أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهد أحمد الرفاعى - السياسة بين الكياسة والتياسة















المزيد.....

السياسة بين الكياسة والتياسة


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عالم السياسة .. هذا العالم العجيب الغريب بما يمتلىء ويحمل بين طياته من متناقضات .. ففيه لا معنى لأى مبادىء .. بل أن من كتب عليه الغوص ببحار هذا العالم .. تجده عندما يعتزل العمل السياسى .. لا يتوقف عن كشف الحيل والمؤامرات التى كان شاهداً عليها يوماً ما..والعجيب أن من يكشف النقاب عن هذا العالم يعتقد أنه بذلك قد أراح ضميره وإستراح وهو لا يدرى بأنه لم يريح ولن يستريح . فمن دخل عش الدبابير لا نجاة له من القرص ( اللدغ) مهما لبس من أقنعة وعزف على أوتار الندم والفضيلة المتأخرة..وأوضح مثال على ذلك ما نشر من كتب وأدلة تبين تورط الإدارة الأمريكية بدوافع كاذبة وملفقة حتى يتسنى لها النيل من العراق. ومن قبلها أفغانستان .. ومن بعدها يعلم الله بالدور على من !!!!!!! ولسان حالى يقول مثل ريا وسكينة ( الدور..الدور موعودة ياللى عليكى الدور) ..هذه المذكرات والتى لم يتوقف نشرها إلى الآن وإن إختلفت الصياغة الفكرية والحرفية لها إلا أن المضمون واحد الكذب والتلفيق فى البيانات الأمريكية حتى يتسنى لها تنفيذ ما تصبو إليه من مخططات معروفة للمحللين السياسيين بالمنطقة إلا أنهم حبذوا مبدأ التياسة السياسية وكأنهم لا يسمعون ولا يفهمون ما يدار من حولهم من آلاعيب يقابل ذلك الموقف المخزى موقفاً أشد كياسة .. وهو موقف الإدارة الأمريكية فى عرض مشكلة الحرب على الإرهاب وجعله مطية تصل به إلى مبتغاها..ولكنها بنفس الوقت إصطنعت التياسة بمواجهة المارد الكورى فى إصراره على إكمال نظامه النووى.. فهى فى الوقت الراهن لا تمتلك التأييد الشعبى المحلى الأمريكى ولا العالمى لشن حرب آخرى ..فآمالت الأبقار رؤوسها حتى تمر العاصفة ولكن بكياسة مغلفة للتياسة.. وفتحت سبل التحاور السلمى إلى حين تنفض يدها من العراق ..وفى المقابل كان الدور الكورى يتسم بالكياسة فقد إختارت توقيتاً ذهبياً..كما يقولون ( قطعت شباك المرمى الأمريكى بهدف محنك فى الوقت الضائع )والفريق منهك ومترنح من ويلات ما يعانيه بأرض بغداد..بالمقابل نهجت نفس النهج العزيزة الإيرانية .. وبدأت العزف المنفرد على أطلال العراق دونما مراعاة للمصالح العربية المشتركة فكان دورها مركباً وممزوجاً بالكياسة الإيرانية.. والتياسة الإسلامية فى الزود عن دولة وأشقاء يقتلون بآيدى طغاة بغاة..فمشيت بنهج التياسة الأمريكية فى تعاملها مع الزميلة الكورية ولوت رأسها وسبحت مع التيار ( الغاية تبرر الوسيلة) علها تحقق حلماً راودها منذ آمد طويل بالسيطرة على المنطقة العربية وتصدير أفكارها وثورتها الإسلامية لبلاد الجوار..متخفية بقناع القضاء على إسرائيل.. ولعل بالجعبة الكثير من المفاجآت قد تكشف عنها الايام المقبلة وهى تذكرنى هنا.. بصدام حسين عندما قامت حرب الخليج وكان يسمعنا( المنولوج الصدامى) بضرب إسرائيل بالعمق.. ولكن ما حدث منه ..كان أسلوب التياسة السياسية وتصدير مفاهيم خاطئة توحى للمتلقى لها عكس ما تحتويه .. من طمع ورقص سياسى محنك..