أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - التنوير














المزيد.....

التنوير


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6922 - 2021 / 6 / 8 - 17:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ليت القارئ العزيز يركز فيما أقوله، فالبحث في الذات هو اثبات للوجود....
هناك حاجة لتنوير الناس لنبذ العنف والصراعات العقائدية والدينية وغيرها في مجتمع تعرض لأقسى امتحان له في هذا العصر، لقد فعلت الحروب المتكررة، فعلها في تفكيك القيم السائدة، وعسكرت حياة الناس رجالا ونساءاً وأطفال ثم التدهور الاقتصادي فالاحتلال، كل ذلك أدى الى انحلال الاخلاق وضهور الآفات الاجتماعية بكل اشكالها.. الغوغاء مشكلة، فسذج القوم والمغالين والتافهين يجرفون كل العقول ويسحقون الأفكار الناضجة او غيرها، فعندما تبتلى امة وتنجرف بهؤلاء فلا صلاح لها، ولا مجال للأفكار المستنيرة التي تخدم الأمم على المدى البعيد. يفترض النقاش في أجواء هادئة للتنوير حول النتائج التي تخدم مصالح الشعوب.
الذي يصرح اليوم بانه متنور، ليس بمتنور، فهل يعقل ان يقول شخص مغرور عن نفسه بانه مغرور! بأي خصوص انت متنور؟ لنتناول ذلك بعقلانية، انا مثلا اقول بأنني متنور بعلاقتي مع الاخرين، اي ان لي صور عن الاخرين وهي وقعت في دماغي لمدة سنوات وكَوَنتُ فكرة عنها، واحتَفظتُ بها في الذاكرة، وأصبحت الفكرة لها طابع المرجعية في هيمنتها على سلوكي تجاه الاخرين. والاخرين يفعلون نفس الشيء معي. ثم تنشأ هذه العلاقة بيننا. حين اقول بأنني متنور حول العنف، اي على كل حركة العنف، ارى كيف يبدو الحزن الناجم عن العنف، رأيت ذلك يتشكل ويرتفع داخلي، لذلك تنورت، فانا متنور عن العنف.
السؤال الان هو: هل هذا هو تنوير ام اضاءة؟ أي هل انا متنور أم مضاء في داخلي؟ للجواب على ذلك، نتناول الاتي من الامور فالحقيقة مرهونة بمسألة الزمن:
التنوير عملية تدريجية للخبرة والمعرفة والجري الثابت من الماضي الى الحاضر ثم الى المستقبل، اذن السؤال هو: هل ان التنوير الذي هو اعلى شيء هي مسألة وقت اي بحاجة الى زمن! هل هي عملية تدريجية اي عملية تطور تدريجي؟ اذن يفترض ان نفهم طبيعة الوقت او الزمن او بمعنى آخر فهم الهيكل النفسي الذي يتقبل الزمن، كأن تقول انا لدي امل وطموح ان أصبح كذا وكذا، فالرغبة التي هي جزء من الآمال والطموح ستقول يجب ان يصبح كذلك.
المتنور لا يقول بأنني تنورت انيا ولحظياً! فاذا قال ذلك فهو غير متنور، لان التنوير يحتاج الى زمن (وقت) اي مسألة تدريجية. الإضاءة في داخلك النفسي هو ان ترى وتلمس الأمور كما هي، فداخلك يشبه غرفة مظلمة، لا ترى فيها الموجودات، فحين تمضي تصطدم بهذا وذاك وتكسر الأشياء، وحين تكون مضاءً فسترى كل شيء في بيتك النفسي بوضوح، وتستطيع الحركة دون اية خسائر.. الحركة بين الموجودات بحاجة الى زمن، الى تنوير حول هذه الأشياء ومواقعها المفترضة.
التنوير المطلق له صراع في العقل للإنجاز؟ إما ان يكون او لا يكون. عندما يتجذر (اليكون) في العقل، سيطلق العنان لكل قابلياتك مع الوقت لتحقيق ذلك. لنقل انا عنيف، وسوف أصبح مسالما، إذا تجذرت كفكرة في عقلك، توجهت الفكرة الى اتجاه معين، تتحرك وتبدأ بوضع الخطط، مثلا، سأذهب الى طبيب نفسي، سأتدرب، سوف افعل كذا وكذا واتناول العلاج .... اي تُكَونْ شيئا عكس الفكرة وهو عدم العنف(السلام). الحقيقة هنا هو العنف وانت تخلق الضد له وهو عدم العنف (السلام). اذن الحقيقة هي ليست السلام بل العنف. اذاً استنبطت الحقيقة. لا قيمة لشيء فيما عدا هذه الحقيقة. لملاحظة او رقابة، كل انواع حركة العنف في نفسك كالغضب، الكراهية، الغيرة، المنافسة وغيرها، لكي تراقب بدون اية رد فعل او تحرك، إن فعلت ذلك فان العنف سينتهي. هذه هي وصفة التأمل، وهي الفعل المباشر للمعرفة.
التنوير (الحس النهائي للحقيقة) هو مسألة وقت، يمضي بعكس المعتقدات الدينية التي تُفرَض كحزمة من المُسَلَمات. نقول المعرفة هو الفعل نفسه، ويأتي الفعل بعد فترة من المعرفة، في تلك الفترة انت تبني الفكرة. المفروض هو ان يتحرر فكرك السيكولوجي وجهازك العصبي من عبئ الماضي الثقيل (ملايين السنوات)، لترى الشيء بوضوح ثم تتصرف وتفعل ازاءه ما يقتضي، بشكل مباشر (فعل عقلاني ومنطقي)، لذلك تَبرمَجَ الانسان لحياة قصيرة او عمر قصير، بهدف التجديد والتطور بلا ملل او كلل.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط في ميزان السياسة
- حب الانسان هو وجوده..
- النظام العالمي التي تديرها الشركات المساهمة
- كوردستان
- ما السبيل الى التعايش السلمي بين البشر؟
- التعايش بين البشر وسبيل التحرر من القيود المشروطة عليه
- استراتيجية التوازن بين استهلاك الطاقة وتسعيرتها
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الرابع والاخير
- السواد
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الثالث
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الثاني
- متى سيقضي الانسان على العنف جذرياً؟
- خاطرة حول برلمانات الدول النامية
- خاطرة عن وطن الخيال والواقع
- النفط والاقتصاد العالمي الى أين؟
- الأنا محور الشخصية البشرية
- الحب كما اراه
- الازمة الاقتصادية الخانقة في العراق
- الموظف بين الامس واليوم ..
- التعليم المثالي


المزيد.....




- -أمريكا ستنقذه-.. ترامب مدافعًا عن نتنياهو وسط محاكمته بتهمة ...
- مقتل عدة أشخاص خلال هجمات للمستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغ ...
- خبراء: عملية خان يونس أكبر مقتلة للإسرائيليين هذا العام وأقس ...
- إنفوغراف: قتلى وجرحى الاحتلال الذين سقطوا في غزة خلال يونيو ...
- وزراء إسرائيليون يقرون بالفشل في غزة ومسؤولون بالائتلاف يدعو ...
- ترامب: أميركا أنقذت إسرائيل والآن ستنقذ نتنياهو من المحاكمة ...
- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - التنوير