أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهد أحمد الرفاعى - حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثالث















المزيد.....

حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثالث


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 08:26
المحور: الادب والفن
    


~*¤ô§ô¤*~كبش الفداء ~*¤ô§ô¤*~
================

وإلتفت السائق ينظر الى الفتاة وعينيه تذرف الكلمات تتوسل للفتاة كى تقرر شيئا..وحاولت سندس جاهدة ان تتلافى النظر اليه..وفى هذه اللحظة وقع بصرهاا على الشاب المرشح لها وكان يجلس بجوارها..ولاحظت أنه مثلها طالب جامعى وذلك مما يحمله من كتب وكان من هيئته يكبرها بسنوات عدة..وإستغربت الفتاة .. تحس أنها رأت هذا الشاب من قبل ولكن أين لاتتذكر..وقطع حبل أفكارها..حديث الركاب والحر الذى تمكن منهم والعجوز الذى ينتظر الوصول للمستشفى كى يلحق بميعاد زيارة إبنته المحجوزة بالمستشفى ما بين الحياة والموت إثر شظية طائشة إستقرت بجسدها النحيل من شلالات الرصاص الصهيونى المنهمرة عليهم ليل نهار ..هكذا كان يحكى لمن يجلس بجواره ..وفى هذا الوقت لاحظت سندس أن الشاب يقوم بتدوين آيات قرآنية على الكتاب الذى يحمله..ولمحت منهاا بعض الآيات القرآنية التى بثت بعض الطمأنينة بداخلها وأعانتها بعض الشىء فى أزمتها هذه..((وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون))((آلا بذكر الله تطمئن القلوب))
قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)) وحمدت سندس ربهاا.. وأطمأنت قليلاً..ذلك أنه وضح لها بعض الشىء أن هذا الشاب ليس من النوعية المعاصرة المستهترة وأنه يعرف ربه حقاً..ووجدت نفسها دون أن تدرى تبادره بصوت هامس .. ونعم بالله..وهى ناظرة إليه متمعنة بملامحه تحاول قراءة معدنه ومحاولة الوصول لأعماقه علها تتلمس القادم من أحداث....تنبه الشاب إلى أن الفتاة تلاحظه فأراد أن يطمئنها على موقفه منها بغض الشىء..فرد عليها دون أن ينظر اليها....ثم أردف بقوله (( لاتقلقى ان الله معنا..ثم أخذ يتمتم ((ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون.
وفى هذه اللحظة..أتاهم من لا يرحم..الضابط اليهودى مصطحبا ًمعه خمسة جنود يحيطون السيارة من كل جانب ويشهرون رصاصهم الى الركاب..وصاح متوعداااا..آلم تتكرم البرنسيسة العربية بالموافقة..بعد..؟؟؟..وعند ذلك رمقه الشاب بنظرة كلها حقد وغل..لم يلحظ أحد من الركاب هذا الحوار الخفى الذى دار بين الشاب والضابط..لكن..الضابط لم يفوت هذه النظرة عبثاًً..وقال للسائق إنزل وخذ الهويات الخاصة بالركاب..وما إن حط السائق بقدمه الأرض..حتى أخذ وابل من الرصاص ينصب على السيارة من كل جانب..وعلت صرخات الركاب والأطفال..ورجع السائق بسرعة للسيارة يحتمى من وابل الرصاص المتدفق وذلك وسط ضحك هستيرى صادر من الجنود المحاصرين للسيارة..أمر الضابط الجنود بعد عدة دقائق من الإستعراض المميت بالرصاص ..أمرهم بالكف عن ضربهم للسيارة بالرصاص..وقال للسائق والركاب..هذه مجرد بروفة بسيطة وسريعة لما سيحدث إذا لم تنفذ الفتاة والشاب ماأريده..وضحك مستهزءاً..وتابع ذلك بقوله..نريد أن نلهو قليلاً ههههههههه..وإنصرف وترك الجنود تحاصر السيارة..وأسقط فى يد الفتاة والشاب..لقد تحول الموقف إلى منحدر آخر.فماذااا سيفعلون؟؟؟؟ وماذا سيقررون؟؟
