أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رياض اسماعيل - حرب اللانهاية بين امريكا مع الصين وروسيا الى أين ؟















المزيد.....

حرب اللانهاية بين امريكا مع الصين وروسيا الى أين ؟


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6840 - 2021 / 3 / 14 - 12:18
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الصين اعادت نسخة القرن الحادي والعشرين من الحرب الباردة برفقة التقلبات الخطيرة الجديدة . بدا الحرب على الإرهاب عام 1983 واعلنها الرئيس الامريكي دونالد ريغان حين بدأت الولايات المتحدة تظهر كقطب انفرادي يقود النظام العالمي الجديد كونها أقوى وأغنى دولة في العالم في عصر العولمة ، ولكن الحرب على الاٍرهاب طالت ، وفِي عام 2006أعلن البنتاغون ان الحرب الطويلة تقترب من نهايتها ،رغم توسع الصراعات التي لا زالت تجتاح الشرق الأوسط الكبير وافريقيا واوراسيا ، وبدأت حملة جديدة من الحروب تشارك الصين وروسيا فيها كمنافسين للولايات المتحدة … الحرب على الاٍرهاب أصبحت منافسة بين القوى العظمى وهذه المنافسة تؤثر في اقتصاديات هذه الدول وتنعكس سلباً على بقاع الارض ، ففي نفس العام2006، كانت ميزانية الدفاع الامريكية قد وصلت الى قرابة 700مليار دولار ، وبدأت كل من الصين وروسيا تشكلان عالماً جديداً يتناسب مع قوتيهما المتنامية بشكل مضطرد وتسلطت الصين على التجارة في العالم ، وبرز نظام عالمي منسجم مع القيم السلطوية لهاتين الدولتين ليحل محل النظام الحر المفتوح الذي مكن الرفاهية للولايات المتحدة الامريكية في العقود السبعة الماضية.
امام الولايات المتحدة ثلاث جبهات ( فتحت امام الجيش الامريكي ) لوقف التقدم الصيني والروسي في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا ، ويبدوا ان تصميم الرئيس ترامب للحفاظ على النظام الحر المفتوح ليس له أية قاعدة واقعية براغماتية في الوقت الذي أشعل فيه حرب تجارية عالمية وابطل العمل بالمعاهدات الدولية التي قامت على أساس هذا النظام ، وفِي الوقت نفسه تسعى الصين وروسيا الى تقويض هذا النظام او على الأقل تقاسم السيطرة عليه بدلاً من تركزه بيد الولايات المتحدة ليعيش العالم في ظل صراع جيوبوليتيكي في ثلاث جبهات.
الجيل الثالث لواضعي الاستراتيجية الامريكية تنظر الى الصين وروسيا كأعداء وليس كخصوم متشددين ، هذا ما يبدو عليه الامر حين تذكر الأرقام الخيالية للميزانيةالعسكرية للبنتاغون المتصاعدة الوتيرة.
ان الحرب الطويلة التي تخوضها امريكا لمكافحة الاٍرهاب اصابت القادة الامريكيين بالإعياء والاحباط وهم يَرَوْن تنامي قدرات الصين وروسيا وتدخلهم بقصد (الدفاع) في سوريا وكوريا الشمالية واوراسيا وغيرها واستخدامها للدول الجارة اللذين تذمروا من الحروب او اثر حروب المنطقة على اقتصادها وأمنها لتلعب دور الوكالة في الحروب الإقليمية ضد الولايات المتحدة.
وأصبحت خطوط الحركات الراديكالية والأصولية بيد دول الجوار ( الصديقة) مع الصين وروسيا ،لتدخل الجبهات الثلاث الى حرب طويلة تستديم استنزاف الاقتصاد العالمي ، وتنذر اي تماس بين القوى العظمى الثلاثة الى حرب يهدد الحياة على كوكبنا ، وهذا الامر وشيك الحدوث بسبب تزايد الوجود العسكري في جبهات التماس من ألوية الدبابات المدرعة وقطع الاساطيل البحرية واسراب القاذفات الجوية ، والجيوش التخصصية .
