أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهد أحمد الرفاعى - حمام النار..و..ساحة الدم















المزيد.....

حمام النار..و..ساحة الدم


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1630 - 2006 / 8 / 2 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لاشك أن هناك بالتاريخ العديد من الحروب والغزوات والمعارك التى ذكرت والتى لم تذكر..ولكن وسط هذا الكم الكبيرمن الحروب والذى يزخر به التاريخ على مر العصور..توجد معارك كانت بداية لشعوب .. وآخرى تضع النهاية لحقبة من الزمن..معارك غيرت وجه التاريخ..ومنها أعيد ترتيب القوى العالمية

فمن ضمن ما ذكره لنا التاريخ من معارك ذات علامة ودلالة تاريخية.. معركة( ساحة الدم ) 28 يونيو 1119م ..

فبعد الحملة الصليبية الأولى على المشرق العربى الإسلامى وما نتج عنه من إحتلال رايات الصليب لقباب بيت المقدس ومدن الساحل الشامى..وقيام أربع إمارات (الرها) فى فبراير1098م.. و(إنطاكية) يونيو 1098م و(بيت المقدس) يوليو 1099م و(طرابلس) 1109م ..فالملاحظ انه فى سنوات قليلة إستطاعت هذه الحملة فرض سيطرتها بالكامل على بلاد المسلمين..ولكن هناك حقيقة يذكرها لنا التاريخ وللآسف هى مطابقة لما يحدث الآن من أحداث سياسية وعسكرية على الساحة اللبنانية والفلسطينية وموقف الأمة العربية مما يحدث..

والحقيقة أن النصرلم يكن حليف هذه الحملة لتفوق لديهم أو قيادة حكيمة أو غيرها أو نتيجة تفوق عدد أو عتاد ..بقدر ما كان من ضعف وتهاون من المسلمين بهذه الفترة وإنشغالهم بخلافات وأهواء شخصية ومطامع فى بعضهم البعض.. والتقليل من شأن عدوهم ..

وعندما حدث الإحتلال ..لم يحرك المسلمون ساكناً إلا من بعض البكاء والعويل ومحاولات عاجزة من بعض القادة المسلمين ..(وهو ما نراه الآن من موقف مشابه للقادة والزعماء العرب تجاه ما يحدث بلبنان..ومن قبل بالعراق )..

وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) سورة محمد الآية 38) ،

وهو ما نظم أيضاً فيه الشاعر أبو المظفر الأبيوردى أثناء الحملة الصليبية آنذاك..شعره معبراً :
وشر سلاح المرء دمع يفيضه | إذ الحرب شبّت نارها بالصوارم
وكيف تنام العين مـلء جفونها | على هفوات أيقظـت كل نـائم
وإخوانكم بالشام أضحى مقيلهم | ظهور المَذَاكِي أو بطون القَشَاعِم

فبعد سقوط أنطاكية نتيجة إنقسام وتفرق كلمة المسلمين..أصبح الدور على مدينة حلب بعد الرها وأنطاكية..خصوصاً بعد الإنقسامات وضعف حكامها بهذه الفترة..
وكأن التاريخ يعيد نفسه فبعد وفاة حاكم حلب رضوان بن تتش وإنتقال الحكم للأبناء وعدم قدرتهم وضعفهم فى تسيير أمور البلاد..وبسبب الخلافات الإقليمية بين الدول بتلك الحقبة التاريخية ..طلب حكام حلب من روجر الصليبى حاكم أنطاكية العون والمدد كى يرد آمراء المسلمين الطامعين بحلب..وبعد شهور صارت حلب إمارة صليبية بمباركة عربية..

ونجد أنه لم ينقذهم إلا المجاهد البارز ضد الوجود الصليبى فى بلاد الشام ( إيلغازى بن أرتق )..وقام بمصادرة أموال الآمراء التى كانت من الشعب وجعلها عون له فى حربه ضد الصليبيين..

وبعد حلب إتجه لإمارة الرها وآخذها دون مقاومة بسبب خوف حكامها الصليبيين بل وتصالحوا معه وتنازلوا له عن آسرى المسلمين لديهم..