وكانت نهايته كما نراها الآن ..فلعل كل متآمر ومتحالف مع العدالة الأمريكية يفيق قبل فوات الآوان .. ويعى الدرس الصدامى..وبأن السياسة ليس فيها مكان للعاطفة بل المصلحة هى الغالبة ويوم تنقضى المصلحة يصبح دورك كعميل محروق ووجب إبادتك ولكن بأى الطرق .. هذه ترجع لهم..وبمبدأ الكياسة السياسية ..فأمريكا عندما تتعامل مع إيران وكوريا لا تتعامل بمبدأ المباراة الصفرية ..بحيث تخرج دون أن تشعر منافسك بإنتصارك عليه.. ولكنك بنفس الوقت فائز عليه..فأمام الجمهور لست الفائز ولكنك بالدبلوماسية والحوار الهادىء أصبحت الفائز..فالمجتمع الغربى وخاصة الأمريكى يكرس كل مؤسساته بالفترة الحالية..لدراسة كيفية تسخير الكياسة للسياسة وإيجاد الحلول التفاوضية والدبلوماسية للوصول لما ترمى إليه ولكن دون ولوج نفس المنعطف العراقى..ولعل برنامج جامعة هارفارد للمفاوضات بالولايات المتحدة الأمريكية.. صمم ليخدم هذا الإطار من التعاملات السياسية ولكن بالدبلوماسية والتفاوض ذو النفس الطويل..وهذا ما تتبعه المدللة الإسرائيلية فى تعاملها حيال القضية الفلسطينية فهى تستخدم أسلوب الكياسة والنفس الطويل موازياً للدور القتالى من آن لآخر..وما يتبعه من إغتيالات وتصفيات .ولكن نجد بالمقابل دور عربى يتسم بالتياسة السياسية المفضوحة للصغير قبل الكبيرسواء فى مواجهة المحتل الأمريكى للعراق أو المحتل الصهيونى لفلسطين ..نجد ملامح هذه السياسة ..سياسة الغوص بالرمال سمة أصبحت مرادفة للسواك والعقال..والمثير أن هذه السمة بدأت تنعكس على الشعوب والأكثر خطورة إنعكاسها على الشباب الذين هم المفروض أمل هذه الأمة وبناة مستقبلها..فأى مستقبل سيكون والأب والجد يحملون جينات التياسة السياسية وأيضاً الحياتية.؟؟؟.ونفس موقف السياسة ما بين الكياسة والتياسة..نجد موقفاً جديداً طفا على السطح بالفترة الحالية وهو موقف الإدارة الأمريكية والذى خلا من أى كياسة حيال الدب القطبى الروسى الصديق والعدو اللدود القديم..ففى تصريح خلا من الكياسة السياسية لنائب الرئيس الأمريكى ديك تشينى خلال مؤتمر ليتوانيا الصحفى أعلن دونما أى لباقة سياسية أن روسيا تبعث بإيحاءات مبهمة وغير صحيحة بل و مشوشة عن الديموقراطية وأنها تستخدم ثرواتها الطبيعية من الطاقة لتبتز وتهدد جيرانها..هذا التصريح العجيب والصادر من قطب العالم الأوحد والذى يعيث فساداً بأرض العراق..تحت مسمى الديمقراطية وتحقيق الحرية للشعوب والقضاء على الإرهاب..يضرب مثلاً لا يقارن فى إنتهاك الديمقراطية ..ولعل سجن أبو غريب وأحداثه ليست ببعيدة لتذكرنا بتلك الديمقراطية والعدل والمساواة البوشية.. وأيضاً أخبار تورطها بعناصرها البحرية الأمريكية بمذبحة بمدينة (حديثة) العراقية حيث قامت بقتل ما يفوق 24 مدنياً بدم بارد..وبشهادة أحد الضباط أن المدينة لم تكن فى حالة حرب معهم وبل لم تقاوم وأنها كانت مسالمة ولم يكن هناك عملية عسكرية ضد القوات الأمريكية ..وهذه المذبحة تذكرنا بمذابح صابرا وشاتيلا ودير ياسين للسفاح شارون..ومذبحة (ماى لاى ) الفيتنامية 1968والتى قتل الجنود الأمريكيون فيها ما يقرب 500 من قروى..