ان هذا التحول سيؤدي الى رسم الخارطة الاستراتيجية العالمية لصالح من يمتلك جيشاً نظاميا وأسلحة نوعية ، فالحروب الحديثة تتعدى الجغرافية وبالامكان إسقاط حكومات من خلال خلايا قادرة على العمل في اَي مكان بعمليات خاصة عبر كوكب الارض .
امريكا ستكون وحيدة في مواجهة الجبهات الثلاث ، ففي اسيا ستواجه مع حلفاؤها الاساسيين (كوريا واليابان وأستراليا والفلبين) الصين عبر خط يمتد من شبه الجزيرة الكورية الى مياه شرق وجنوب الصين والمحيط الهندي . وفِي أوروبا ستواجه (مع حلفاؤها في الناتو) روسيا على جبهة تمتد من الدول الإسكندنافية وجمهوريات البلطيق جنوباً الى رومانيا ومن الشرق عبر البحر الأسود الى القوقاز . وبين الجبهتين ستكون المواجهة في الشرق الاوسط المضطرب بين الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل والسعودية ضد روسيا والصين وحليفاتها ايران وسوريا والحركات الراديكالية والأصولية التي بدأت بالانضمام اليها في المنطقة. تموضعت القيادات العسكرية الامريكية في المناطق المحيطة بروسيا والصين ، وتجري حروبها بالوكالة في الشرق الاوسط بداعي مكافحة الاٍرهاب ، وتمتلك القيادات العسكرية الامريكية في هذه الجبهات صلاحيات تفوق صلاحيات سفراء امريكا في المنطقة ويقومون بدور التسويق للاسلحة بشكل مباشر مع الدول او الجماعات المسلحة حسب ما تقتضيها المصلحة … وهذه استراتيجية جديدة يمكن لها ان تتطو الى أشكال اخرى.
اما في الجبهة الهندية فان الصين تمتلك قوة قتالية هائلة تطورت من الجيش الشعبي عالية التقنية ولعل اكثر ما يهدد الولايات المتحدة هو التقدم الهائل في صناعة السفن الحربية الصينية والصواريخ الباليستية المتوسطة المدى ، بينما يمكن أن تتحدى البحرية الصينية المتوسعة البحرية الأمريكية في قبالة سواحل الصين وتسعى الصين ان تكون ثاني أسطول في العالم بحلول عام 2020 بعد روسيا ، عندما يتم قياسها من حيث الغواصات والسفن والفرقاطات. ان سباق التسلّح في ظل تنامي الحرب الباردة الجديدة بين القطبين الامريكي من جهة والصيني الروسي من جهة ثانية سوف تستنزف اقتصاديات هذه الدول وتنعكس سلباً على التنمية الاقتصادية للولايات المتحدة بشكل اكبر من الصين التي تعتمد فلسفة صناعية شعبية معتدلة التكاليف ، ولكي تضمن الولايات المتحدة تفوقها فإنها بحاجة الى الاستثمار في القدرات الحيوية وابتكار أسلحة اكثر فتكاً وقوة للتغلب على القدرات الصينية.
وفِي جبهة أوروبا حيث يتم نشر بطاريات تقاطع الصواريخ او تلك القادرة على ضرب الأهداف الجوية التي تشكل خطورة على المواقع في الطرفين ، والاخطر هو امتلاك الطرفين صواريخ جديدة مسلحة نووياً متوسطة المدى لهذا الغرض. تسعى روسيا الى تغيير النظام الدولي وتحاول تفكيك الناتو وتقويض الدور الامريكي وإعادة هيمنتها على دول الجوار ، وتحقيق نفوذ اكبر في جميع أنحاء العالم. وقد أظهرت قوتها في التدخل في الشرق الاوسط خلال العقد الأخير.

