أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد رياض اسماعيل - وطن للايجار / ج3














المزيد.....

وطن للايجار / ج3


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6828 - 2021 / 3 / 1 - 14:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وطن للإيجار والبقية تأتي / ح٣
جندي عراقي يضحي بحياته من اجل الوطن ولكن الوطن يعتبره أحط مخلوق فيه ! نعم ! من هو الجندي ، هو الفاشل في الدراسة ولا يمتهن أية مهنة ولاينفع حتى كعمالة ، تصحر حياته عندما ضاع اهله وهو الذي قطع عليه الطريق من الاتجاهين في المجتمع ، وملأ قدحه بالدموع وصدره بالسعال واختارالعسكرية بدلا من الجوع والتشرد. مَن في المجتمع يقبل الجندي زوجا لابنته ؟ وحين تقفل الأبواب أمامه مرة ثانية يصطاد رزقه من الشارع ويتربى على السفالة .
لنعود للمؤسسة العسكرية (الوطنية) ، كان تأسيس الجيش بداية على غرار إدارة بريطانيا لمستعمراتها في الهند، القاعدة مستعبدة ، يعاقب فيه المخالف بالجلد والسجن والشتائم ، ليمحي من جبينه كل القيم الانسانية والغيرة ، ويخدم خمسة أعوام تطوع (في بدايات القرن المنصرم، ثم اصبحت خمسة وعشرون عاما) ، ثم يسرح الى المجتمع وضيعا منزوع الكرامة والقيم آلادمية ،كانت ابواب الخدمة العسكرية مفتوحة للصيع والفاشلين ومن لا يجد لقمة عيش او عائلة تأويه ، تكونت في ثكناتها بيئة وضيعة لا ترابط فيها مبنية على النفاق والكذب والرياء والفتنة والتخلف والتزلف للمراتب العليا بقصد حظوة اجازة او نزول لسويعات الى خارج الثكنة العسكرية، اما الثكنة فيعتاش فيه اللقطاء على الخبز العسكري الصلد وتتعايش معهم الجرب والامراض المستوطنة واللواط في بيئة قذرة لا يتحمله اي حيوان بري ، يتعلم فيها الجندي اداب اكل القصعة(المرق مع التمن) بالكرك(مسحاة) ، ومسح الصواني بالجوارب ،ومن ثم على فن القتال المنطوي على السير بكافة الاتجاهات والرمي بالبندقية وتفكيكها .. ولما لم تجد السلطة عدوا يرمي اليه ، رمت على غريمه الشعب المنكوح بأمر القواد ، القواد اللذين اسروا هؤلاء اللقطاء من مزابل الوطن.
وعند هبوط الإقبال على هذه المؤسسة اجبرت السلطة الخدمة الالزامية ، على الشعب ليذل ماتبقى من الصالح الاجتماعي ويدربه على فنون القذارة والنفاق اولا ثم على الانصياع للسادة في قتال الإخوة بالأمر العسكري المقدس الذي يصدره صاحب الزريبة الذي يعتاش فيها الجندي ، الجندي الذي كانوا يتغنون فيه كونه سورا للوطن، ونجيبا يدافع عن الحق الضائع للوطن، و شريفا يسهر على الأمن والاستقرار، ونموذجا للتعافي البدني والذهني الوطني، احفاد القعقاع واليرموك والقادسية وذات الصواري وذات الرئة ، كل ذلك في الاعلام الرسمي ويبقى الواقع مريرا لحظيرة تعلف فيها البشر، كان المراتب العسكرية الفاشلة من رتبة عريف او نائب ضابط يختار الجنود الخريجين لاذلالهم ،بتكليف الخريج لتنظيف المرافق الصحية و حمل الازبال !!ومن ثم يسرح الخريج من الخدمة العسكرية ليُزَرع كآفات في المجتمع،انسان مهان ، مذل ،منزوع من القيم، غير قادر على الادارة ، ثم يتحول الى التجمع الناشز ،لبناء دولة!!! سراب في صحراء وطن الأسلاك الشائكة .
كان المروض العسكري ظافرا في تحويل ما تبقى من النجباء المكلفين من الخريجين بهذه الخدمة الى حيوانات مطيعة مسلوبة الإرادة والقدرة على التفكيرالحر، ليعود بعد انقضاء مدة الخدمة الى الحياة المدنية، ناقص الغيرة والشهامة والنظافة والمروءة، ليبني مجتمعا مدنيا على غرار الزريبه العسكرية، في ارض نتدافع للتبول على جدرانها ونكون عبئاً على موازنتها التشغيلية ! ثم جاءوا بفكرة الجيش العقائدي ! الذي عقد القران فيه مع حزب السلطة ليأتمر بأوامره الظالمة ليسلب منه اخر قطرة من الغيرة والنجابة ويتحول فيه الجندي الباسل الى حيوان مفترس متكامل مكروه حتى النخاع في (التجمع السكاني)، ويعيش في نفس البيئة الخصبة التي أنجبته ، وتراه حيث توجد جنازة اما في داخلها او يسير خلفها ، واجزم بان الشاب الجندي غير الخريج ( الباسل) لن يحضى فيه بإمرأة يتمناه ، الا اذا كانت من أقاربه ومن الدرجة الاولى. فكيف تُخرِج مقاتلاً في هكذا بيئة ؟؟ ما فاىدة السكين للأشجارالعارية في الخريف....فالجوع والخوف اصبح من كمالياته، أي هدف يصيب ويده ترتعش ! هذا ما أوصلتنا اليه الشوفينية العنصرية البائدة.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرر من العقل البشري يعني نهاية عالم الاضطراب والاحزان وال ...
- ازمة توليد الطاقة الكهربائية في العراق
- وطن للايجار والبقية تأتي
- الانسان والكذب


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد رياض اسماعيل - وطن للايجار / ج3