أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - تشبيخ - بين الارهاب وضحاياه














المزيد.....

تشبيخ - بين الارهاب وضحاياه


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 1546 - 2006 / 5 / 10 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للسياسة خطوط طول وعرض، وانواء، ولها طبائع واخلاق واسرار، ولها ثوابت وتكتيكات، ولها فضائل وخطايا، لكن احدا لن يمنعنا من ان نكتشف محاولات قفز يومية على جميع مخصوصات السياسة الى ما يشبه الضحك على الذقون، وعذر اصحاب هذا السيرك ان الفوضى في سوق السياسة العراقية اضاعت الفواصل بين الالوان، واختزلت المسافات بين ما هو حق وما هو باطل، وصار في وسع المدافع عن عَمْر ان يدافع عن زيد بنفس الحماس، فيما زيد وعمر خصمان، ويتبادلان القذائف صباح مساء.

وما دمنا في دوامة السياسة وسوقها في العراق فانه لم يبلغ امر من الوضوح ما بلغه المشروع الارهابي الذي يتشكل، كما هو معروف، من مصاهرة معلنة بالشراكة في مسلسل الاجرام، وموثقة بالصوت والصورة، بين قطعان القاعدة بقيادة ابو مصعب الزرقاوي وفلول حزب صدام حسين وثالثتهما زمر الجريمة المنظمة، ولم يكن ثمة شك في طبيعة الاهداف الجهنمية التي يترجمها هذا المشروع يوميا الى فنون واعمال القتل والخطف والترويع في العراق.

وفي الموقف من الارهاب في صورته الدموية تنكشف واحدة من خطايا السياسة إذْ يحاول (البعض) ان يتمايز في لغة التعاطي مع هذا السرطان بطريقة تدفع الى التساؤل ما اذا كانت هذه اللغة مع الارهاب ام ضده، ويتبشع الموقف اكثر فاكثر حين نطالع بيانات الادانة الباردة التي يطلقها (البعض) للمذابح المروعة التي ترتكب باسم "مقاومة الاحتلال" فيما يسعى هذا (البعض) الى الحصول على موقع بارز في قطار العملية السياسية التي تعد النقيض الطبيعي للمشروع الارهابي.

وبكلمة اوضح، فان بعض الجماعات التي اخذت مكانها اخيرا في قطار التسوية السياسية لا تميز خطابها كفاية عن خطاب قوى الارهاب، إلا في تفاصيل شكلية، وتبدو كما لو انها تبرر للمجازر وتدينها في ذات الوقت، حتى ليعجب المحلل السياسي الموضوعي ما اذا تحسب هذه الجماعات نفسها على الارهابيين ام على مناهضي الارهاب، وليس من دون مغزى ان تلجأ الاقنية الاعلامية المروّجة للارهاب والجريمة في العراق الى بعض ممثلي هذه الجماعات حين يكون المطلوب تبرئة الارهابيين من مسؤولية التفجيرات المروعة ضد المدنيين، وقد ذهب متحدث منهم الى ادانة تفجيرات كربلاء في لغة تقول الشيء ونقيضه، ليظهر كما لو ان المسؤولين عن التفجيرات هم ضحايا تلك التفجيرات انفسهم.

وبكلمة اكثر وضوحا، يمكن القول، بان تصريحات بعض اعلاميي قوائم تاخذ طريقها الى الحكومة الجديدة حول الاعمال الاخيرة الموغلة بالاجرام والمسجلة باسم (شورى المجاهدين) تذكرنا بموهبة “التشبيخ” بين الضحية والجلاد، فهي لا تزيد عن “ادانة الحوادث المؤسفة” من دون توصيفٍ لتلك الحوادث ومصادرها، ومن غير حميةٍ بائنة على دماء الابرياء، بل ان احدهم اشار الى دور عصابة الزرقاوي في تلك الجرائم من باب الشك في الروايات، واشار الى زمر النظام السابق من باب الاستهزاء بالتهمة، ولم يكن الزرقاوي او عزة الدوري ليحتاجان اكثر من هذه المطالعة الحماسية عبر الاثير، ومن”مشبخين” في المنطقة الخضراء تحديدا.



ـــــــــــــــــــ

..وكلام مفيد

ـــــــــــــــــــ

“ المستبدون كالقردة، كلما ارتفعت الى اعلى الشجرة زادت الاعيبها”.

الدوس هسكلي



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذين قتلوا سيدة الخميس
- كمال سبتي.. هل صار ماضياً؟
- نحن..وما يجري في المنطقة
- انتصرت كربلاء .. وانتصرت الرمادي
- تعذيب المعتقلين ولعبة ال -لكن
- عادلون مع مَن لم يعدل
- تعليق - الارهاب بين ثيابنا
- جملة مفيدة - حيرنا، والله، الحائري
- الهمج من فصيلة دم واحدة
- معركة العلم.. من معركة العلمين
- قمة واصلاح ..وعراق
- البصرة: البرابرة مروا من هنا
- تعالوا نصمت.. تعالوا ننام
- ملثمون من عصر آخر
- استدراكات في حادث الفلوجة
- عام على الحرب..و ساحرات شكسبير الثلاث
- ليبرالية لـ - الكشر
- توطئة لمناقشة مواقف السيد السيستاني المرجعية: حزب سياسي جديد
- جملة مفيدة خطا مطبعي في توصيف الارهاب
- نوروز


المزيد.....




- لبنان: نبيه بري يتحدث عن علاقته مع السعودية وقانون الانتخابا ...
- تواجه بي بي سي معركة قانونية شرسة مع أقوى رجل في العالم، فإل ...
- -البلاد تواجه مستوى غير مسبوق من العري-.. دعوات في إيران إلى ...
- الحرس الثوري الإيراني يؤكد احتجاز ناقلة نفط في مياه الخليج ب ...
- رغم العروض المغرية.. صعوبات تعيق هجرة الباحثين من أمريكا إلى ...
- كُتل في البرلمان الألماني تتلقى وحدات تخزين -يو إس بي- مشبوه ...
- قطاع غزة... نحو حكم دولي -انتقالي-؟
- ما مآلات التصعيد المستمر بمنطقة الكاريبي في ظل التوتر العسكر ...
- هل تؤثر قضية إبستين على ولاية ترامب الرئاسية؟
- اليابان تحتج رسميا على الصين بعد تجاذبات بشأن تايوان


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - تشبيخ - بين الارهاب وضحاياه