أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالمنعم الاعسم - ما لم يقال في مقتل الزرقاوي















المزيد.....

ما لم يقال في مقتل الزرقاوي


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 1578 - 2006 / 6 / 11 - 11:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


1-

قيل الكثير عن مقتل ابو مصعب الزرقاوي.. فيما ابلت اصوات واقنية فضائية متعاطفة معه بلاء حسنا في تخفيف الخطوط السوداء من تحت دلالات الحادث لتوحي الى ان نهاية هذا السفاح الدموي لا تعني شيئا، ولا اهمية لها، في مواجهة العراقيين مع المشروع الارهابي الظلامي، وذهب بعض الاصوات وفرسان الشاشات الملونة المروجة للعنف والتطرف الى احياء كذبة نائمة عن الشكوك في حقيقة شخصية الزرقاوي على الرغم من انه خرج عليهم، اكثر من مرة، وفي عشرات الصور والخطب والرسائل وهو يعلن عن نفسه كنبي مرسل لايقاظ “الامة الاسلامية” فوق جثث الملايين العراقية الآمنة، واعادة عقارب الساعة العراقية الى “عهد الشورى” الطالبانية.

ما لم يقال حتى الان يتصل بدلالة التعاون الاردني في القبض على الزرقاوي، وهو تعاون ينسجم، من وجوه كثيرة، مع السياسات الاردنية الرسمية(اكرر: الرسمية) المعلنة، وبمعنى ما فان هذا التعاون الرسمي ينسجم مع تأكيدات عمان حرصها واستعدادها للعمل على استقرار العراق، ما يثير السؤال التالي: ماذا لو قدمت دول الجوار جميعها مساعدات امنية بالمستوى الذي قدمه الجانب الاردني؟.

والآن، لنفكك السؤال ونعيد تركيبه على هيئة حقيقة مسكوت عنها، للاسف، تتمثل في ان التعاون الاردني الامني كشف عن نفاق الدول المجاورة حين تؤكد انها معنية بحماية حياة الملايين العراقية والحيلولة دون تعريضهم للقتل واعمال الارهاب والقتل والتفجير اليومية، فلو قدمت هذه الدول مساعدات امنية جدية للسلطات العراقية، على النحو الذي قدمته الحكومة الاردنية لما تطورت “اعمال المقاومة” على الاراضي العراقية الى مذابح يومية لا سابق لبشاعتها والى حد هدد بتدمير الكيان العراقي واثارة الحرب الاهلية الطائفية، حين اصبح العراق بؤرة لكل محترفي القتل والكراهية في العالم يتسللون اليه باجازة دول الجوار، او بغض الطرف عنهم، او بتجنيدهم من قبلها مباشرة او عبر طرف ثالث، او بواسطة وكلاء يجوبون مواخير العواصم وبالوعاتها السلفية وحلقات الدروشة والخرافة.

إذن، بين ايدينا واقعة حية: فالذي يحرص، من دول الجوار، على حماية ارواح العراقيين لا حاجة به ان يتكلم كثيرا عن الاسف على الضحايا الذين يتساقطون يوميا على يد الارهابيين، ولا ان يحتج على تفجير دور العبادة والابنية المدنية وشبكات الماء والكهرباء وقطع الطرق واعمال القتل على الهوية وعلى اللاهوية، بل ولا حاجة به ان يصدر البيانات والتصريحات الرسمية والدورية التي تستنكر الارهاب واعمال العنف، والتي صرنا نعرفها ونحفظ عباراتها ومفرداتها، فيما الزرقاوي نفسه لم يعد يعبأ بها، بل انه كافأ دول الجوار(التي تكتفي بشجب الارهاب بالكلمات) بكف أذاه عنها، بل ومكافأتها(انتباه) باستدراج الشبيبة الغبية المشاغبة في تلك الدول الى الساحة العراقية في صفقة مخزية قد يأتي الوقت لكشف خيوطها الجهنمية.

كل دول الجوار لديها عيون مخابرات ترى ما يحدث في العراق وتعرف مَن يقترف الجرائم، لكن احدا منها لم يقدم ما قدمه الاردن.. هذا بالضبط ما لم يقال في معرض القبض على الزرقاوي.



2-





يتجاهل الكثير من المحللين السياسيين لمقتل زعيم القاعدة في العراق السؤال ذي الصلة بخلفيات الحادث وبمستقبل هذا التنظيم "الاسطوري" الدموي، وهو: مم تتشكل قاعدة الزرقاوي في العراق؟ اخذا بالاعتبار ضعف بيئة التطرف الجهادي الديني في العراق، لاسباب كثيرة.

على ان القراءة السليمة للمسكوت عنه في هذا السياق تلزم تسمية الاشياء باسمائها الحقيقة، من غير استعارات ايحائية او لف ودوران، ولا اي نوع من الخشية في الوقوع باغواء النظرة الطائفية المجردة، وهكذا سنجيب على ذلك السؤال بالاتي: ان شريحة من السنة العرب الاكثر تضررا من سقوط النظام والاكثر استعدادا، ثقافيا، للتطرف الديني والقومي، والاكثر كراهية، بالتالي، للسياسات الامريكية، هي التي شكلت البيئة والقاعدة "الشعبية" لمشروع الزرقاوي الارهابي.

