أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادية خلوف - إطلالة على العالم الافتراضي














المزيد.....

إطلالة على العالم الافتراضي


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6941 - 2021 / 6 / 27 - 11:11
المحور: المجتمع المدني
    


لطالما بحثت عن الانعتاق، وعن هوية شخصية لي تميّزني كإنسان ، وليس كفرد من مجموعة، كدت أنجح بعد أن حاولت تغيير نفسي مرات عديدة ، عدت إلى الحظيرة من خلال العالم الافتراضي ، وتحديداً عالم الفيس بوك العربي .
هل قصد مارك إعادتنا؟ ومن هو مارك هذا؟
ليس مارك هو صاحب الفكرة بل صديقه الذي سرق مارك جهوده وتزوج ب" حبيبته" ، وكانت الفكرة هي أن يكون لك فضاء تنشر فيه ماتحب، فالموضوع ليس مؤامرة، لكنه اكتشاف رقمي ، امتداد لما قبله من المحاولات .
تعود مع الفيس بوك " العربي" إلى الخلف ، فتعيش حالات لم توجد أصلاً ، تضخم ذاتك كعجوز يروي بطولات من صبيان أفكاره ، وهي فعلاً كذلك ، فأغلب سكان الفيس العربي هم إما من العاطلين عن العمل، أو ممن تجاوز عمرهم الستين عاماً ، الشباب في الغرب اليوم يبحث عن " المال، و الشهرة الدّائمة" من خلال العمل الدؤوب منذ الطفولة، ومن يتجاوز العشرين عاماً و لم يحدد توجهه ، وليس له دخل مادي يكون من ضمن مجتمع خاص يحتاج إلى علاج مع خصوصية المجتمع ، حيث الجريمة الموجودة في كلّ مكان من العالم.
سألت نفسي: ماذا قدّم لي الفيس بوك؟ أتت الإجابة صادمة : سحبني الفيس بوك من نفسي لأقع في فخ عملت جلّ حياتي أن لا أقع فيه، فجميع من هربت من أفكارهم هم اليوم أصدقائي، عليّ أن أقبل بأفكارهم ، أو ألغي صداقتهم، وربما نادراً ما ألغي صداقة أحد لأنني غير مهتمة كثيراً بتلك الصداقة، أغلبهم أشخاص أعرفهم ويعرفونني .
واقعة اليوم في صفّ المناطقية، الطّائفيّة، القوميّة ، ومع أنّني لست ضد عقائد البشر، ولا قومياتهم ، لكن أعتبر أنّني منتمية، ولا منتميّة في نفس الوقت، فطفولتي الآولى جعلت انتمائي الاجتماعي يرتبط بمدينتي، وعملي على التخلص من الزيف جعلني لا منتميّة ، أبحث عنّي وعن هويتي الشّخصية .
كون أغلب أصدقائي تجاوز الستين من العمر، ومع أنّ الستين هي سن الحرية، لكن كونهم يعيشون في عالمنا العربي في الداخل و الخارج فإنهم حبيسون المنزل، أو الإدمان، أو الدّين، هم ثّوار الطّائفة، أو ثوار القومية ، يمجدون الماضي بطريقتهم، حتى السجين السياسي يترحم على شخص ساهم في تطوير الاستبداد ويصفه بالبطل ، ولو عدت إلى النعوات لوجدت أن جميع من أخذوا فرصك في الحياة هم أبطالاً ، و إذا كان الاستبداد يأكل أبناءه، فإنهم تعرضوا للظلم بعد أن كانوا ظالمين.
الشيخوخة هي مرض نفسي، وليست حالة مرتبطة بعمر. لا أشعر أن ذهني يشيخ طالما أفكّر إن لم يصيبني مرض ما، وقد أصابني فعلاً مرض خطير، لكن قواي العقلية لا زالت بخير. بإمكاننا أن نقول كبار السّن ، وليس الشّيوخ.
أما عن النّساء، فحدّث ولا حرج. أعاد الفيس بوك اضطهاد النساء من خلال الطرائف التي يطلقها الرّجال ، ومن خلال نساء الأجيال السابقة، و الفتيات اللواتي يجاملن المجتمع من أجل الفوز بجوا سفر اجتماعي هو " سيدة" متزوجة تضع صورتها هي تحضن زوجها الذي يعاملها كجارية، بينما الرجال أصبحوا يزايدون بنسويتهم ، وهم من عصر الحريم. إنّه السقوط الرّقمي العربي من خلال عالم افتراضي ، يقدم لنا تلفزيون الواقع الشّعبوي، و أبطال السينما، و الأدب و الإبداع من منظور قومجي عربي ديني متخلّف يموّله بطل لديه أربعين زوجة ، و أمامه سبحة، وقرآن ، و إلى جانبع عبد يصنف لنا الليبرالية، و الوطنية .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعاية المسن في وطننا
- سرّ نجاتي
- النّسويّة كحبل غسيل
- نظام ، ونظام موازٍ
- أزمة المشاعر الإنسنيّة
- بايدن وبوتين
- القيم الاجتماعية الواهية
- صداقة الطّبيعة
- المغذّي
- التاكسي
- من يومياتي
- ذكريات من فندق المرضى
- أوروبا ، وسياسة الهجرة
- هواجس الصّباح
- جميعهم الرسول محمد
- طريق الهاوية -20-
- طريق الهاوية -19-
- طريق الهاوية -18-
- طريق الهاوية -17-
- طريق الهاوية -16-


المزيد.....




- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادية خلوف - إطلالة على العالم الافتراضي