أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد رياض اسماعيل - خاطرة عن وطن الخيال والواقع














المزيد.....

خاطرة عن وطن الخيال والواقع


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6900 - 2021 / 5 / 16 - 14:48
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


يستلهم شعراء العالم الغربي ما يلوذ بالأفئدة من مشاعر عند وقوفهم على الطبيعة الخلابة ، متأملين الخضرة المنبسطة الى الأفق ، والبلابل والطيور والأشجار الباسقة ،حلل خضراء تشقها اودية تجري فيها الأنهار، جنائن الله على الأرض ، ثم يطلقون عنان خيالهم لتعبر عن ما يتفاعل بين ما توحيه هذه الصور في اعماقهم من معان و يفتح افاقهم الى عالم مثالي تفجر للابداع مسارا ...
الشاعر عندنا في الشرق وفي العراق تحديداً، يتغنى اليوم أيضا بالبحار والمحيطات وامواجها والبجع والصفصاف، ولم يرى كل ذلك في وطنه ! ويصور و يتغنى باللقالق و البلابل رغم انها هجرت بلاده منذ الصغر، من عقود عديدة !!.. ولا يخطر بباله، او بالأحرى لا يريد ان يستيقظ الى واقعه وان يصور حقيقة ما يراه، من ازقة رثة ، ونار يكوي، وريح لهاب يقتلع البشر صيفا ، والاعاصير الترابية التي تجرفه صيفا شتاءاً ، ورائحة الازبال التي تخنقه ، والعشوائيات التي افسدت مناظر الشوارع، والبساتين التي تصحرت ، واقدارهم في العيش بارضٍ احرقتها قرارات(قوادها) بشجرها و مبانيها ، وجعلت من الرماد شاهدا على تراث الورود ! وترى الشاعريصرعلى الحلم ، ويتغنى ويُشعِر بالرياحين والازاهير التي تحيطه من كل حدب وصوب ! وما يكاد ان يستيقظ الا ويجد نفسه بين الرصيف واسفلت الشوارع ، يسكن الأحياء العشوائية الموحشة .. الشاعر المسكين ، لم يرى في طفولته غير صور من المعارك، ولم يسمع الا اصوات المدافع والرشاشات ، ومناظر المآتم والاحزان والحرائق والنهب والسلب في هذا البلد ، وحين افترشت روحه الغربة ، وضاع من ضاع من احبابه في المحيطات التي صدمته هول موجاتها، ونسخت من خياله صورة الفراش الوثير من الحرير التي كان يتمناه بعد ان افترش الغربة ، ليصبح اللقاء فيها جهنم قبل الاوان ، وسقط كل الجمال الذي يحيط به، واصبح عينه لا يبصر الا الذكريات الأليمة التي يحملها ذاكرته .. نعم اصبحت الغربة نعي لهول المعاناة والمآسي، يبحث فيها عن وجوه يميز فيها الحزن العميق ليستدل منه على مواطن من بلاده، ليتقاسم معه آلآم وطن مسروق، يبكي حالهم، وكيف صيرتهم الاقدار ، بلا وطن..
نبكي الذكريات التي أصبحت خيالا، ونبكي وطن اصبح واقعاً..



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط والاقتصاد العالمي الى أين؟
- الأنا محور الشخصية البشرية
- الحب كما اراه
- الازمة الاقتصادية الخانقة في العراق
- الموظف بين الامس واليوم ..
- التعليم المثالي
- رؤية لملامح جديدة للعالم والشرق الأوسط في هذا العقد
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى /الجزء التاسع
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى / الجزء الثامن
- قواعد الحب والعلاقات
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى/ الجزء السابع
- ايليا ابو ماضي / امير امراء الشعر العربي
- حجاب المراة بين الامس واليوم
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى /الجزء السادس
- تعاليم الانبياء والأديان باطلة ولا تعاصر زمننا ..
- حرب اللانهاية بين امريكا مع الصين وروسيا الى أين ؟
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى / الجزء الخامس
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى / الجزء الرابع
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى / الجزء الثالث
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى/الجزء الثاني


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد رياض اسماعيل - خاطرة عن وطن الخيال والواقع