نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 6952 - 2021 / 7 / 8 - 10:57
المحور:
الادب والفن
ليس من الضروري أن ننظر إلى المرآة دائماً ، نحن مرآة أنفسنا.
أستيقظ كل يوم قبل الساعة الخامسة ، أرغب أن أبقى في سريري، لكنّ ذلك المارد القلق يمنعني من الهدوء، فأنهض ، أستحمّ، لا أنظر للمرآة ، بل أكون جاهزة خلال مدة قصيرة للانطلاق في طريق يختاره المارد. لا يترك لي فرصة الاختيار ، مرة يقودني في طريق الغابة، و أخرى يقودني إلى طريق النافورة ، عندما يمتلئ صدري بنسيم الصباح تكون قراراتي مستقلة ، أقهر المارد ، أتصرف بكبرياء، أنظر إلى الأفق، أقول: أنا هنا !
جلست اليوم أمام محطة القطار قرب النّافورة ، حيث المقاعد المتناثرة، وبعض المسافرين ينتظرون حتى يحين وقتهم . العجائز يتوزعون على المقاعد ، بعضهم يقود الكلاب . عدت إلى المنزل من طريق فرعي يحتوي على حديقة تشبه الجنّة ، هكذا كنت أراها، لكن لكثرة ما مررت فيها أشعر أنها خلفية لكمبيوتري .
النسيم يعطي فرصة للمارد كي ينام ، فأتصرف بحرية:
أقفز، أغني ، أركض، أجلس على الحشائش، و أجمع بعض الحجارة .
ما أجمل الحريّة!
حرية الجسد و الروح.
وبينما كنت أغنّي لي عرفت أنّ عليّ أن أكسر تلك المرآة . لا أحب أن تكون رقيباً على حياتي فتشوه صورتي الجميلة. لا أعرف متى دخل كل أولئك الرّقباء إلى حياتي ، فكلما أردت أن أكتب عن الحبّ قصوا بعض الكلمات فيفقد الحبّ معناه. الرّقيب هو الذي يجعلنا نصاب بالخرف المبكّر ، و المتأخر.
أنا الآن بلا رقيب ، سوف أصعد الدرج، ولن أستعمل المصعد. أيها العالم: أنا هنا!
وصلت المنزل ، أحضرت كأس ماء، فتحت الكمبيوتر ، وكان الرّقيب قد استيقظ ، رأيته يرغمني على الدخول إلى عالم الفيس بوك، سمعت صوت الرّصاص احتفالاً بالنجاح ، كان يمسك بيدي يحثني على الاحتفاء ، لم ينتصر، لم يخسر ، يرغب أن يرغمني أن أبكي على الأموات.
كأنّه يرغب أن يعيدني إلى كوابيسي
في يوم مضى تحرّرت من الواجبات المزيفة
هربت من كلمات متداولة
من قيود
كنت طيراً
المارد يرغب في قهري
إعادتي إلى القبيلة
إلى التّصرف بحكمة الشيوخ،
لكنّني أرفض
سوف أنتصر على المارد
النّصر صبر عمر
بعد عمر من النزاع بيني و بين المرآة
كسرت المرآة،
انتصرت
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