أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد رياض اسماعيل - حب الانسان هو وجوده..














المزيد.....

حب الانسان هو وجوده..


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6914 - 2021 / 5 / 31 - 14:58
المحور: المجتمع المدني
    


الى منتصف خمسينات القرن المنصرم، كانت الفتوة سلطة مطلقة في كركوك واظن في محافظات أخرى بضمنها العاصمة بغداد. كنت اسمع من الكبار والأصدقاء ماجريات وافعال هؤلاء الفتوة الاشقياء، واقارنهم بأبطال الأفلام التي كانت سائدة في وقتنا مثل هركلس، وماشستي وطرزان وغيرهم ممن كانوا اقوياء جدا ويملكون اجساماً ضخمة وعضلات قوية دون عقل، كان هؤلاء الفتوة يحكمون الحي او البلدة الذي يعيشون فيه ويتحكمون بالناس ويفرضون الاتاوات على الميسورين، واحياناً يقضون لصالح المستضعفين. ومن أمثال هؤلاء عباس فلكه.. ويحكى عن عباس فلكه، بانه أوقف موكب الملك فيصل ولم يسمح لهم بعبور جسر القلعة، الى حين رضوخ الملك لطلبات السكان التي رفعت للمتصرف(المحافظ) آنذاك، وتفادت الشرطة المحلية الاشتباك معه خشية انتقامه وشراسته، تصرف الملك بحنكة ورزانة ووافق على المطاليب، وكفى الله المؤمنين شر القتال....
كانت الحياة قديما بسيطة، وكانت الصناعة بدائية واغلبها يدوية توفر المستلزمات اللازمة لحراثة الأرض، وعمل حدوات الاحصنة والبغال، والخناجر والحاجات المنزلية والاثاث... تطورت الصناعات في العالم بشكل قفزات مضطردة في العقود الأخيرة من القرن المنصرم، فكلما رفع الانسان مستوى عقله بالتفكير العميق تطور، وهذا التطور خفض قيمة العضلات، وأصبح من يملك تلك الضخامة والعضلات لا ينفع الا للحمالة مثل اي روبوت خدمي. كما ان التكنولوجيا في عصرنا ساوت بين الرجل والمرأة، ان عصر القوة والعضلات انتهت، واصبحت الامور تدرك وتقاس بقوة العقل والذكاء والفكر. الفكر يمكن ان نزرعه في الماكنة الى حد ما، ولكن الماكنة لا يمكنها ان تتغلغل الى أعماق المشاعر (في الوقت الحاضر). المشكلة بل المصيبة، حين نوظف هذه التكنلوجيا المتطورة لتدمير الانسان او ما أطلق عليه البلطجة الالكترونية، تلك التي تزيل مدنا بضغطة ازرار، وتلك التي تتوجه نحو صناعة روبوتات تحارب بدلا من الانسان، او توظف لأغراض استخبارية هدفها تدمير الشعوب وتراثها وقيمها الأخلاقية، شيء مرعب حقا حين يحل التكنلوجيا اليوم محل الشقي قديما، مع الفارق التدميري، بهدف فرض الاتاوة على العباد المستضعفين! التكنولوجيا في الاجيال القادمة ان لم تأخذ التعليمات منك، وتبرمج لتعطيك سعادة وعافية فكرية، لن تكون صالحة اطلاقاً.
انت في هذه الحياة ليس للعيش والبقاء حياً فحسب، بل لتكون انسانا بمعنى الانسانية الصادقة التي تعلم كيف تكون ... ولكي تكون انساناً، وجب رفع درجة وعيك الى مراتب عليا. اطرح المغالطات، الحياة هي فرصة الحب لآخر العمر ولآخر نفس.. لحظة حب يساوي حياة ابدية.
يتصور البشر في كل مكان بان الحب معين لشخص!، كأنما تقول انا اتنفس لك او بك! يفترض ان يكون الحب مثل النفس فعلا، ولكن ليس لواحد، بل موجود دائما، تحب اصدقاؤك اشياؤك كل مكونات الطبيعة من الشجر الى الحجر فهي مأواك وسكنك. الحاجة مع اي شيء تكون تحبه، انت الحب. لا يعتمد على الشيء بل هو انعكاس او اشعاع روحك، كلما توسع حبك للناس كلما توسع سماء وجودك.. المحبط بالحب هو الذي انزل قيمة الحب الى قعر المحيط ولا تستطيع انقاذه. الحب هو وجودك.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام العالمي التي تديرها الشركات المساهمة
- كوردستان
- ما السبيل الى التعايش السلمي بين البشر؟
- التعايش بين البشر وسبيل التحرر من القيود المشروطة عليه
- استراتيجية التوازن بين استهلاك الطاقة وتسعيرتها
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الرابع والاخير
- السواد
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الثالث
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الثاني
- متى سيقضي الانسان على العنف جذرياً؟
- خاطرة حول برلمانات الدول النامية
- خاطرة عن وطن الخيال والواقع
- النفط والاقتصاد العالمي الى أين؟
- الأنا محور الشخصية البشرية
- الحب كما اراه
- الازمة الاقتصادية الخانقة في العراق
- الموظف بين الامس واليوم ..
- التعليم المثالي
- رؤية لملامح جديدة للعالم والشرق الأوسط في هذا العقد
- قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى /الجزء التاسع


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد رياض اسماعيل - حب الانسان هو وجوده..