أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - شهد أحمد الرفاعى - العذاب..إمرأة مطلقة















المزيد.....

العذاب..إمرأة مطلقة


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1621 - 2006 / 7 / 24 - 04:17
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


العلاقات الإنسانية كثيرة ومتنوعة..وأى علاقة سوية لابد لها من بداية سوية ومقبولة حتى تستمر ويكتب لها النجاح .

.ولابد من وجود أطراف لهذه العلاقة تتفق فيما بينها على أبجديات هذه العلاقة..ولنأخذ مثال العلاقة الزوجية..فإن لم تنجح هذه العلاقة والتى يكون أقطابها الرجل والمرأة..تكون النتيجة الحتمية هو الإنفصال

والحقيقة أننى أيضاً ُأبغض ذكر كلمة الطلاق..فقد أبغضها الله سبحانه وتعالى من قبلى ..ولكن وبرغم البغض والتحذير بانها أبغض الحلال.إلا أنها تكون بمثابة حياة جديدة للطرفين.

.ولكن تكمن المشكلة هنا فى الحياة الجديدة للمرأة المطلقة..وليس الرجل..فهنا لا مبدأ مطلقاً للمساواة بكل شىء مع المرأة المطلقة.

.فالمجتمعات العربية لا تؤمن بأى حق للمرأة المطلقة ، بل تضع كافة المحاذير عليها وعلى التعامل معها وتصرفاتها ، بل و على حقوقها كإنسانة وبشر يتمتع بكافة الحقوق التى شرعها الله سبحانه وتعالى..فلم يكن هناك نص قرآنى يقول بنبذ المطلقة أو التعامل معها طوال الوقت على إنها فريسة سهلة للرجل أو إنسان درجة عاشرة .

.فالمجتمع الذكورى العربى يشكل حياة الرجل والمرأة فى منظومة غريبة التناول وشاذة المنطق وصعبة الفهم عندما يعطى كل الحقوق للرجل المُطلٌّق فى ممارسة حياته بكامل مرادفاتها والتمتع بكافة الحقوق فيها دونما معارضة إجتماعية .. ويضع كل محاذير الكون فى نفس الوقت فى التعامل مع المرأة المطلقة ويرفض التعامل بمبدأ المساواة بالحقوق على الأقل الحياتية.. فأى مجتمع هذا؟
والغريب أن ببعض المجتمعات العربية إلى الآن تمارس العنف النفسى تجاه المرأة المطلقة حتى إنها تمنع عليها حق الإحتفال بطقوس زواجها الثانى..معتبرة أن المطلقة ليس لها هذا الحق البسيط..
فبعض الأسر ما زالت تنظر للمطلقة على أنها عضو شاذ بالمجتمع لا يحق له اى شىء بالحياة وكأنها أجرمَت عندما إستخدمت حق شرعه لها الله سبحانه وتعالى..
هذه نظرة دونية للمطلقة ..مع أن الإسلام نهى عن التعامل مع الناس بحسب إنتمائهم العرقى أو السياسى أو الدينى أو اللون أو الجنس ..بل فضل البعض على البعض بالتقوى..(لا فرق لعربى على اعجمى الا بالتقوى)..
وفى قوله تعالى : "يا أيها الناس" " يا بني ادم" كان خطابٌ شاملَ غير مميز بين ذكر وأنثى..
ومن هنا نجد أن الخطاب الدينى خاطب الإنسان بكونه إنسان له كافة وكامل الحقوق وعليه أيضاً ما يترتب على الحقوق من واجبات.

وقد كشفت آخر الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر وحدها..أنه توجد 240 متزوجة يتعرضن للطلاق يوميا، بمعدل مطلقة كل 6 دقائق،و أن عدد المطلقات 2 مليون و459 ألف مطلقة..
وأن 34,5% ينفصلن في السنة الأولى، 12,5% ينفصلن في السنة الثانية، 40% من حالات الطلاق يكون في سن الـ(30).
وعلى صعيد ترتيب المحافظات والمدن المصرية في ملف الطلاق تتربع سيدات بورسعيد، تليهن نساء الإسماعيلية ثم السويس ثم القاهرة ثم الإسكندرية ثم دمياط والجيزة ومطروح، وفي النهاية تأتي محافظات أسيوط وسوهاج والوادي الجديد.
وفى بلد عربى مثل السعودية ..جاءت التقارير لتشير إلى أن النسبة بمدينة الدمام وحدها تراوح بين 7 إلى 8 حالات يوميا ..وقال مدير فرع وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد في المنطقة الشيخ منصور الهديد إن الكثير من حالات الطلاق تجري لاسباب تافهة لا تستدعي حدوث مشاحنات بين الزوجين..
ولو خرجنا للعالم الغربى فمثلاً..
الإحصائية الغريبة كانت من تايوان وتؤكد أن النسبة تزيد على 83% سنويا
وتشير الاحصائيات الرسمية الصادرة في تايبيه الى أن عدد حالات الطلاق قد سجل رقما غير مسبوق على مدار تاريخ مقاطعة تايوان الصينية منذ الاعلان عن تأسيسها فى عام 1949.

