يوميات المجزرة الديموقراطية /28/الملف السري لرئيس الحكومة الجلبية " محمد الزبيدي "!
حرصتُ غالبا ، ولا أقول دائما فالإنسان خطاء ،على عدم تناول الشؤون الشخصية ومتعلقات الذات الفردية للخصوم والأعداء السياسيين الموجودين على الساحة السياسية العراقية ، ولم أطرح في كتاباتي من تلك الشؤون الذاتية إلا ما صار في عداد البديهيات لفرط تكراره وتوثيقه ووروده في وسائل إعلام وفي متناول الناس جميعا . وقد انتقدني البعض حين كتبت ما كتبت عن الجلبي ، الذي وصفته بلص بنوك ومطلوب الى الشرطة الدولية ، واليوم ظهر أن معلوماتي عتيقة و مسالمة جدا قياسا الى حقيقة هذا الشخص ، فقد علم الناس اليوم ، ومن خلال برنامج حواري مع الأمير الأردني حسن بن طلال أجراه الإذاعي أحمد منصور في قناة الجزيرة ، أن الجلبي قد حوكم فعلا بهذه التهم ، وقد صدر بحقه حكم بالسجن لمدة عشرين عاما من القضاء الأردني . الأمير حسن لم ينفِ هذه المعلومات، ولكنه ، وعلى طريقته المعروفة في المراوغة و توزيع الجوائز واللعنات على الجميع ، قارن بين الحرامي المسكين أحمد الجلبي وبين الحكام العرب الذين فعلوا ما فعلوا ولسان حاله يقول لماذا يحاكم غيابا لص بنوك صغير ( سرق 60 مليون دولار فقط لا غير بحسب ما كتبه الصحافي البريطاني "كوكبورن" في كتابه المعروف / صدام الخارج من الرماد .) ولا يحاكم لصوص كبار يعرفهم صاحب السمو حسن .
واليوم ، ونحن نراقب جحيم التحرير الأمريكي المصحوب بمهزلة ديموقراطية ينصب فيها مشعان محافظا للموصل الحدباء، وتنحر له الذبائح من أبناء هذه المدينة العربية العراقية الباسلة ،وتنصيب هذا وذاك مسؤولين في مدن أخرى منها البصرة التي انتفضت ضد الحاكم المعين أمريكيا ، و بغداد التي أعلن اليوم الأربعاء 16/4/ عن أن محمد محسن الزبيدي سيكون رئيسا لحكومتها أو إدارتها المدنية فمن هو هذا الرجل ؟ سؤال قد لا يهمني شخصيا، لأنني لا أحفل كثيرا بسير السياسيين العراقيين المتخرجين من المدرسة الشمولية التي تخرج منها البكر وصدام والعديد ممن عارضوهما ، ولكنه قد يهم أهل بغداد المجروحين ، و الذين سيفرض عليهم المحتلون الأمريكان رجلا مشبوها تماما كرئيس حكومة أو إدارة هو محمد الزبيدي . وقد وردتني اليوم رسالة موثقة وموقعة من شخص يصف نفسه بمسؤول سابق في حزب الجلبي " المؤتمر الوطني الموحد "وفيها اسمه وعنوانه ورقم هاتفه وقد اتصلت بهذا الشخص لغرض التأكد وأكد لي فعلا انه مرسل الرسالة التي احتوت كم غزير من المعلومات المخابراتية الخطيرة عن المدعو محمد الزبيدي .. وسأنقل للقارئ فقرات من هذه الرسالة دون تعليق ..وفي اليوم نفسه وصلتني رسالة أخرى بالبريد الإلكتروني من شخص آخر كان معتقلا لأسباب سياسية كما قال و لكنه لم يذكر اسمه ، وفيها الكثير من المعلومات الجديدة والمكررة حول هذا الشخص والزمرة العميلة التي ينشط باسمها الآن لتسويغ لترويج الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق . وبالمناسبة فقد كتبت الى مرسلي الرسالتين قائلا إنني أحملهما مسؤولية ما ورد في رسالتيهما ، وأدعوهما الى الوقوف أمام القضاء العراقي بعد زوال الاحتلال ليدليا بشهادتيهما كاملتين حول هذا الشخص ليقدما خدمة لشعبهما وأدعو في نفس الوقت الزبيدي نفسه ومن معه في تنظيمه في حال صحة هذه المعلومات عنه وعن نشاطاته أن ينسحب بسلام من الساحة السياسية ويقدم اعتذارا لشعبه عسى أن يكون حكم الشعب العراقي بحقه مخففا .. ولولا خطورة الدور التخريبي المعلن الذي يقوم به هذا الشخص وزمرته في خدمة الاحتلال الأجنبي وتحول موضوعه من موضوع شخصي الى شأن له مساس بقضية العراق وشعبه لما كنت أبديت أدنى اهتمام برسالتي القارئين اللتين سأنشر منهما هذه المقاطع !
مقاطع من الرسالة الأولى :
-الاسم الحقيقي للمدعو محمد الزبيدي هو محمد محسن عبد الزهرة السمرمد ، من مدينة الصويرة .
-لقب نفسه وعمل تحت اسم حركي هو أبو حيدر الكرادي .
-غادر العراق سنة 1983 متوجها الى الكويت وعمل هناك واتهم بالتورط مع المجموعة التي حاولت اغتيال أمير الكويت .
-غادر الكويت الى سوريا في سنة 1984 وتعاون مع المخابرات السورية ونشط في عمليات تزوير الوثائق وجوازات السفر وتهريب اللاجئين الى أوروبا .
-كان محسوبا لفترة على حركة إسلامية معروفة وأصدر هو و (عين شين ) و(سين باء ) والسماء الكاملة في الرسالة في إصدار مجلة إسلامية ( باء )
-فتح له السوريون خطا مخابراتيا يمكنه من الذهاب والإياب الى شمال العراق وتخصص في تهريب والمتاجرة بالآثار العراقية التي نهبت وسرق في انتفاضة ربيع 1991 وبتهريب الغزلان وطيور الشاهين وكسب مالا وفيرا من ذلك .وكان يبيع لمعلومات المخابراتية التي جلبها من إقليم كردستان الى المخابرات السورية .
- عمل مع أحمد الجلبي كعضو في اللجنة الوطنية مسؤولا عن تنظيم الداخل بمساعدة كادرين من حزب الجلبي هما ( راء سين ) و( آ. حاء . فاء )
- تعاون مع المخابرات الأردنية والبريطانية .
والزبيدي يحمل الآن الجنسيات البريطانية والسورية والأردنية ويحتمل أن تكون الجنسية اللبنانية معه )
- له علاقات غير مباشرة بالموساد الإسرائيلي الذي ربطه بمسؤول منظمة عراقية تسمى ( الجيس السري الجمهوري العراقي ) الذي كان يقوده النقيب العراقي ( حاء عين هاء جيم ) و الشخص الأخير ابن لضابط عراقي من أهل مدينة الحلة وكان ( حاء عين هاء )وطيد العلاقات بالموساد الصهيوني وذهب الى الكيان الصهيوني عدة مرات وقدمه الزبيدي الى المخابرات السورية كصاحب تنظيم سري في الفيلق الخامس في الجيش العراقي .
- كان الزبيدي يأتي من سوريا الى مقر حزب الجلبي في شمال العراق مرة في الشهر ويقضي أسبوعا في سكر وعربدة وفضائح جنسية ثم يعود . وخلال هذه الفترة كان يبع المعلومات المخابراتية الى "إطلاعات "المخابرات الإيرانية أيضا .
- يزعم أنه أكمل دراسة القانون والسياسة في جامعة بغداد وبعض أقاربه يقولون أنه حاصل على شهادة الثانوية فقط .
- ثمة فضيحة حدثت له أورد صاحب الرسالة تفاصيلها ولكني لن أذكرها بل أشير الى إنها حدثت في فندق " السدير " في مصيف صلاح الدين مع شخصية معروفة هي ( ميم ميم جيم ) .
وأكتفي بهذا القدر من الرسالة الأولى أما من الرسالة الثانية الغفل من الاسم فاقتطف المقاطع التالية كما هي :
- كان الزبيدي أو أبو حيدر الكرادي عميلا لمخابرات النظام البعثي في العراق ويعمل تحت غطاء اسم المعارضة في سوريا وكان يعمل مع فرع فلسطين ولديه خط عسكري في لبنان بتسهيل من العقيد صلاح أبو العلم .
- تورط في تسليم عدد من الشباب العراقيين الإسلاميين المتحمسين الى النظام مقابل مبلغ كبير من المال ، وهذه المعلومات من المغدورين الذين كانوا معي في المعتقل .
- كان يعمل في الأردن تحت اسم شركة وهمية هي ( عمان للاستيراد والتصدير ) ومهمتها نقطة ارتباط ووصل مع المخابرات العراقية المجرمة ويقودها ابن أخته ( عين ميم حاء )
- وأنا لما عرفت بنهب المتحف الوطني العراقي وبعد ذلك شاهدت هذا الشخص على القنوات الفضائية عرفت أنه ( عين ميم حاء ) هو الذي نهبها لأنه من ست سنوات ألقي عليه القبض في سوريا بتهمة تهريب السجاد من تركيا الى سوريا ومن ثم عمله بتوزيع كميات كبيرة من الدولارات المزورة في لبنان وبالتعاون مع المخابرات العراقية والتي نشرت في لبنان وألقي القبض عليه هناك لكن زوجته " سين " في سورية والتي تربطها علاقات نافذة مع المسؤولين السوريين كانت تخلصه بطريقتها الخاصة ..)
انتهت الاقتباسات من الرسالتين ، وأنا أهيب بكل الأخوة القراء إيصال هذه الحقائق الى من لهم مصلحة أكيدة في الإجهاز على المشروع الأمريكي القذر الهادف لتكريس هؤلاء العملاء والمجرمين بديلا لعصابة صدام التكريتي ، وأرجو منهم فضح جميع هؤلاء العملاء الذين يهرولون اليوم على عظام قتلانا نحو العدو المحتل ليكونوا مفاتيحه و أدلاءه الى العراق . افضحوا هؤلاء العملاء ، ففي فضحكم لهم وسردكم لما لديكم من معلومات عن أمثال الكرادي ومشعان الجبوري ونزار الخزرجي إنقاذ لشعبكم من مذبحة جديدة وعهد استبدادي جديد ملفوف بالخرقة الديموقراطية الأمريكية .
أود أن اختم هذه الحلقة بالتساؤل الحزين الذي ساورني بعد قراءة مقالة للأخ عواد علي على موقع الحركة الديموقراطية الموحدة عن الاستفزاز القذر الذي قامت به القوات البريطانية المحتلة في مدينة الناصرية حيث نسفت تلك القوات تمثال القائد الثوري والعالم الشاعر العراقي محمد سعيد الحبوبي لتنفس عن حقدها الإمبراطوري البريطاني إزاء هذا الرمز العراقي الذي لطخ تاج الملك جورج في الوحل في معارك التصدي والجهاد في سنة 1914 وطوال ثلاثة أعوام ، والتساؤل يقول : هل سنفيق غدا على مشهد الدبابات الأمريكية وهي تحطم بالقذائف نصب الحرية في ساحة التحرير ؟ إذا كان البريطانيون لا يترددون من الثأر من الأسد العراقي العجوز محمد سعيد الحبوبي عبر نسف تمثاله ، فما الذي يجعلهم يترددون عن تحطيم نصب الحرية لجواد سليم ؟ أليست هذه حربا على كل ما هو عراقي نبيل وإنساني ومقاوم ؟