أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالمنعم الاعسم - كمال سبتي.. هل صار ماضياً؟














المزيد.....

كمال سبتي.. هل صار ماضياً؟


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


اسمه بسيط..كمال سبتي..اتقن اشياء كثيرة في حياته، من بينها الحذر من الغرباء والتحسب المفرط، واصطياد المودات:
سيُقالُ للشاعر: ماذا تفعل في هذا الصباح ؟
سيقول الشاعر : أحرّرُ خطاباً في المودة.
وحين اومأ لنا كمال سبتي بمنديله الوحيد..روحه..ورحل في صباح نيساني فاجع، كنا نعد له مشروع رحلة الى موانئ صخرية، ولم يدر في بالنا ان الشاعر سيموت في ذلك الصباح، وعلى مسافة موتٍ كانت قصيدة له مضرجة بالدم: “طبول..وتوابيت تندفع الى موانئ صخرية يبني الرسل بيوتا على نهر تتشبث اصابعه باعلى البحر”.
اتذكر، قبل اقل من شهر جاءني صوته من غرفة بالتوك: اضعتُ تلفونك..اريد ان اكلمك.. لدي اشياء كثيرة.. وضعتُ له ارقام التلفون على شاشة الجهاز وبقيت انتظر صوته، دون جدوى.. هل كان يموت؟

قبل عام قرأت له: “ سنةٌ أخرى مضتْ والأرضُ لم تُهْدَمْ ولم تأتِ القيامَةْ” وكتبت له مازحا: “ لا تستعجل، انتظر السنة القادمة” وانا اعرف ان كمال سبتي يكره الانتظار، كما يكره الالوان المتطامنة، والشخصيات المسطحة، والمبدع العدواني، ومع انه شاعر التوتر، في الكلمة والشخصية والتأمل، لكنه سرعان ما يسترشد بعفويته النزيهة الى تطييب خواطرك اذا ما كنت يوما في مرمى ملامته، ويوم التقيته اول مرة في لندن العام 1996، قدم لي نفسه بكلمات مقتضبة: شاعر يود ان يقول كل شيء قبل ان يرحل..ضحكنا..سألته مشاكسا: ومتى نويتَ ان ترحل؟ ثم قلت: ما دمت قد نجوت من ساطور صدام حسين، فانك ستقول كل الاشياء في هذه المنافي القاسية، وسيأتي يوم لا تجد فيه ما تقول.. وفي ليلة ذلك اليوم فتحنا معا اوراق مودة طويلة عبرت سنوات عشر، كنتُ متابعا لمحاولاته تحسين شروط منفاه بالانتقال من اسبانيا الى هولندا، وكان في المنفيَيْن حال شاعر معوز، لكنه حساس، يحلم بالسفر والصداقات والحماية، وبمكتب بسيط يتصل منه بالعالم، وقد كنت طوال عامين قريبا من بعض اعنف خناقاته، مع شعراء وكتاب، اشهد انه كان لاذعا وحازما ومبدعا ومستعجلا في الكثير من تلك الخناقات، وكأنه كان على موعد مع سفر طويل، وكنت، حين احاول احتواء غضبه بالدعوة الى التأني، يرد علي : كيف انتظر؟ هل تضمن حياتي ليوم غد؟.
في سجل كمال سبتي ثمة معارك ثقافية وسياسية متواصلة افرغ الكثير منها في مدونات وقصائد ومقطوعات نثرية متوهجة وثرية وعميقة الاثر، وليس من دون مغزى ان تعبر اعماله وكتاباته وآثاره حدود المطبوعات العراقية او العربية، ففي عمل مشترك بين جريدة فورتين ماباجو ذات التاريخ العريق في الصحافة التشيلية بخاصة والأميريكية الجنوبية بعامة وذات الاسم المعروف في مقارعة دكتاتورية بينوشيت وبين مشروع “شعراء العالم” الذي يديره الشاعر التشيليني لويس آرياس مانثو..ومن أجل تقديم صورة تقريبية عن شغل الشاعر كمال سبتي الشعري وآرائه في الفكر والفن والأدب إلى قراء أميريكا الجنوبية فقد تم في الجريدة الأولى نشر مقال كمال سبتي: “الآخر، العدو عند أدوارد سعيد والشعراء العرب” كاملاً بترجمة البروفيسورة ميلاغروس نوين إلى اللغة الإسبانية.
ولكن كيف لنا ان نتحدث عن كمال سبتي مثل اي ماض؟ كيف تركناه يرحل، هكذا، الى التقاويم ولم يعبر إلا خمسين نهرا، كيف؟.




#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن..وما يجري في المنطقة
- انتصرت كربلاء .. وانتصرت الرمادي
- تعذيب المعتقلين ولعبة ال -لكن
- عادلون مع مَن لم يعدل
- تعليق - الارهاب بين ثيابنا
- جملة مفيدة - حيرنا، والله، الحائري
- الهمج من فصيلة دم واحدة
- معركة العلم.. من معركة العلمين
- قمة واصلاح ..وعراق
- البصرة: البرابرة مروا من هنا
- تعالوا نصمت.. تعالوا ننام
- ملثمون من عصر آخر
- استدراكات في حادث الفلوجة
- عام على الحرب..و ساحرات شكسبير الثلاث
- ليبرالية لـ - الكشر
- توطئة لمناقشة مواقف السيد السيستاني المرجعية: حزب سياسي جديد
- جملة مفيدة خطا مطبعي في توصيف الارهاب
- نوروز
- الفضائيات العربية وذكرى الحرب تحريف، أم تخريف.. أم كليهما؟
- الحدث الاسباني.. بهدوء


المزيد.....




- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالمنعم الاعسم - كمال سبتي.. هل صار ماضياً؟