فى هذه اللحظة الحاسمة تعلقت عيون الركاب بالفتاة والشاب..واضعين فيهماا كل الأمل وكأنهم يحولونهم الى كبش فداء لحياتهم..واحست سندس أن مافات لا يقارن بما هو آت واخذت ترقب الشاب بنظرة جانبية لعلها تجد لديه الحل..ولكن الشاب راح يداعب طفلا ًكان يجلس بجواره ويتحدث اليه وكأنما يأخذ منه الونس والعزم..وراح يدقق النظر الى خارج الشباك الزجاجى ولكن ومع بخار الماء المتصاعد من أنفاس الركاب المتلاحقة اللاهثة مثلها مثل ما يحيطهم من أحداث..أعاقت الرؤية و لم يعد يرى شيئاً..سوى هذا الجندى القادم اليهم وكأنه ملك الموت مع الفارق ان الأخير منزل من سيد الخلق أجمعين..ولكن هذا الكريه ما هو الا دخيل وقح يملى شروطه عليهم وكأنه قد ملك الدنياا فى يديه وماهو إلا ..إحساس واهى ليس له من سند وما كان آت من هباء لا يكتب له البقاء..تقدم الجندى وأخذ يتصفح الوجوه الموجودة بالعربة وتوقف عند رجل فى منتصف الثلاثينات من العمر..وحبست كل الأنفاس فى السيارة..وأشار له أنت أنت ما جنسيتك؟؟ ولم يرد عليه الرجل.. ولكنه عاود النظر اليه بغضب شديد..وهنا تدخل رجل عجوز مخاطبا ً هذا الرجل الجالس بجواره فى اخر العربة هامساً له ..رد عليه أرجوك ياابنى لا نريد مزيد من المشاكل..ورد الرجل على الجندى اليهودى من مصر مصرى الجنسية ..أيعجبك..؟؟؟؟ونظر الجندى اليه بعجب ممزوج برغبة فى التحرش به..آتعمل هناااا؟؟ أم سياحة؟؟؟..وتململ الرجل فى جلسته وقال له الإثنان الإثنان .. إيه رأيك حلو كده..يعجبك..أستغرب الركاب من لهجة التحدى التى يتكلم بهاا هذا الشاب مع الجندى اليهودى وعرفوا أنهم سيقعون فى مشكلة آخرى إذا أستمر هذا النقاش طويلاً..وبسرعة فائقة تدخل السائق ليحول دون وقوع ذلك..فبادر الجندى بقوله الحر خانق وفيه أطفال ومرضى بالسيارة السماح من أهل السماح ونمشى ولك التحية والشكر..ولكن..وبرغم هذا الخنوع بكلام السائق..إلا إن الجندى اليهودى لم يجعله يكمل باقى حديثه..وعلى الفور وهو ينظر الى الرجل المصرى فى غيظ مكتوم أشار بيده قائلاً.. إرفع زجاج السيارة كل الزجاج يقفل حالاً..ولن تجدوا سوى الرصاص.. ولن تتنفسوا سوى البارود ان حاولتم فتح هذا الزجاج أو لمسه..أسرع الركاب بالإمتثال لأمر الجندى فى خنوع مهيب وربما شكروه وقدموا التبريكات له لأنه حرمهم من نسمة الهواء الوحيدة الممكنة فى هذا المكان..ولكن هناك من يريد التمرد على هذا التصرف الصهيونى الوقح..لم يعجب هذا التصرف الشاب الجالس بجوار سندس خصوصا ً بعد ان أخذ العرق يتصبب من الجميع.. وخاصة..المرضى منهم ..وزاد الأمر سوءاً صراخ الطفال وبحثهم عن نسمة هواء تغير من هذا الجو القابض القاتل للنفس..لقدغطى بخار الماء الزجاج تماماً وأصبح الجو خانقا ولم يعد هناك أى سبيل لدخول الهواء بعد أن أمرهم الضابط الصهيونى بإحكام إقفال زجاج السيارة ومن يفتح أى شباك سيكون مصيره إختراق الرصاص لجسده..من الجنود المتعطشين لهذه اللحظة لحظة الضغط على الزناد واطلاق الرصاص..ولكن ما العمل ومعظم الركاب من الشيوخ والأطفال والجو فى شهر يوليو خانق؟؟ لم يدرى الشاب الجالس بجوار سندس بنفسه إلا وهو يضع يده على زجاج الشباك ويمسح بخار الماء ليكتشف ما وراءه..ولكن فى هذه اللحظة أوقفه عن فعل ذلك..صيحة مكبوتة ومكتومة صادرة من الراكب الموجود وراءه وهو يرجوه آلا يفعل حتى لا يعرض الجميع للخطر..ولكن الشاب فى إصرار عجيب وهو من شيم الكثير من الشباب المتحمس للدفاع عن وطنه الواقع تحت الإحتلال..