ومن مكتب الإحصاء المركزي التشيكي أن حالات الطلاق الآن تشكل 48% من عدد الزيجات التي تتم وانه في كل يوم تتم تسعين حالة طلاق الأمر الذي يجعل تشيكيا في قائمة الدول الأكثر طلاقا إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا والدانمرك وبريطانيا
وبذلك نجد أن مؤشرات الطلاق ترتفع بشكل كبير..ولذلك لزم البحث وفتح ملف حقوق المرأة المطلقة..وخاصة بالوطن العربى.
فلماذا نتعامل مع المطلقة وكأنها لا إنسان وإن تعاملنا مجازاً معها على أساس أنها من البشر ..نعطيها نصف حقوقها..لماذا ؟؟؟
إلى متى ستظل رهن عادات وتقاليد بالية تمتهنها وتنزل بها لأحط درجة .. وإلى متى سيظل المجتمع يقف من مشاكل المرأة المطلقة موقف المتفرج..
فطلاق المرأة يكون بمثابة خروجها من سجن ومعاناة إلى منفى ومعاناة مع مجتمع بأكمله وليس مع فرد مثلما كانت تعانى مع زوجها..
وتكمن أسباب التعمل الغير الآدمى من المجتمع تجاه المطلقة أحياناً..على إعتبار أن المرأة هى السبب الرئيسى بالطلاق.. مع إن حالات الطلاق والتى تحت المجهر بالمحاكم تؤكد أن الرجل هو السبب وليس المرأة وحدها..
ومن المنغصات الإجتماعية للمطلقة..وإن أختلفت من واحدة لآخرى تبعاً للبيئة وظروف المعيشة.. ووو.. سوء المعاملة الأسرية..وخاصة مع السيدات الغير عاملات..والتحكم بأبجديات حياتها فتسير بحياتها كمطلقة وفق معايير خاصة وضوابط وممنوعات مدونة بقائمة لا تستطيع لها عد ولا حصر..
ناهيك عن ما تتعرض له من تحرش جنسى وخاصة إن كانت تعمل ..وأضف لذلك الشائعات المسيئة لسمعتها
وإن تركنا كل ذلك ..وطرقنا الناحية القانونية.. فيكفى العلم أن المطلقة لا تحصل على حقوقها القانونية إلا بعد أعوام..وإن حصلت عليها تكون فتات تلقى لها من الزوج الذى أفنت معه من عمرها سنوات شبابها ، تقدمها له فى رضى وترضى باليسير من العيش..فيكون الجزاء ليس من جنس العمل ..ولا يكون رد الجميل بعد الطلاق إلا بإنكار كل ذلك وإنكار حتى القليل من حقوقها الشرعية والقانونية والتى سرعها الله لها..ولكن منعها الزوج والمجتمع عنها..فأى عدل فى ذلك؟؟
إن حق الرجل مكفول بالزواج من آخرى ومكفول الحق له فى الطلاق وقتما شاء والزواج مرة آخرى كيفما شاء.. وممنوع على المرأة هذا الحق .. كل حق للزوج هو شىء محرم للمرأة.. بخلاف التعدد فهو شىء خاص بالرجل بما شرعه الله ولا جدال بذلك..
هنا نقرع جرس إنذار للمجتمع وبخاصة للفئة المثقفة القادرة على التبصير بالمشكلة ..نصف الدنيا بخطر.. وشريحة كبيرة منها تعامل بشكل لا يرضى عنه الله ورسوله..فى مجتمعات المفروض أنها تتعامل وتمشى حسب الشريعة الإسلامية..


وبالنهاية لا أحد ينكر بأن الطلاق ظاهرة غير محببة فقد ورد في الحديث الشريف: (أبغض الحلال عند الله الطلاق) رواه أبو داود وابن ماجة

ومن وراءهذه الظاهرة تنبعث مشاكل وأمراض إجتماعية خطيرة وخاصة على الأسرة .. وخصوصاً إذا كان بها أطفال ما زالوا بمراحل سنية صغيرة.. ولكنه وضع قائم وينبغى التعامل معه بشفافية والبحث عن أفضل الحلول للمشاكل المترتبة عليه..لا الإكتفاء بلوى الرؤوس ومصمصة الشفاه والنظرات الغير مبالية وإن كانت مبالية فتكون مملوءة بالعديد من عبارات السخرية والإستنكار ..والموجهة لشخص المرأة المطلقة.. فليضع كل رجل هذه المطلقة مكان إبنته أو أخته أو حتى والدته ويتعامل معها بحق الله.. ولتضع كل إمرأة فى إعتبارها عتدما تنظر لغيرها المطلقة .أنها معرضة لنفس الموقف وربما تكون حاملة لهذا اللقب يوماً ما ..وتتعامل معها مثلما تحب أن يعاملوها الناس...



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلتقربوها ..إنها حلال
- الذااابح..و المذبوح
- الخرس العاطفى
- كل..على..ليلاه..يرقص
- حاجز الموت والحياة ( 11 )
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء العاشر
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء التااااسع
- طبق الشوربة
- فتاااااوى..مجهولة..النسب
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الثااامن
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء السابع
- إنتبهوا المستقبل يضيع ما بين الخصر وال 2
- لماااااااااااااااااااذاااااااا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الساااادس
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الخاامس
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الرابع
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثالث
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثانى
- قصة //حاجز الموت و الحياة// ((الجزء الأول ))
- همس (20) ات ليلية/ سأرحل فى صمت


المزيد.....




- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - شهد أحمد الرفاعى - العذاب..إمرأة مطلقة