ثم كان اللقاء الدامى لإسترداد أنطاكية من حاكمها روجر دى سالرنو..فى تل عفرين خارج انطاكية..وقد قامت هذه المعركة على أسس المكر والخداع العسكرى من جانب إليغازى..مثلما حدث بمارون الراس بلبنان من أيام قليلة..

ولكثرة ما أريق من دم وقتلى بهذه المعركة سميت بمعركة ساحة الدم التى كانت بين إليغازى بن أرتق وبين (روجر) أمير أنطاكية ..والذى قتل على يد إليغازى.وسميت المعركة كذلك لكثرة القتلى من الجانبين .. وكان النصر حليف إليغازى بالنهاية..

ولكنه أكتفى بهذا النصر ولم يتقدم من إنطاكية بالرغم من سهولة فتحها آنذاك ..وبقيت إلى أن فتحها السلطان الظاهر بيبرس.

وبقراءة بسيطة عبر التاريخ نجد أن ما حدث بمعركة ساحة الدم.. 1119م تتكرر أحداثه اليوم .ولكن مع معركة شبيهة (معركة مارون الراس) معركة القرن21..وما قدمته من مفاهيم عسكرية وآداء مختلف للآنظمة السياسية والعسكرية بالمنطقة العربية..

مارون الراس: وتقع قرية مارون الراس على بعد كيلومترين من الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وتأتي أهميتها العسكرية من كونها تقع على تلال مرتفعة تطل على العديد من المناطق المهمة في الجنوب اللبناني وشمال إسرائيل..ويوم الأربعاء الموافق في 19/ 7/2006
يوم سيذكره التاريخ العسكرى القتالى.. وما صاحبه من خدعة قتالية فريدة أصابت العدو الصهيونى بصدمة قتالية لم تكن محسوبة ..وإتضح أن حسن نصرالله ليس وحده من يخطىء بالتقدير كما يقولون ولكن أيضاً الإدارة الصهيونية العسكرية وقعت بذلك الفخ من حزب الله ..
ما حدث وما أعلن بوسائل الإعلام من تقدم لقوات العدو الصهيونى تجاه الجنوب اللبنانى وهم معتقدون أنهم يتقدموا بيسر وسهولة ويحتلون الأرض اللبنانية ..وتخيُِلها أنها أجهزت على حزب الله بمنطقة مارون الراس المواجهة لمنطقة صفد.. كان مخالفاً للحقيقة على الأرض اللبنانية..
فقد كان جند حزب الله يقبع بأنفاق سرية تحت الأرض والعدو يسير فوقهم ولا يدرى عنهم شيئاً..إلى أن تم التقدم وبأعداد كبيرة ثم فوجىء العدو الصهيونى بصقور حزب الله تنقض عليهم وكأنما الأرض شقت ونبتت رجالاً يقدمون أنفسهم فداء لهذه الأرض ..
تكتيكات حزب الله القتالية أذهلت العدوالصهيونى..والشرك القتالى الذى وقع به العدو الصهيونى وجعله يقدم أعداد من القتلى والجرحى بصفوف جيشه.. بل تعدى نصر حزب الله إلى محاولتهم السيطرة على بعض النقاط بالحدود الصهيونية بالجليل الغربى.. وإلقاء ما يقرب من 80 صاروخاً بزمن قصير جداً على حيفا والجليل العلى وصفد والكرمل وطبريا ونهاريا .. مما دعا بالعدو الصهيونى بإتخاذ موقع الدفاع مغيراً بذلك من موقعه الهجومى إلى مواقع الدفاع..بعد وقوعه بحمام النار لحزب الله

وتشبه هذه الطريقة القتالية طرق القتال الفيتنامية..من حيث فكرة الأنفاق السرية وغيرها من التكتيك القتالى..والتى قتلته شرحاً العديد من الأفلام الأمريكية والتى تؤرخ للحرب الأمريكية الفيتنامية..وأعتقد أن هذه المعركة ( مارون الراس ) ستكون تجربة قتالية فريدة سيتحدث عنها التاريخ بإفاضة بعد ذلك وستدرس بالأكاديميات العسكرية العربية مثلما حدث مع حرب السادس من أكتوبر المصرية.