حاول أن يهدىء من قلق الراكب وأكد له أنه يعرف ماذا يفعل..ولكن الهمهمات علت والإستنكار لما سيفعله تماوج عليه .. وهنا تراجع عن هذه الخطوة حتى لا يسود الهرج وسط الركاب ويصل صوتهم للخارج..ويكون نصيبهم الموت لا محالة..ولكنه إستبدل الفكرة بأن أشار الى السيدة العجوز الجالسة بجوار سندس أن تحنى رأسهاا قليلاً..ثم حاول أن يفتح الشباك فتحة صغيرة لتدخل لهم بعض الهواء للسيدة بعد أن لاحظ انها قد شارفت على الإغماء..وهنا تدخل الراكب مرة آخرى قائلاً أرجوك لاتكن بطلا على حسابنا أرجوك أغلق الشباك..ولكن الشاب عاد مرة أخرى.. وبحسن خلق وبسماحة مؤكداً للراكب أن فتحة بسيطة لن تضر ولن يلحظونى وأنا أقوم بها ذلك أن بخار الماء يغطينا ولا يكشفنا لهم..فقط كل فرد منكم يحاول أن يفعل مثلما أفعل وبحرص شديد فقط مجرد خيط بسيط من الهواء..واقتنع الراكب ومعه بقية الركاب على مضض..وفعلا أحس الركاب ببعض الهواء البارد يتسلل عبر الشبابيك..ونصحهم الشاب أن يقوموا جميعاً بفعل ذلك ولكن بحرص ولكن بعضهم تسمر فى مكانه عندما أعلن لهم السائق أن الضابط اليهودى قادم نحوهم..وعند ذلك خيم الوجوم على الجميع وكأنهم فى انتظار حكم المحكمة الذى سيصدر ضدهم..ولكن شتان ما بين القاضى والجلاد..وإن كان الإثنان معا قد إجتمعا فى هذا الجندى الصهيونى الذى نزعت الرحمة من قلبه..قدم الضابط الى السيارة..وهو فى قمة غيظه وحنقه لأنه لم يتعود الرفض ولكن الرفض هذه المرة جاء من أمل المستقبل الذى يودون خنقه وتدميره من شاب وشابة لم يحنوا الرأس إلى الآن..بل قامتهما تطاول السماء بكبرياء..تقدم صارخا ً من السائق وأمره ان يفتح الزجاج ويأخذ الأوراق الخاصة بالركاب..ثم نظر الى الفتاة..وقال لهاا فى لغة مملوءة بالتهكم .. آتستحين هههههه..ثم نظر الى الشاب بغيظ وقال له إنت إنزل من السيارة..وتسمرت العيون على الشاب وماذا سيحدث له؟ قام الشاب من مكانه لينزل من السيارة وهو يتمتم بآيات قرآنية لتحفظه من كل شيطان رجيم..وما أن لمست قدمااه الأرض حتى تجمع حوله الجنود مصوبين نحوه بنادقهم الآلية وفى وضع إستعداد..تقدم منه الضابط وأمره أن يرفع يداه الى أعلى ويتقدم أمامه..نظر الشاب اليه وفى عينييه نظرة إصرار وإيباء قوية زادت من غضب الضابط وجعلته يستشيط غضباً..وصرخ فيه صرخة مدوية إرتعد لهاا كل من كان فى السيارة..ونظرت الفتاة إليه وهى تحاول جاهدة أن تلملم ما تبقى لها من شجاعة..وتدعو من قلبهاا أن يحفظه المولى تعالى فى علاه من شر قبضتهم المخيفة.



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثانى
- قصة //حاجز الموت و الحياة// ((الجزء الأول ))
- همس (20) ات ليلية/ سأرحل فى صمت
- كلام × كلام
- همس (19) ات ليلية/ كلام الليل
- بيت العنكبوووووووت
- خصخصة النساء
- همس (18) ات ليلية/ الصمت
- همس (18) ات ليلية/
- عنه ..قالوا..أكسير الحياة
- السياسة بين الكياسة والتياسة
- الجائزة.. المضمونة
- الحلال المر
- التغااااااااااافل
- همس (17) ات ليلية/ ما رأيك.. يا .. سيدى؟؟؟؟
- إنتبهوا..المستقبل..يضيع ما بين الخصر وال…1
- همس (16) ات ليلية/ همس الخريف
- همس (15) ات ليلية/ أسألك...الرحيل
- وااااااااوا..هايفة..و..وااااواات آخرى
- طوفان مدمر .. يرتدى عباءة الإسلام


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهد أحمد الرفاعى - حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثالث