أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبدالمنعم الاعسم - المندائيون والسلام الاهلي














المزيد.....

المندائيون والسلام الاهلي


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 1637 - 2006 / 8 / 9 - 10:27
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


اذا ما توقفنا عند الارقام والمعطيات عن هجرة(وتهجير) الصابئة المندائيين، وهم سكان ارض الرافدين الاصليين، من ديارهم، ووصول طلائعهم الى الخارج، فيما اضطر الالاف من اسرهم الى تغيير سكناهم بين مدن العراق او بين احياء المدن الكبرى، فان الصورة ستتكامل لدينا عن مشروع تدمير السلام المدني في العراق لآخر خلية من خلاياه الحية. والحق ان مندائيي العراق، كوسط مدني مسالم ومبدع وراسخ على ثقافة مشاركة، يتمتعون بمكانة محترمة بين جميع المكونات الوطنية، ولم يكن ليناصبهم العداء غير النظام الدكتاتوري لسبب يعود الى ان القلة من ابناء الطائفة انخرطوا في اجهزته القمعية الدموية، وحتى الحزبية، واضطرار نخبهم العلمية والفكرية والاكاديمية الى الهجرة عن العراق مفضلين حياة الغربة والنفي على خدمة نظام متوحش، وهو التفسير الوحيد لتعرضهم، بعد سقوط النظام، الى صنوف من الاعتداءات والتهديدات واعمال الاختطاف والاستئصال والتهجير من قبل قوى الارهاب والطائفية.

ولا ينطوي على مغالاةٍ القول بان العنصر المندائي العراقي يشكل واحدة من عوامل الثقافة المدنية في العراق، بل وواحد من اهم مصدات التطرف في الحياة الاجتماعية العراقية، ليس فقط لانهم نسيج حضري مميز، بل ولأنهم قدموا للمجتمع العراقي ، من داخل هذا النسيج، صفوة من المفكرين والعلماء والمبدعين، من النساء والرجال، تطول قائمة اسمائهم ، وتتشعب عناوين عطائهم، وتتفرد عبقرية منجزات العديد من شخصياتهم واعلامهم.

وربما لهذا السبب تخصهم قوى البربرية والتكفير والطائفية المقيتة، كما خصتهم الدكتاتورية سابقا، بالكراهية واعمال التعدي والتهجير القسري والتمييز وعسف التدخل في حياتهم وديانتهم وشؤونهم، ذلك لأن اطفاء مكانة المندائيين في النسيج الوطني العراقي تعني اختراق وتشويه هذا النسيج وتدمير طابع التنوع في روافده، عدا عن حرمان البلاد من كفاءات هائلة في مختلف المجالات، ومجالات اعادة البناء على وجه الخصوص، وهنا لا يحتاج المرء الى الكثير من الفطنة ليكتشف بداهة الامور، فثمة هنا من هو مؤهل ومتحمس ومستعد للمشاركة الناشطة في عملية البناء، وثمة في الجانب الثاني من هو يعمل على تدمير حياة الملايين ومنع اعادة

البناء واقامة المستوطنات والكانتونات الطائفية المتحاربة.

وباختصار، فان الصراع الذي شاء الصابئة المندائيون ان يكونوا في قلبه، الآن، هو صراع بين مشروعين، مشروع يتطلع الى المستقبل باقامة دولة اتحادية مدنية ديمقراطية في العراق، مقابل مشروع آخر يقوم على اعادة عقارب الساعة الى الوراء باقامة غابة او تكية لاتتسع لغير الخرافة والجهل.



ـــــــــــــــــــــــــ

..كلام مفيد

ـــــــــــــــــــــــــ

"المؤسف حقا هو ان لا يكون في ميسورك قتل المرء اكثر من مرة واحدة".

سفاح




#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الطائفي..من اين؟ الى اين؟
- حذار..انها وليمة مسمومة
- مرثية الى عمال فرن الكاظمية
- ثلاث جولات دردشة مع شوفيني
- ما لم يقال في مقتل الزرقاوي
- رسالة تصلح كتحذير
- محكمة وكوابيس
- البصرة..بصيرة اخرى
- تشبيخ - بين الارهاب وضحاياه
- الذين قتلوا سيدة الخميس
- كمال سبتي.. هل صار ماضياً؟
- نحن..وما يجري في المنطقة
- انتصرت كربلاء .. وانتصرت الرمادي
- تعذيب المعتقلين ولعبة ال -لكن
- عادلون مع مَن لم يعدل
- تعليق - الارهاب بين ثيابنا
- جملة مفيدة - حيرنا، والله، الحائري
- الهمج من فصيلة دم واحدة
- معركة العلم.. من معركة العلمين
- قمة واصلاح ..وعراق


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبدالمنعم الاعسم - المندائيون والسلام الاهلي