فقد اضرمت الممارسات العسكرية والعقابية العمياء لقوات الاحتلال والخطاب الاستعراضي الطائفي لبعض الشرائح السياسية الشيعية مشاعر العداء السنية ليس ضد القوات الاجنبية ولا ضد العملية السياسية فقط بل وضد الطائفة الشيعية نفسها، الامر الذي "طور" مشروع الزرقاوي بسرعة قياسية مذهلة ليضم الى عناوينه الجهادية تكفير المذهب الشيعي والتنكيل باعتباعه وجمهوره: احياء سكنية وطوابير عمال واسواق ومزدحمات شعبية ودور عبادة وشخصيات وموظفين، على حد سواء.

وفي جو انفلات الامن وضعف الحكومة وضياعها وتخبط الاجراءات العسكرية الامريكية اندلعت حملات استئصال طائفية عمياء ومتبادلة على نطاق واسع( ابتدأها وخطط لها الزرقاوي) وقد تكامل المشروع بعد سلسلة من المذابح المروعة ذات البصمات الطائفية الفاقعة في بغداد وديالى والحلة والمدائن وتلعفر والمحمودية، واخيرا في البصرة، الى ان يكون مفتاحا لفتنة طائفية خطيرة، وبدا واضحا ان طرفين طائفيين، في الاقل، صارا يعدان لحرب اهلية بعد تفجيرات سامراء، لكنهما، في لحظة معينة قررا إرجاء الجولة الى وقت انسب بعد ان تأكدا ان هذه الحرب لن تعود على اي منهما بالفائدة، وان الحريق سينشب في ثيابهما معا، وانه لا بد من استراحة ما لمراجعة الحسابات.

في هذه الاستراحة التي لم يكن الزرقاوي يريدها (حذر في بيانات ونداءات مما اسماه خيانة المراجع الدينية) نشأ تيار سني يمكن رصده بين عشائر الرمادي يتحسب من الهوة الطائفية التي يندفع فيها الصراع المخطط له من قبل الزرقاوي، فظهرت الى العلن جماعات مسلحة في غرب العراق تتبنى اجلاء الزرقاوي والمقاتلين الاجانب وانصاره العراقيين من المنطقة، ومن هذه الثغرة اصبح واضحا بان عمر الزرقاوي صار قصيرا وان رأسه قيد الرصد من قبل قوى الامن العراقية والقوات المتعددة الجنسية والمواطنين، بعد ان ضاقت الرقعة الجغرافية التي يتحرك فيها، بل واضطرته الظروف الجديدة الى ان يتقرب اكثر فاكثر من اقاليم مختلطة من اتباع الطائفتين السنية والشيعية(اليوسفية. البياع. الدورة. اطراف الكاظمية. ديالى) بعد ان كان يتحرك آمنا، ومن غير كلفة كبيرة، في اقاليم سنية غرب العراق امتدادا حتى الحدود السورية.

بعبارة واضحة، لا يصح التقليل من شأن الانشقاق الكبير الذي اندلع في مشروع الزرقاوي، وسقوطه في هبهب، حين تمردت عليه قبائل وشرائح وشخصيات سنية في غرب العراق الآمن له، وتخلصت من اسره، وانخرط الكثير من رموزها في العملية السياسية، ومَن لايرى اهمية لهذا التحول فانه لا يستطيع ان يجيب على السؤال التفصيلي: لماذا جاء الزرقاوي برجليه الى حتفه؟.

ــــــــــــــــــــــــــــ

وكلام مفيد

ــــــــــــــــــــــــــــ

" إذا عظُم المطلوب قلّ المساعد".

المتنبي




#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تصلح كتحذير
- محكمة وكوابيس
- البصرة..بصيرة اخرى
- تشبيخ - بين الارهاب وضحاياه
- الذين قتلوا سيدة الخميس
- كمال سبتي.. هل صار ماضياً؟
- نحن..وما يجري في المنطقة
- انتصرت كربلاء .. وانتصرت الرمادي
- تعذيب المعتقلين ولعبة ال -لكن
- عادلون مع مَن لم يعدل
- تعليق - الارهاب بين ثيابنا
- جملة مفيدة - حيرنا، والله، الحائري
- الهمج من فصيلة دم واحدة
- معركة العلم.. من معركة العلمين
- قمة واصلاح ..وعراق
- البصرة: البرابرة مروا من هنا
- تعالوا نصمت.. تعالوا ننام
- ملثمون من عصر آخر
- استدراكات في حادث الفلوجة
- عام على الحرب..و ساحرات شكسبير الثلاث


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالمنعم الاعسم - ما لم يقال في مقتل الزرقاوي