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


      "لذكرى الشهيد الصدر الأول وشقيقته التي تمر هذا اليوم !"
                                                                     

 اليوم هو التاسع من نيسان ، وقد ذكرني أحد الأصدقاء قبل قليل بأن هذا اليوم يصادف ذكرى ارتكاب النظام الشمولي الدموي لجريمته القذرة  ،جريمة إعدام المفكر الإسلامي العراقي الشهيد محمد باقر الصدر وشقيقته الأديبة بنت الهدى ، كما سوف يسجل هذا التاريخ بوصفه اليوم الذي سلم فيه الطاغية صدام حسين العاصمة العراقية للغزاة  الأمريكيين  البريطانيين  الذين سارعوا الى التموضع في أماكن عديدة من العاصمة وأهمها ساحة الفردوس . وفي هذه الساحة تجمهر عدد من المواطنين العراقيين وراحوا يضربون صنما ضخما للطاغية بالأحذية وحاول بعضهم تحطيمه بالمطارق الثقيلة ثم تدخلت إحدى الآليات الأمريكية وحطمت الصنم بعد أن رفعت عليه العلم الأمريكي ، وقد بادر شاب  عراقي ورفع العلم العراقي ذا النجوم الثلاث على الصنم .هذه الأحداث شاهدها الجميع و ما ثمة داع للاستفاضة فيها ،  فقط أود الإشارة الى  إصرار المحتفلين بسقوط الطاغية على رفع العلم العراقي بعد أن شاهدوا الجنود الأمريكان وهم يرفعون العلم الأمريكي . في هذه الحادثة الصغيرة دلالة هامة على أن البهجة التي غمرت المواطنين ببداية انهيار النظام  لم تنسهم أو تجعلهم يهملون ولاءهم لوطنهم ولم تجعلهم يسكتون على الإهمال الأمريكي لرمز من رموز السيادة العراقية ألا وهو العلم والنسخة القديمة منه تحديدا . يمكن لمن يشاء أن يقارن هذه البادرة العميقة ببادرات أخرى كثيرة قام بها المعارضون العراقيون في المنفى والتي جعلت حتى أسيادهم يشعرون نحوهم بالاحتقار .. فلنقارن أيضا وفي سياق قريب من هذا  بين الملك الأفغاني السابق ظاهر شاه الذي احترم نفسه ولم يبادر الى الاتصال بالأمريكان حتى اضطروا هم أنفسهم الى الركض خلفه والاتصال به ، وبين العديد من رموز وقادة أحزاب المعارضة الذين تحولوا الى محترفين في سباق المسافات الطويلة خلف الأسياد القدماء الجدد ، فليقارن من شاء المقارنة بين رقاب المعارضين العراقيين  الخانعة المنحنية لمادلين أولبرات بقامة الشاب العراقي الشامخة  الذي بادر الى رفع علم بلاده في وجود المحتلين وبعد أن رفعوا علمهم بدقائق قليلة على وجه الصنم الذي خنق وذبح العراقيين طوال سنين !
  حديث المصادفات هذا الذي بلغ ذروته اليوم حيث توافقت ذكرى استشهاد الصدر وشقيقته مع دخول الغزاة الى العاصمة دخول الفاتحين دون مقاومة تذكر ،هذا الحديث ليس غريبا على تاريخ العراق والشرق بعامة ، ولكن أن تتصادف ذكرى اغتيال الشهيد الصدر وشقيقته مع ذكرى  دخول الغزاة الى العاصمة فهي مصادفة تبعث على الحزن، فقد كان المأمول أن يثأر الشعب العراقي وطلائعه المكافحة ويقتص من قتلة الصدر وجميع شهداء العراق لا أن يقوم غزاة أجانب بذلك و هذا ما يترك مذاقا مرا في الشعور بالفرح لزوال وانهيار النظام الفاشي الذي أرعب العراقيين طوال أكثر من  أربعة وثلاثين عاما . لا يملك الإنسان وقد حدث ما حدث إلا أن يبتهج  أيضا  الى أن المجزرة الرهيبة التي توقعها الكثيرون لم تحدث في بغداد ، مع أن ذلك لن يبرئ الغزاة من دماء آلاف الضحايا العراقيين الذين قتلوا أو جرحوا أو فقدوا  . الأمل معقود منذ الآن على أن يعوض العراقيون وقواهم الوطنية في قادم الأيام عن بعض ما حدث اليوم ، فيثأروا لجميع شهداء العراقيين الذين قتلهم النظام  المهزوم و منهم شهداء  آل الصدر  وعبد الكريم قاسم  وزملاءه أو البدري وآل الحكيم وشهداء جميع الأحزاب العراقية المعارضة وغير المرتبطة  بالأمريكان  فيثأروا ويعوضوا عما حدث  عن طريق طرد الغزاة المحتلين وجعل إقامتهم على أرض الرافدين جحيما لا يطاق .

 وبصراحة فإن دماء شهداء العراق لا تلطخ رقاب الغزاة الأمريكان فقط ، بل إنها ستكون في رقاب كل معارض ،أو رمز من رموز النظام ، ساهم بشكل فعال في الدفع باتجاه  هذه الحرب القذرة كحل لتغيير النظام وإنهاء الدكتاتورية .. الخشية كبيرة من أن دماء أخرى ستسفك ، فالتسليم السهل لبغداد واختفاء القوات النظامية يشي بأن وراء الأكمة ما وراءها وأن هناك أحداث خطيرة ستحدث .  وهناك أيضا خشية من أن يبادر المهزومون الى طرح خيار تقسيم العراق وأن يبادر انتهازيون آخرون الى ترويج النزعة الطائفية، وترتكب مذابح ثأرية واسعة النطاق . إن هذه المخاوف كلها تستدعي من جميع المعارضين العراقيين المخلصين ، التأكيد على الثوابت الوطنية ، وترويج روح التسامح ومداواة الجروح ، ومكافحة النزعات الطائفية والثأرية ، والاستعداد لمرحلة جديدة سيكون شعارها الأول والمركزي هو طرد الغزاة وإنهاء الاحتلال بكل الوسائل المتاحة وإقامة حكم عراقي منتخب بشكل ديموقراطي تحت إشراف الأمم المتحدة .
ولكن ماذا عن الغموض الذي يسود الآن ؟ أين ذهبت القوات الحكومية والسلطة المركزية وشخص الطاغية صدام حسين نفسه ؟ هل تصح التوقعات ونكتشف غدا تفاصيل صفقة بين النظام المحتضر وبين الأمريكان ظهرت بعض روائحها يوم غادر السفير الروسي بغداد الى بلده وتبعته زيارة مستشار الرئيس الأمريكي "غونداليزا رايس" الى موسكو ؟ هل انسحب النظام وقواته المتبقية الى "تكريت" للدفاع عنها وإدارة معركة دفاع عن الرأس والنفس هناك ؟ أسئلة كثيرة يثيرها الغموض السائد ولكن  هذا الغموض  لن ينفي حقيقتين : الأولى مبهجة وباعثة على الأمل وهي حقيقة بداية انهيار النظام الدموي وفقدانه السيطرة على العاصمة ، والحقيقة الثانية وهي تعطي للشعور بالبهجة مذاقا حزينا وهي أن الغزاة يحتلون الآن قلب العراق وعاصمته  بغداد بدباباتهم ومدافعهم فهل سيتمكنون من احتلال قلوب العراقيين الغارقين في دمائهم ودموعهم  غدا  !؟



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات المجزرة الديموقراطية /20/ مجزرة الصحفيين كمقدمة لمجزر ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /19/ جماعة الجلبي ، مترجمون بملا ...
- حديد أمريكي ساخن على لحم البصرة ! - الى أمير الدراجي
- يوميات المجزرة الديموقراطية / 18/ دروس الجولة الأولى من المج ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /17/ جئناكم باطحين لا محررين !
- يوميات المجزرة الديموقراطية /16/ شجاعة جماهير النجف وجبن الح ...
- ملحق بالحلقة 16 من يوميات المجزرة : ثورة العشرين الثانية قاد ...
- أسئلةُ جاسم ..
- يوميات المجزرة الديموقراطية /15/ الخوئي: من دلال سياسي الى د ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /14/ منطق معاوية في خدمة المعارض ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /13/ تعثر الخزرجي فحركوا الباججي ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /12/ مشعان يفكر إذن هو موجود !
- ملامح الخطاب السياسي عند الأمام الخالصي :إشكالات العلاقة مع ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /11/موسيقى من أجل كنعان مكية !
- ملحق بالحلقة العاشرة من يوميات المجزرة / قائمة بالصحافيين ال ...
- ملامح الخطاب السياسي عند الإمام الخالصي :الموقف من الديموقرا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /10/ مشاهد من داخل الناصرية البا ...
- ملامح الخطاب السياسي عند الأمام الخالصي : بدايات الخيار الثا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /8 : نصيحة بالكردي الفصيح !
- يوميات المجزرة الأمريكية /9/ أربعون ضابطا صهيونيا يساهمون في ...


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية /21/ سقط الصنم وستلحق به أصنام !