أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - امرأة لا مبالية














المزيد.....

امرأة لا مبالية


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6956 - 2021 / 7 / 12 - 09:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعرّضتْ للتنمّر من عائلة زوجها لأنّها ضعيفة، ليس في حياتها رجل يحميها، وليس لديها منصب أو مال ، تحولت إلى قطعة من ثلج ، عندما فكرت بعائلتها كان إخوتها أكثر تنمّراً ، رفضت أن تغادر " القفص الذهبي" ، تمكنت من اختراع التبريد الذي يجعلها ترد على الجميع دون كلام . إنها أمل التي حدثتكم عنها مرة، صغت كلماتها بطريقتي. كيف يمكن لامرأة في مجتمع قانونه وعاداته من خلف التاريخ أن تقاوم؟
ذلك البرود الذي يلفّني ،- الذي تفسّرني من خلاله أنّني لامبالية- يعجبني .
أتجاهل الرسائل التي توصلها لي بحديثك. تلك الرسائل اللئيمة التي تمطرني فيها صباحاً، ومساءً. لا أتحدث عن زوجي، فهو لا يصلح حتى أن يكون جواز سفر اجتماعي ، لأنّه ببساطة غير موجود كزوج، أو كذكر، أو كإنسان. هو مختف في غرفة دعارة، مهمّته الخيانة ، فكلما أئتمنته مومس خانها ، هو طبعه لايجد إثارة إلا عندما يخون . أتحدث عنك أنت الذي توصل لي أخباره ، وعندما لا تثيرني تقول: " معه حق . إنها امرأة لا مبالية"!
لماذا ترغب أن أطلّق شخصاً غير موجود ؟ أعرف أنّك تغار منّي لأن أدائي يجعل أولادي في مأمن منك. ترغب أن تشرّد أولادي .
عندما قلت لها أن المجتمع ذكوري ابتسمت ابتسامة صفراء، قالت لا أحبّ أحاديث المثقفين . أنظر إلى النساء ، فأرى أن قلّة منهن يتعرضن لما أتعرض له.
اعتقدت أنه ليس بطولة أن أدافع عن كرامتي بطريقة أفقدها من خلالها، لذا لجأت إلى " النضال السلبي" ، وهو أن أبني أسرة الأب فيها موجود في السجلات ومفقود في الواقع ، لدي طموح كبير، وحزن كبير، وبرود كبير .
سوف يكتب التاريخ عن امرأة مجهولة استطاعت أن تبني قلعة من ثلج ، حمتها من ذلك المجتمع المتنمّر الذي تصفونه بالذكوري ، و الذي حال الرجال فيه أيضاً في الحضيض، يحاولون التعويض عن نقصهم بالتنمّر على عائلاتهم ، فيصبح الرجل الذي لا يحبّ أمّه رمزاً للولد الحنون.
أتت أمل إليّ من أجل أن تحصل على بعض المال من وراثة والدها ، لكنّها قالت لي في النهاية أنّها اختارتني كي تبوح لي لأنها ترغب في الحديث مع أحد عن حياتها.
قالت لي: عندما يختل التوازن في العائلة تصبح تربية الأولاد من أصعب الأمور ، حتى أولادي يحملون في عقلهم الباطن أفكار المجتمع، ولا يحترمون امرأة ليس لها زوج مثلي لذلك أتصارع معهم ، لكنّ تربيتي، وربما جيناتي تجعلهم يتراجعون عن الخطأ بعد أن يصلوا إلى حافة البئر فلا يقعون في البئر . أنا أصنع دولة ، لي علم ونشيد ، أما العلم فهو كلسون نسائي أحمر اللون أنشره دائماً على حبل الغسيل ، و أما النشيد فهو : لا أستثمر في الأشخاص ، ولا الأمكنة . أعيش العزلة لأبني دولتي . إنها العنجهية التي تجعلني أستمرّ أمام ذلك التنمّر الكبير على الضحايا ، ينظرون لي كلامبالية ، وكمصابة بداء الغرور، بينما داخلي كومة قش!



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحريّة الدينية
- كأنّني انتحرت
- لغة الصّمت
- المارد الذي يعيش فيّ
- حول انسحاب تركيا من اتفاقية استانبول
- متى تخلع النساء ثوب الضحية؟
- الفضاء الصيني
- فنّ العيش الكريم
- أثر الطلاق على المرأة
- التوارث السّياسي الاجتماعي
- هكذا هي الحياة
- ذاتي تقابل ذاتي
- إطلالة على العالم الافتراضي
- رعاية المسن في وطننا
- سرّ نجاتي
- النّسويّة كحبل غسيل
- نظام ، ونظام موازٍ
- أزمة المشاعر الإنسنيّة
- بايدن وبوتين
- القيم الاجتماعية الواهية


المزيد.....




- امرأة تتقدم بشكوى ضد رجل مزق حجابها في فرنسا
- المرأة المغربية ومسألة المناصفة
- إقرار قانون العمل المرن عن بُعد.. إنجاز تشريعي ينقصه صياغة إ ...
- الجامعة العربية تبحث خطة الانطلاق الرسمية لمرصد تنمية المرأة ...
- فرنسا: رجل خلع حجاب امرأة في الشارع وعمدة البلدية تصف الاعتد ...
- من -وحام- امرأة حامل إلى ضجة عالمية.. شوكولاتة دبي تتسبب بأز ...
- فيديو رد ترامب على امرأة قاطعته بخطاب الـ100 يثير تفاعلا
- أحصل على 8000 دينار جزائري “التسجيل في منحة المرأة الماكثة ف ...
- هيئة الغذاء والدواء تكشف رسميًا عن سحب الاندومي من الأسواق ل ...
- غدا.. اجتماع تشاوري لمناقشة انطلاق المرصد العربي لتنمية المر ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - امرأة لا مبالية