فهل هذه هى الديمقراطية الأمريكية الواعدة؟؟.. وبالمقابل لهذا التصريح كان هناك تصريحاً محنكاً إن دل فإنه يدل على كياسة سياسية رمزية وكما يقال اللبيب بالإشارة يفهم..وذلك عندما رد الرئيس الروسى بوتين رداً ناسفاً لسياسة الإدارة الأمريكية على تصريح ديك تشينى السابق قائلاً: ( الذئب يعرف تماماً ماذا يلتهم وأثناء الإلتهام لا يستمع إلى أحد ) ومع أن القطب الأمريكى والروسى هدفهما واحد..وهو السيطرة على مقدرات الشعوب والتحكم بثرواتها بل ونهبها إن صح التعبير..فكلاهما لا يريد للطرف الآخر الإنتصار والسيطرة بل ويحاول إستقطاب أكبر قدر ممكن من الدول المجاورة له بشتى الطرق وحتى إن وصلت لحد الإبتزاز فالسياسة دهاء × دهاء.. وهذا بالضبط ما إتضح من دور فلاديمير بوتين مع العزيزة الإيرانية وتدخله بالمفاوضات مع طهران حتى توصل لإتفاق بينهما على مواصلة السعى فى الطريق لإيجاد حل سلمى لأزمة البرنامج النووى الإيرانى .. وبذلك كسب بوتين الجولة الآولى لصالح روسيا وكان خروج أمريكا من حلبة السباق خاسرة هذه الجولة ولتنتفى من قاموسها السياسى مبدأ الكياسة والدهاء السياسى..وليظهر فلاديمير بوتين بمظهر الداعى للسلام والإستقرار بالعالم..( دهاء سياسى ) ويقابله بلاهة وتياسة من السيد ديك تشينى والذى يريد للسياسة البوشية الدخول لمعترك الصراع الإيرانى وهو ما زال يعانى من آثار وويلات القتل لجنوده بأرض الصامدين العراق..ولا يفوتنا هنا موقفى منظمة فتح وحكومة حماس ومواقف تخلو من الكياسة السياسية تماماً فى وقت هم فى أشد الحاجة لإجتماعهم على كلمة سواء ولكن لمن نقول ..والكل أحياناً يتناسى مصلحة الشعب والوطن وتغلبه المصالح الشخصية وصنع مجد خاص به..و..هكذا السياسة ما بين شد وتراخى وما بين كياسة وتياسة..ولكن من يجيد الرقص السياسى بحنكة هو من يصل للهدف وبأقل الخسائر الممكنة ..أيضاً بحياتنا نحن نعيش نوع من الكياسة والتياسة حيال الكثير من واقعنا المحيط بنا فإما التعامل معه بكياسة للوصول لبر الآمان أو التعامل بتياسة وتكون النهاية الوقوف محلك سر..أو لعلك قد لا تجد موقع أو مساحة بأرض الحياة للوقوف بقدمك...وتحيتى



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجائزة.. المضمونة
- الحلال المر
- التغااااااااااافل
- همس (17) ات ليلية/ ما رأيك.. يا .. سيدى؟؟؟؟
- إنتبهوا..المستقبل..يضيع ما بين الخصر وال…1
- همس (16) ات ليلية/ همس الخريف
- همس (15) ات ليلية/ أسألك...الرحيل
- وااااااااوا..هايفة..و..وااااواات آخرى
- طوفان مدمر .. يرتدى عباءة الإسلام
- الحرام ..و..الحريم
- لعبة الأقوياء
- بانسيه..أسيرة النوافذ..وعلاء الدين
- همس ( 14 )ات ليلية/ يا..راسم الحزن..أنت لا تعرفنى
- على ..جسد ..إمرأة.........................
- همس (13) ات ليلية/ كلمااااااات
- همس (12) ات ليلية/ على جناااااح عصفورى
- همس (11) ات ليلية/ همس الدموع
- همس (10) ات ليلية/ لا..زلت..أمضى..رغم ال...
- مثلث.. الإعدام العشوائى..والغوص فى الرمال
- تفاااءل وإياااك والحزن


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهد أحمد الرفاعى - السياسة بين الكياسة والتياسة