أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهد أحمد الرفاعى - حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الثااامن















المزيد.....

حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الثااامن


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1591 - 2006 / 6 / 24 - 11:38
المحور: الادب والفن
    



ونعود إلى ثائر..أخذ ثائر يحكى لوالدته ما حدث عند الحاجز من اليهود وما كان من أمر الفتاة والشاب الضحية على إعتبار أنه أعتبره فى عداد الأموات ..إستغربت أم ثائر وقالت يا حسرة قلب أمه عليه..قالت تلك العبارة وخصوصاً أنها لا تعرف أى أخبار عنه لا هى ولا ثائر ؟؟للأسف يا أمى كل الركاب غادروا السيارة على عجل من أمرهم ولم نستطيع معرفة أى شىءعنه ولكن الفتاة كانت فى حالة ذهول وغير مستوعبة لما يحدث يبدو أنها أول مرة تتعرض لمثل هذه المواقف السخيفة..بادرته والدته وأنت تخمن إنها هى نفس الفتاة الغائبة عن الوعى
نعم يا أمى إحتمال ولكنى سأتأكد عندما أذهب إليهم.. وهنا وقفت أم ثائر ثائرة وقائلة..أتظن أننى سأتركك تذهب وحدك؟؟ ونظر إليها بإستغراب ..وأنت يا حاجة أنسيتى أننى تجاوزت الثلاثين وكبرت على تلك الصحبة..رمقته بنظرة حانية ولو صار عندك سبعين سنة ستظل إبنى الصغير المحتاج للرعاية من أمه ..ضحك ثائر ليهدىء من ثورتها.. ولكن ليس هذا مناسباً ان تذهبى معى سيفسرونه ..على إنك لا تأمنين على منهم..أتركينى أذهب ..فانا على يقين أنهم اناس طيبين وما يريدون بى شراً..ارجوكى أمى..إسمحى لى بالمغادرة..وعلى مضض تركته يذهب وهى تدعو له بأن يحفظه من كل شيطان رجيم ..تقدم ثائر من بيت سندس وهو يستفسر عن العنوان ووجده صحيحاً وأخذ يطرق الباب والأفكار تطرق رأسه فى تلاحق سريع ..من هؤلاء الناس ؟؟ أهى فتاة الحاجز؟؟ام شىء آخر وموضوع آخر؟؟ ما الذى يختبىء وراء هذا الباب من حكايات وأحداث؟؟
وأفاق من أفكاره على فتح الباب وظهور الحاج محمد أمامه رحب الحاج محمد بالزائر وقدم ثائر نفسه إليه وتهلل وجه الرجل فرحاً وكأنما فتحت له أبواب الأمل من جديد..قال مخاطباً ثائر ..أهلا وسهلا يابنى آسفين على الإزعاج ..ولكنك الآن أملى الوحيد لتفسر لى ما حدث لإبنتى..وعقدت الدهشة لسان ثائر للحظات ..فقد وجد الرجل كما توقع فى أشد الحاجة للمساعدة فعلا ً وهو الشىء الذى دفعه للدخول دون تعليق منه فهو أيضا يريد معرفة ما يحدث ..أنا تحت أمرك يا حاج محمد..ذاكرتك جيدة أنت تحفظ إسمى..نعم يقولون عنى أننى قوى الملاحظة ولا أنسى بسرعة الأشياء إذن هيا بنا لترى إبنتى فهى لا تستطيع الحركة منذ أيام عديدة..إستأذن الحاج محمد للدخول لغرفة سندس وكانت شبه نائمة ولكن عمتها أيقظتها وإعتذرت لثائر لأنها تحت تأثير المهدىء ولذلك هى شبه نائمة وهذه هى حالتها منذ رجعت من غزة إلى الان.. لم يكن ثائر يريد النظر إلى وجهها خجلاً من الموقف ووجوده بالغرفة الخاصة بها..ولكن والدها شجعه وقال له أتتذكر هذا الوجه ربما عندك تفسير أرجوك أنظر إليها..وتطلع ثائر بعينييه إلى سندس قليلاً ولكنه تسمر عندما شاهد وجهها..وقال هذا ما توقعته إنها الفتاة ..فتاة الحاجز..وهنا علت الدهشة الجميع وتعلقت عيونهم بكلمات ستخرج من بين شفتيه..ثم تابع قوله ..الحاجزهى ..نعم ..هى..وإستدار للحاج محمد ممكن أحكى لك كل شىء الآن ..مسكينة لم تتحمل الصدمةهذا ما توقعته فهى تبدو غير معتادة على هذه الأحداث..وأفسح والد سندس الطريق لثائر حتى يخرج من الغرفة وجلس الجميع فى إنتظار حديثه لم يتبقى بالغرفة سوى القلب الحنون لسندس العمة إخلاص..وجلست تنظر لوجه سندس وهى تحدث نفسها..يا حبيبتى ماذا حدث لكى؟؟كم أتوق لمعرفة ما حدث؟؟..وتحركت سندس فى فراشها مما شجع العمة على الكلام معها وهى تربت على ظهرها وتمسح شعرها فى حنان ..سندس حبيبتى أتقدرين على الكلام ؟؟عندى لكى خبر حلو..ثائر موجود هنا بالبيت..
وردت سندس بصوت خافت ..عمتى أنا متعبة أحس رأسى ستنفجر من الصداع..
أنت نائمة من فترة طويلة إستيقظى الآن وحاولى أن تأكلى أى شىء لكى يساعدك على مواجهة هذا الصداع..ولكن ألم تسمعينى ؟؟ أقول لكى ثائر هنا موجود بالخارج ..ثائر..يا سندس..
وأحست سندس أنها تسمع وهماً..ثائر ..أتقولين ثائر ..أين ؟؟
بالخارج مع والدك وخالك وآخرين من العائلة ..وهم فى أشد الشوق لمعرفة ما حدث لكى عند الحاجز؟؟؟

وما أن سمعت سندس الحاجز حتى إنفجرت باكية مرة آخرى..وهنا أمسكت بها عمتها وهى تقول لها فى حزم..يجب أن تقاومى ..كون متماسكة ..لا تكونى بهذا الضعف..سنعرف كل شىء الآن ومهما كان ما حدث فيجب عليكى التماسك..كونى قوية لا أحب أن آراكى بهذا الضعف..أسمعتى ..كونى قوية ..وواجهى ما حدث بشجاعة وتغلبى عليه.. سمعتى ..تغلبى عليه..ما دمتى حية وتعيشين.. إذن يجب.. أن تكونى قوية وواجهى صعوبات الحياة بحسب قوتها..لا تكونى كالقشة فتأخذك أمواج الحياة وتسلمك من موجة لآخرى وتضيعين وسط تلاطم الموج..حاولى ..أن تبحثى لكى دوماً عن مسلك وسط كل هذا ليخرجك من وسط هذا التلاطم..وتركت جسم سندس يرتطم بالسرير وسندس تنظر إليها مذهولة وغير مصدقة ..آهذه عمتى التى مثل النسمة..وقالت لها بعد ان إستوعبت الموقف
عمتى ..أنتى تغيرتى ..أنا لم أعهدك هكذا

إلتفتت إليها إخلاص ..وبداخلها فرحة عامرة..لأنها جعلتها تتكلم وتخرج من صمتها..نعم سندس انا لم أتغير بل هناك أشياء يجب أن تقال فى مواقف معينة وأنتى تحتاجين لذلك الآن..وعموما حمدا لله على سلامتك.. و كنت أعرف لكنت قلت لكى هذه الكلمات من فترة حتى تتعافى وتتكلمى على الأقل..والآن ستأكلين
ولكن يا عمتى .. انا لا أستطيع الآن.. وقاطعتها العمة..إخلاص ..قائلة العزيمة ..تذكرى ..كونى قوية.. لا تجعلى شىء يهزمك أو ينال منكى..كونى متماسكة..حتى تكسبى هذه الجولة مع الحياة..سأخرج الآن لأخبر والدك بأنك تتعافين قليلاً.
سرد ثائر ما حدث للحاج محمد وخال سندس وهم غير مصدقين ما يسمعون..ولكن الوحيد الذى كان متوقع هذا الشىء هو خال سندس بحكم معايشته اليومية.. ومروره بالحاجز..ومايراه كل يوم من قصص تفوق ما حدث لسندس بمراحل..وعلق قائلاً إنهم الصهاينة الأوغاد يستحلون كل شىء لهم دون وجه حق..ودمعت عين والد سندس حزناً على ماعانته فلذة كبده وهى لم تتعود مثل هذه الأشياء بل لم تتعرض لأى حدث مباشر مع أى يهودى منذ أن جاءوا لوطنهم فلسطين ليستقروا وسط أهلهم
وقال ثائر يجب أن تحمد الله حاج محمد انها على الأقل مازالت على قيد الحياة والحقيقة الفضل لله ولذلك الشاب الشجاع..وهنا تدخل الخال فى الحديث معرباً عن أسفه على الشاب..
ولكن أنت لا تعرف ماذا حدث لهذا الشاب؟؟
للأسف يا سيدى ..لا..لا أعرف وكم كنت أتمنى أن أعرف ولكن أنت تعرف أن الحاجز يغطى بل يفصل الرؤية عن ما يحدث بالداخل وما كان ممكن العودة والسؤال فمجرد مجرد السؤال ..فأنت تعرف النتيجة الحتمية لذلك..ووافقه والد سندس وخالها والجالسين الرأى..وهنا نهض واقفاً ثائر وهو يقول أظن أن مهمتى كانت المساعدة وقد إنتهت الآن ..أستأذن منكم الآن..ولكن سأكون على تواصل معكم..ولكن الحاج محمد صمم أن يمكث معهم ويتناول الغداء..وتحت ضغطهم الشديد وافق ولكنه طلب منهم السماح له بلإتصال بوالدته ليطمأنها عليه



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء السابع
- إنتبهوا المستقبل يضيع ما بين الخصر وال 2
- لماااااااااااااااااااذاااااااا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الساااادس
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الخاامس
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الرابع
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثالث
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثانى
- قصة //حاجز الموت و الحياة// ((الجزء الأول ))
- همس (20) ات ليلية/ سأرحل فى صمت
- كلام × كلام
- همس (19) ات ليلية/ كلام الليل
- بيت العنكبوووووووت
- خصخصة النساء
- همس (18) ات ليلية/ الصمت
- همس (18) ات ليلية/
- عنه ..قالوا..أكسير الحياة
- السياسة بين الكياسة والتياسة
- الجائزة.. المضمونة
- الحلال المر


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهد أحمد الرفاعى - حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الثااامن