فنجاح حزب الله العسكرى إلى حد ما بهذه المعركة كان لإعتماده على حرب العصابات المتطور كأسلوب مغاير لأسلوب التكتيك العسكرى الكلاسيكى المتبع عادة بالحروب المعاصرة.. والذى ساعده على ذلك طبيعة وتضاريس المنطقة والمعروفة مسبقاً لرجال حزب الله.. وقد نال آداء جنود حزب الله إستحسان المحلل العسكرى الصهيونى..الذى أعتمد على أسلوب الحرب النظامية..

وبالنظر لمارون الراس كموقع إسترتيجى فهو غير ذات أهمية لإسرائيل التى تسيطر على لبنان جواً وبراً وبحراً ولكن مارون الراس كانت بمثابة جس نبض لتحديد مدى كفاءة القيادة العسكرية لحزب الله..والبدء بتقييمه على ضوء الخسائر المتكبدة

.. وبداخل كل حرب هناك بعض الثغرات والتى تمكن أحد الطرفين من تحقيق النصر ..وذلك حسبما حدث بحرب أكتوبر وثغرة الدفرسوار وغيرها وما فعلته من تغيير فى سير خطة الحرب ..وجعلت من الهدنة والتفاوض سبيل حتى يتجنب الجانب المصرى الهزيمة خصوصاً بعد دخول أمريكا للحرب بشكل خفى وتزويدها لإسرائيل بالعتاد كما هو متبع معها بكل حروبها.

ونعود لما يحدث بلبنان ومع حسن نصر الله وحزب الله والآلة الصهيونية المدمرة لكل ما هو اخضر ويابس بلبنان الآن.. تطل علينا من وسط كل هذا عملية ( مارون الراس) تلك المعركة التى تتحدث عنها وسائل الإعلام الآن ويعكف على تحليلها الخبراء العسكريون.. وما صاحبه من تكنيك قتالى لحزب الله مغاير لكل المعروف ومعهود بالمنطقة العربية من قبل..

..ولكن السؤال الذى يطرح نفسه الآن ..هل الفرق بالتكتيك والقتال بين حزب الله والآلة الصهيونية ..سيؤثر بسير القتال بين الطرفين ؟

وإلى أى مدى سيستطيع حزب الله الصمود أمام الترسانة الصهيونية العسكرية؟؟

ما يحدث الآن بأرض لبنان من آداء قوى ومستحسن إلى الآن من حزب الله لا يدعونا إلى القول بإمكانية فوز حزب الله بالمعركة إن لم يكن هناك من يسانده..

ولكن من سيكون السند بعد الله سبحانه وتعالى؟؟؟ آهى إيران أم سوريا؟؟

أم سنكتفى بهذا القدر من الدمار وحتى لا تكون هناك خريطة جديدة للمنطقة مثلما حدث بأعقاب حرب 1967م؟؟

تساؤلات عديدة ومجازر وقتلى أكثر عدداً وصمت عربى رهيب وخزى وعار أكثر وأكثر واكثر سيسجله حتماً التاريخ مثلما حدث من قبل بالعديد من النكبات والنكسات التى يمتلىء بها تاريخ المنطقة العربية ومضمونها التخاذل العربى ومسلسل التفريط بالحقوق الذى لم ينتهى من عشرات السنين..

ولكم عزائى



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العذاب..إمرأة مطلقة
- فلتقربوها ..إنها حلال
- الذااابح..و المذبوح
- الخرس العاطفى
- كل..على..ليلاه..يرقص
- حاجز الموت والحياة ( 11 )
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء العاشر
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء التااااسع
- طبق الشوربة
- فتاااااوى..مجهولة..النسب
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الثااامن
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء السابع
- إنتبهوا المستقبل يضيع ما بين الخصر وال 2
- لماااااااااااااااااااذاااااااا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الساااادس
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الخاامس
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الرابع
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثالث
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثانى
- قصة //حاجز الموت و الحياة// ((الجزء الأول ))


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهد أحمد الرفاعى - حمام النار..و..ساحة الدم