أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد رياض اسماعيل - النظام العالمي التي تديرها الشركات المساهمة















المزيد.....

النظام العالمي التي تديرها الشركات المساهمة


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6910 - 2021 / 5 / 27 - 15:36
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ان الشركات المساهمة التي تشكلت منذ بداية عصر العولمة تعيث في الارض فساداً سواءاً في الأنظمة الماليةوالاقتصادية او الاجتماعية او البيئية ، واستعمارها للحياة العامة وتوسيع تغلغلها يوما بعد الاخر، حيث يتحكم 147 شركة مساهمة في 40%‏ من التجارة العالمية.
ان هذا الاستعمار يعبر الحدود الوطنية للدول وتُسّير قادتها السياسيين خصوصاً عندما تواجه احد الدول العظمى مثل أمريكا أزمة مالية او اقتصادية او اجتماعية او بيئية التي تتزايد يوما بعد الاخر. لقد ظهرت سلطة الشركات المساهمة جلياً في السنوات الاخيرة بما يثير الاشمئزاز ويدعوا للقلق والانزعاج لفقدان المساواة بسبب التمييز الناشئ من التوسع المضطرد لأنشطة هذه الشركات. تظهر دراسة اجرتها معهد الدراســــــات السياسية IPS بعض الحقائق المفزعة عن أنظمة الشركات المساهمة ، حيث بينت بانه في بداية الألفية الحالية كانت تتواجد أربعون الف شركة في جميع أنحاء العالم ، كانت مائتي شركة هي صاحبة النفوذ والامتداد العالمي الحقيقي. ان هذه الشركات الاخيرة تسيطر وحدها على ربع النشاط الاقتصادي العالمي ، في الوقت الذي تعاني جراء سياسة هذه الشركات 80% من سكان العالم ، التي تخسر لتأثير فعاليات هذه الشركات فيهم.
ان دراسة IPS طويلة ومثيرة للقلق ،حيث ان ارتفاع أرباح الشركات تزيد ثرواتها في الوقت الذي تبقى اجور العمال في ركود تام . كما تشير الدراسة الى ان موارد 51 شركة هي اكبر من اقتصاد مائة دولة كبيرة في العالم. وتشير الى ان موارد وول مارت على سبيل المثال كان اكبر من اقتصاد 161 بلداً. وان موارد شركة ميتسوبيشي اكبر من اقتصاد اندونسيا الدولة الأكثراكتظاظاً بالسكان والرابعة على الارض. ووجد شركة جنرال موتورز اكبر من الدانمارك وشركة فورد اكبر من جنوب افريقيا.
ان 200 شركة من هذه الشركات المذكورة في التقرير المذكور اعلاه ، هي اكبر من اقتصادات 182 بلداً ، وفي نفس الوقت تمثل ضعف النفوذ الاقتصادي ل 80% من البشرية جمعاء. ومن المفارقات والمفاجئات ان هذه الشركات توظف اقل من ثلث من واحد بالمئة من سكان الارض ، اي بعبارة اخرى توظف فقط 18.8 مليون إنسان من مجموع سكان الارض.
في عام 2012 كسبت أفضل 25 شركة في العالم 177000 دولار في الثانية الواحدة ، وارتفعت العوائد السنوية لوول مارت الى 470000000000 دولار ( أربعمائة وسبعون مليار دولار).
في دراسة اخرى لمعهد بولي تكنيك في زيوريخ ، أعده علماء رياضيات ، تبين الدراسة نمو الشركات المساهمة الى ثلاث وأربعون الف شركة ، وحللت بيانات ملكياتهم بدقة ، ووجدت ان 147 شركة من الشركات المساهمة تسيطر الان على 40% من القيمة الاقتصادية للعينة كلها اي بعبارة اخرى تسيطر على 40%‏ من التجارة العالمية. خلال العقد الأخير ارتفعت حصة الشركات المساهمة في السوق العالمية وانخفضت المنافسة اي انها أصبحت القدرة الاقتصادية المطلقة في العالم. يفترض ان يكون هذا وبالاً للديموقراطية التي تسمح لنمو هكذا ثروات باضطراد ومأخذ على الأنظمة السياسية التي تسعى لبناء اقتصاديات مزدهرة لأصحاب الشركات وتترك شعوبها في العراء.....
كانت حصة القيمة الاقتصادية للأجور تمثل 70%‏ من الناتج الاجمالي القومي في أوروبا في سبعينات القرن الماضي ، وفي الوقت الذي ارتفعت فيه العوائد في العقد الأخير بنسبة يفوق على 10%‏ ، تراجعت الاجور بنسبة 10%‏ ايظاً ،فالشركات تسعى لتحقيق الأرباح مهما يكلفه الامر.
ان الشركات المساهمة تتمكن الان ان تتصرف بسهولة وحرية لإزالة الأصول الخاسرة من ميزانياتها ونقلها الى بنوك ( ظل) في اية بقعة في العالم ،وأصبحوا أحراراً في انشاء مئات الفروع للتجارة بالمليارات بشكل قروض الرهن العقاري. وكانت القوانين في القرن الماضي تحظر ازالة ونقل الأصول. تسببت هذه الشركات بالنتيجة في انهيار الاقتصاد العالمي لقطاع التمويل عام 2008. تأثر عشرة ملايين أسرة في أمريكا بذلك الانهيار ، خسرت أملاكها بقيمة اقل وبنسبة وصلت الى 33%‏ من قيمتها وحوالي 14%‏ من الناتج المحلي الاجمالي ، مما اثر سلباً على اقتصاديات العالم عموماً ودول عالم الثالث خصوصاً، وأصبحت المساعدات وعوداً على ورق.
