أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية /25/ نعم للإدارة المدنية المستقلة ، لا لحكومة الاحتلال !















المزيد.....

يوميات المجزرة الديموقراطية /25/ نعم للإدارة المدنية المستقلة ، لا لحكومة الاحتلال !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 455 - 2003 / 4 / 14 - 06:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



                
                                                             
  هذه وجهة نظر شخصية أطرحها ضمن السجال الدائر الآن بين المعارضين العراقيين للنظام المنهار حول الواقع المأساوي الراهن في العراق . ثمة في الحقيقة ثلاث وجهات نظر رئيسية تلخص الموقف العام وهي :
  وجهة النظر الأولى التي يطرحها المحتل الأمريكي وهي ضرورة تشكيل حكومة أمريكية بقيادة الجنرال المتقاعد  "غاي غارنر" لحكم العراق لفترة يزعمون بأنها ستكون انتقالية . وجهة النظر الثانية هي أمريكية أيضا وتطرحها أطراف عراقية عميلة وتستعمل كخط احتياط للفكرة الأولى في حال فشل تطبيقها وتقول بضرورة تشكيل حكومة من عراقيين موافقين على الاحتلال وبالذات من حملة الجنسية الأمريكية من أمثال كنعان مكية والجلبي إضافة الى مجموعة من ضباط النظام الزائل كالخزرجي والصالحي .. الخ . وهذه ستكون حكومة عميلة تحت الاحتلال ولا اسم آخر لها . وجهة النظر الثالثة ، والتي يتبناها كاتب هذه السطور تقول بضرورة تشكيل إدارات مدنية مستقلة في جميع المدن العراقية تأخذ على عاتقها تسيير الأمور الحياتية اليومية للشعب مع الامتناع عن التعاون مع المحتلين ، وصولا الى تشكيل  هيئة عامة على مستوى العراق لهذه الإدارات المدنية .
  بين وجهات النظر الثلاث هذه تطفو وتروج أفكار كثيرة أخرى منها ما يدعوا الى المقاومة المسلحة للمحتلين حتى طردهم من العراق وتشكيل حكومة تحرير بعد ذلك أو في أثناء عملية المقاومة ، وهذه وجهة نظر صحيحة المضمون وليس أمام أي شعب تحتل أرضه خيارا آخر غير القتال من أجل تحريرها ،ولكنها ليست فكرة واقعية أو ربما تكون مبكرة جدا ، فالشعب مثخن بجراح الحكم الفاشي الطويل ،وآثار العدوان الأمريكي والدماء لم تجف بعد ،وعشرات الآلاف من السجناء مازالوا يعانون الموت البطيء وهم في خطر حقيقي  ، والبلاد تعيش في حالة فوضى وفلتان أمني ورعب  شامل وروائح الدسائس والدفع باتجاه الفتن والحرب الأهلية سائدة ، ولهذا فإن المقاومة في هذه المرحلة يمكن أن تكون مقاومة سلبية متصاعدة تعتمد أسلوب مقاطعة المحتلين مقاطعة سياسية تامة ، ومقاطعة مشاريعهم وأعوانهم من أحزاب وشخصيات ومن الطبيعي أن المقاومة السلبية لا تعني رفض المقاومة المسلحة في مناطق وظروف تسمح بهذا النوع من المقاومة . وهناك وجهة نظر أخرى تدعو الى التعامل والتعاون مع المحتلين بهدف إخراجهم من المدن وإدارتها مدنيا وقد اطلعنا على محاولات من هذا النوع في عدد من المدن الجنوبية انتهت الى عملية غادرة ضد الحركات العراقية المعارضة للنظام الزائل ودفع لثمن غاليا في بعض الأحيان ( ومثال ذلك ، هجوم الأباشي قبل أيام على قاعدة للإسلاميين قرب سوق الشيوخ وقد تطرقنا لهذه الحادثة في حلقة يوم أمس ) أما محاولة تخريب الإدارة المدنية المستقلة في مدينة النجف الأشرف التي جرت اليوم فقد فشلت وظلت الإدارة بأيدي الإسلاميين المستقلين والمعادين للاحتلال وفشلت محاولة عملاء الأمريكان وبقايا النظام استعادة الإدارة ..
   والحقيقة فإن الأمريكان سيضغطون باتجاه قيام إدارات مدنية لا تعادي الاحتلال وتكون بمثابة مفاتيح سياسية تفتح لهم البلاد ،وتكون مقدمة لتشكيل حكومة عميلة يتم  تمريرها فيما بعد عبر انتخابات مرتبة النتائج سلفا . إن المحتل الأمريكي يعيش مأزقا كبيرا فقد فشل في توسيع وتسويق حالة العميل أحمد الجلبي ،وتأجل مؤتمر الناصرية للمعارضة المتأمركة ، حيث اعتذرت أحزاب مهمة عن الحضور واستبعدت أخرى لأسباب مريبة ، وفشلت أمريكا أيضا في تشغيل جماعة عدنان الباججي وتثميرها سياسيا ، كما تتعثر محاولات تسويق مشعان الجبوري الذي تحول من زعيم "حزب الوطن " الى قائد عادي لمليشيا عشائرية تدفع أجور أعضائها بالدولارات ، ويبدو أن النتيجة نفسها تواجه مدير الاستخبارات العسكرية السابق والصديق الصدوق للصهاينة  والمبشر علنا بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في العراق وفيق السامرائي ، وأخيرا فشلت محاولة تخريب الإدارة المدنية المستقلة في مدينة لنجف .
  إن الظروف الراهنة عصيبة حقا ،والشعب في ذهول تام لما يحدث في البلاد ، وينبغي أن تكون أول الأولويات في تجميع القوى السياسية المعارضة في داخل وخارج العراق  للاحتلال الأمريكي للعراق ،ولحكومة احتلال مباشر أو غير مباشر والمباشر ، وفي وضع الأسس السياسية لقيام  اتحاد أو ائتلاف سياسي لهذه القوى تخوض على أساسه مقاومة الاحتلال ومقاطعته هو وعملائه و المبادرة الى تشكيل إدارات مدنية مستقلة للتسيير الذاتي في المدن العراقية . وسيكون من واجبات هذه القوى الوطنية والإسلامية رفض التفريق المفتعل والمريب بين "معارضة خارج" و"معارضة داخل"  فالمضمون السياسي لا تحدد على أساس الإطار الجغرافي الذي يوجد فيه الشخص أو الحزب  والدليل هو أن هناك عملاء للأمريكان في داخل وخارج العراق ،وهناك وطنيون وشرفاء في الداخل والخارج على السواء . ومن واجبات هذه القوى الوطنية ترويج روح التسامح وتضميد الجراح والإخاء الوطني وسلوك سبل الحوار والمشاركة ومقاومة  النزعات الثأرية والانتقامية واحتكار الميدان .
اختم بالإشارة الى ما كتبه الأخ صباح الموسوي حول دعوتي لزيارة أحد الصفحات والاستماع الى قصيدة عن الثائر العراقي شعلان أبو الجون وتطرقه لما يقوم به ابنه  حاتم شعلان ، فأشكره على معلوماته وعلى مشاعره ، وأشاركه وجهة النظر حول ما يفعله حاتم أبو الجون وتعامله المباشر مع المحتلين . ولكن هذه الخيانة من هذا الشخص ، إذا صح حصولها  ، لن تقلل من شأن القائد العراقي الشجاع شعلان أبو الجون  . والأخ الموسوي يعلم تماما بنص الآية القرآنية التي تقول ( ولا تزر  وازرة  وزر أخرى ) ولكنني أختلف مع الأخ الموسوي في عدائه الشديد لإيران  ولبعض الأحزاب العراقية التي ترعاها ، فمن الصحيح أن لإيران أطماع في أرض العراق وموقعه السياسي والديني ، ولنظامها خطط خاصة لا تحمل خيرا كثيرا لبلادنا ، ولكن من الصحيح أيضا أن  إيران دولة مجاورة لبلادنا على امتداد اكثر من ألف كيلو متر  ، كما أن لنا حدود  طويلة  مع تركيا،  وتجمع شعبنا بالشعبين الإيراني والتركي علاقات ثقافية ودينية وتاريخية عميقة تعود الى آلاف السنين ، وليس من مصلحتنا معاداة هاتين الدولتين مسبقا  ، وتحت ضغط الممارسات السياسية الخاطئة لهذا النظام الحاكم أو ذاك ، أو تحت تأثير  المشاعر النفسية الحادة . باختصار : علينا أن ندرك بأننا كعراقيين بحاجة الى أصدقاء وعلاقات حسن الجوار مع الدول المجاورة والتي لا تحتلها أمريكا احتلالا مباشرا ، فالأنظمة والحكومات زائلة والشعوب باقية وقدرنا الجغرافي والتاريخي جمعنا بعرى وثيقة مع الشعبين  الإيراني والتركي ، و لعراقنا  من الإمكانيات ما يجعله جديرا بالدفاع عن نفسه ،وردع ذوي  الأطماع ، بل والمساهمة القيادية في صنع مستقبل شعوب المنطقة كما ساهم قبل أكثر من عشرة قرون في صنع الحضارة العربية الإسلامية في العصر العباسي .

و أما بخصوص ما كتبه الشخص الذي َمنَّ عليه أحدهم بلقب " قائد فيلقنا الكتابي " وأقصد أحمد النعمان الذي منحني رتبة " جنرال الإنترنيت " ، فتعليقي الوحيد هو إنني لست بحاجة لهذه الأوساخ و الرتب العسكرية التي تفضح وعيهم ولا وعيهم من قبيل "قائد قيلق "أو" جنرال " ، لأنني مجرد كاتب بسيط  لا أكثر ولا أقل ، أما هم  فيبدون  فعلا  بحاجة إلى تلك الرتب العسكرية على سبيل التعويض النفسي في زمن تساقطت الرتب والألقاب  الصدامية  في الوحل والدم .. و هنيئا للبعض  هذه القاذورات المعشعشة في  العقل الباطن !
a



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات المجزرة /24/ نصف جيش الجلبي من بقايا أنطون لحد !
- زهرة بابونج صغيرة ؟ لا!
- قصيدة شعبية رائعة عن البطل العراقي شعلان أبو الجون لسعيد الص ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /23/ هل سيعيد الأمريكان صدام الى ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /22/ شكرا.. أهل كركوك على نضجكم ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /21/ سقط الصنم وستلحق به أصنام !
- يوميات المجزرة الديموقراطية /20/ مجزرة الصحفيين كمقدمة لمجزر ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /19/ جماعة الجلبي ، مترجمون بملا ...
- حديد أمريكي ساخن على لحم البصرة ! - الى أمير الدراجي
- يوميات المجزرة الديموقراطية / 18/ دروس الجولة الأولى من المج ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /17/ جئناكم باطحين لا محررين !
- يوميات المجزرة الديموقراطية /16/ شجاعة جماهير النجف وجبن الح ...
- ملحق بالحلقة 16 من يوميات المجزرة : ثورة العشرين الثانية قاد ...
- أسئلةُ جاسم ..
- يوميات المجزرة الديموقراطية /15/ الخوئي: من دلال سياسي الى د ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /14/ منطق معاوية في خدمة المعارض ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /13/ تعثر الخزرجي فحركوا الباججي ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /12/ مشعان يفكر إذن هو موجود !
- ملامح الخطاب السياسي عند الأمام الخالصي :إشكالات العلاقة مع ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /11/موسيقى من أجل كنعان مكية !


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية /25/ نعم للإدارة المدنية المستقلة ، لا لحكومة الاحتلال !