تزايدت التخصيصات الحربية في الجبهة الأوروبية بعد استيلاء الروس على شبه جزيرة القرم ، حيث تم تعزيز قوات الولايات المتحدة على طول خط دول المواجهة (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ) على الجهة الشرقية للناتو ، وقدمت الولايات المتحدة ، الأموال لتخزين الذخائر على خط المواجهة وتعزيز البنية التحتية للقواعد الجوية وتدريب القوات المشتركة في هذه الدول بالاضافة الى أوكرانيا …
كما تسعى الولايات المتحدة لمواجهة الكفاءة التي تتمتع بها روسيا في الحرب الالكترونية من خلال الاستثمار في القدرة النووية من النوع القابل للاستخدام في ساحة قتال أوروبية مستقبلاً.

في الشرق الاوسط تركز الولايات المتحدة على مكافحة الاٍرهاب والحروب في العراق وسوريا وافغانستان على وجه الخصوص لاحتواء قدرة الصين وروسيا ،كما تسعى الصين الى تعزيز وجودها ونفوذها الجيوسياسي على المستوى الاقتصادي ومن خلال وجود عسكري صغير لكنه في تزايد . وتدير الصين ميناء جوادار في باكستان على المحيط الهندي وقاعدة صينية جديدة في جيبوتي على البحر الأحمر على الجانب الاخر لليمن والسعودية في تحدي للجيش الامريكي .

ما يعنيه ذلك انه ، في أحسن الأحوال ، على الرغم من حديث دونالد ترامب حول انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان والعراق وسوريا بمجرد هزيمة داعش وطالبان ، يبدو من الواضح بشكل متزايد أن الجيش الأمريكي يستعد لتوطيد قواته في تلك ( وربما دول أخرى) عبر منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية إلى أجل غير مسمى ، بداعي محاربة الإرهاب بالطبع ، ولكن أيضا ضمان وجود وجود عسكري أمريكي دائم في المناطق التي يمكن أن تشهد تكثيف التنافس الجيوسياسي بين القوى الكبرى.

الولايات المتحدة في حرب على طول الجبهات المذكورة بدءاً من شبه الجزيرة الكورية وآسيا والشرق الاوسط الى اجزاء من الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية والدول الإسكندنافية ، ويتوزع فيها قواعدها وتدعمها جيوش الحلفاء ( الموثوقين) ،للوقوف ندا امام اَي تقدم صيني او روسي مفاجئ . وفي نقاط متعددة على طول هذا الخط الممتد على الكرة الأرضية - بحر البلطيق ، والبحر الأسود ، وسوريا ، وبحر الصين الجنوبي ، وبحر الصين الشرقي ، على سبيل المثال لا الحصر - توجد بالفعل قوات من الولايات المتحدة والصين وروسيا ، غالبًا ما يتم التصارع على بعض الموقع بطريقة عدائية. ففي أية لحظة ، يمكن لواحدة من هذه المواجهات إثارة معركة تؤدي إلى تصعيد غير مقصود ، وفي نهاية المطاف ، قد تقع معركة نووية شاملة ينهي قصة الانسان على هذا الكوكب …
أن الحرب على الاٍرهاب التي تقودها الولايات المتحدة تتوزع على ثلاثة جبهات ولا يمكن الاستمرار بهكذا حال الى مالانهاية ، فهي تمثل محاولة لاحتواء الصين وروسيا وسوف تجابه ذلك من قبل الصين وروسيا بنفس الزخم لتعرض ، في النتيجة ،مساحات شاسعة من كوكبنا الى جحيم تحرق الأموال والأجساد ، فهل هذه استراتيجية سليمة ويمكن لها ان تدوم ؟ أم انها ستجلب على العالم عواقب وخيمة ؟
وأخيرا اتسائل : لماذا يتبع مثل هذه السياسة في المقام الأول؟ ألا توجد طرق أخرى لإدارة صعود الصين وسلوك روسيا ؟ ما يبدوا مقلقاً بشكل خاص بشأن هذه الاستراتيجية الثلاثية هو قدرتها الهائلة على المواجهة ، وتقدير الحسابات ، والتصعيد ، وأخيرا الحرب الفعلية بدلاً من التخطيط الحربي البسيط.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى / الجزء الخامس
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى / الجزء الرابع
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى / الجزء الثالث
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى/الجزء الثاني
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى
- كوكل الدين الجديد
- ادارة النفس
- وطن للايجار والبقية تأتي / ج2
- وطن للايجار / ج3
- التحرر من العقل البشري يعني نهاية عالم الاضطراب والاحزان وال ...
- ازمة توليد الطاقة الكهربائية في العراق
- وطن للايجار والبقية تأتي
- الانسان والكذب


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رياض اسماعيل - حرب اللانهاية بين امريكا مع الصين وروسيا الى أين ؟