ان التجارة المصرفية خارجة عن نطاق السيطرة ،حيث زادت تداول السندات بمقدار الثلث في ذروة أزمة عام 2008 ، دون رادع لهكذا فشل اقتصادي ، فالاحتيال والتزوير في الداخل وغسل الأموال في الخارج تصل الى قمة جديدة من الفوضى كل يوم بالرغم من محاولة لجان الخبراء المشكلة والتي تجتمع دورياً مع مفوضية الاتحاد الاوروبي للتوصل الى اتفاق بشأن التجارة العالمية ، ولكن المشكلة تبقى قائمة في ظل استبعاد المستهلكين او المنظمات البيئية. تتمكن الشركات المساهمة في جانب اخر ان تضع ارباحها في دول ذات ظرائب قضائية منخفظة او حتى أحياناً بدون ظرائب مما يوفر لها الترليونات من الدولارات ، ففي احدى الدراسات قدرت ب 32000000000000 دولار ( اثنان وثلاثون ترليون دولار). ان ذلك تزيد أرباح الشركات وتزيد الاعباء على حكومات دولها لما يترتب عليها من كلف الرعاية الاجتماعية والخدمات العامة. ويمكن لي ان أجيز إطلاق تعبير النهب الممنهج للثروات على عمل هذه الشركات المساهمة في ظل العولمة وسحب اقدام ساسة الدول ذات المراكز القيادية والقرار لبعض المنافع من اسهم هذه الشركات بهدف تطويعها لفرض التسهيلات بكل أنواعه التي تصب لمصلحة الشركات ، حتى لو كانت على حساب تغييرالخرائط الجيوسياسية لدول السوق وافتعال الأزمات الدولية. اننا نحاسب من يسرق رغيفاً ليبقى على قيد الحياة ، ونعطي الأوسمة الرفيعة لنجاح اصحاب رؤوس الأموال التي تحقق هكذا أرباح على حساب نهب البلاد والعباد في عالم مضطرب .
ان الشركات المساهمة وبعد ان تمكنت من ان تجير القوانين التجارية لصالحها ، بدأت لا تبالي الا في تعظيم ارباحها ، حيث لا تبالي اذا تعاملت مع الطالبان في باكستان او مع الدواعش في العراق وسوريا وليبيا ، وأصبح هوس الربح هاجسها الأوحد وبأقل الضرائب سواء في مجال صناعة الأسلحة او السيارات او المستحضرات الطبية والدوائية والغذائية والطاقة والخدمات المصرفية ، ودخولها مع الأنظمة السياسية الحاكمة ووكالاتها الاستخبارية في مصالح مشتركة ، كما أسلفنا ذلك ، لاستمكانها من تنويع مجالات التصنيع والتسويق ، وقد يرقى الشك الى ظهور هذا ألكم الهائل من الفيروسات وتطورأجيالها نتاجاً لتطورمختبرات الصناعة الجينية لتهدف في النهاية الى تسويق الأدوية التي تصنع خصيصاً لمعالجتها لتجني شركات قطاع الأدوية ارباحاً خيالية . كما تروج بعض القطاعات لتجارة وتسويق المخدرات والهيمنة السياسية على منابعها الخصبة.
لا تتمكن الشركات المساهمة ان تقوم بهذا الدور بدون اشراك مراكز القرار والسلطة في الدول الحاكمة وإبرام العقود مع وكالاتها الاستخبارية ، تقوم هذه الشركات بتمويل الحملات الانتخابية في الدول المتقدمة الحاكمة ودوّل السوق ايظاً ، لتسهيل أعمالها وأسقطت المعايير الاخلاقية للانتخابات لتكون نقمةً وليس خدمة على الشعوب ومجتمعاتها.
ان العولمة سوف تزيد من سلطات الشركات وتوحد انتشارها وبالتالي ستتحكم في العالم قريباً وبشكل مطلق وصولاً للأمم المتحدة وتعدل الميثاق العالمي والهيئات التجارية وحقوق الانسان ، كما ستبدا بل وبدأت برسم خرائط دول الاسواق والموارد الطبيعية بهدف الهيمنة على المسارات التجارية وتسخيرها وفق مصالحها. ثم تدير بل بدأت بإدارة الحروب بالوكالة التي همشت حقوق الانسان والبيئة وهذه الاخيرة أصبحت خارج حساباتها تماماً.
وارى كذلك امكانية هذه الشركات من مقارعة الصحافة ومحاربة صوت الشعوب بشراء الذمم وتبث السم في مراكز الدراسات والمجتمعات المدنية لتحرمها عن أهدافها ..
قد يراني البعض مغالياً ، حسناً بماذا نفسر قرار البرلمان الاوروبي الجديد الذي صوت لصالح ( حماية الأسرار التجارية للشركات ) ، وهو القانون الذي أعطى الحق للشركات المساهمة ان تلاحق بل وتجرم الصحافة والمنظمات التي تنشر أو تسرب وثائق داخلية ومعلومات تضر باقتصاد هذه الشركات وتؤثر في عملها.
انها بداية النهاية لعصر الديموقراطية وبداية لعصر سلطة الشركات ونهاية ايظاً لرفاهية الشعوب وإبقائها تعاني الاجور المنخفضة ( وأحياناً حجب الاجور عن الشعب (من قبل الحكومات المتواطئة مع الشركات!! ) لدفع ديون الشركات المساهمة كما هو الحال لدينا في العراق).
الشعوب ستخرج من الملعب بكارت احمر يشهرها هذا الائتلاف الوريث الشرعي للعولمة ، ولن تكون لهذه الشعوب يدٌ في رسم سياسات دولها وأقاليمها بل تكون لها الاكتاف لتتحمل اعباء وتبعات فشل السلطات في توفير الحياة الكريمة لها وتختزل هذه الشركات المساهمة كل التضحيات التي يقدمها الشعوب التي تتوق للحرية وتحلم بالاستقلال . ارى ان الديموقراطية أصبحت ثمرة يأكلها الشركات (المساهمة) ويلحس الشعوب قشورها. نعم انه عصرٌ جديد ستجرفنا وتقلعنا والويل لمن يقول بأن الديموقراطية هو ان يعلم الشعب أبواب صرف ثرواته وأين يذهب ماله !! ، كل المطلوب من الشعب ان تسلم الثروة وان تعمل ليلاً نهاراً بالأجر الآجل .

المراجع
1. صعود الشركات - منتدى السياسة العالمية https://www.globalpolicy.org/component/content/article/221/47211.html

2. https://www.tni.org/sites/www.tni.org/files/download/state_of_corporation_chapter.pdf
3. المملكة المتحدة لديها أكثر الناس فقرا في أوروبا الغربية
Destitute Britain: UK Has Poorest People in Western Europe, Study Claims

By Sean Martin
June 16, 2014 16:12 BST
4. http://www.ibtimes.co.uk/uks-poorest-among-most-financially-stricken-europe-1452895

5. http://www.independent.co.uk/news/business/news/hsbc-scandal-banks-former-boss-stephen-green-resigns-from-uk-finance-lobbying-group-10046438.html

6. https://www.unglobalcompact.org/docs/news_events/9.1_news_archives/2013_12_06/Secretary-GeneralReportA68326.pdf
7. رئيس الاتحاد الأوروبي TTIP المفاوضات الاقتباس
8. الأمم المتحدة مخترقة من قبل الشركات تقرير الامم المتحدة ذي الرقم A/70/296



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردستان
- ما السبيل الى التعايش السلمي بين البشر؟
- التعايش بين البشر وسبيل التحرر من القيود المشروطة عليه
- استراتيجية التوازن بين استهلاك الطاقة وتسعيرتها
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الرابع والاخير
- السواد
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الثالث
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الثاني
- متى سيقضي الانسان على العنف جذرياً؟
- خاطرة حول برلمانات الدول النامية
- خاطرة عن وطن الخيال والواقع
- النفط والاقتصاد العالمي الى أين؟
- الأنا محور الشخصية البشرية
- الحب كما اراه
- الازمة الاقتصادية الخانقة في العراق
- الموظف بين الامس واليوم ..
- التعليم المثالي
- رؤية لملامح جديدة للعالم والشرق الأوسط في هذا العقد
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى /الجزء التاسع
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى / الجزء الثامن


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد رياض اسماعيل - النظام العالمي التي تديرها الشركات المساهمة