أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهد أحمد الرفاعى - حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الرابع














المزيد.....

حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الرابع


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1583 - 2006 / 6 / 16 - 11:35
المحور: الادب والفن
    


تقدم الضابط الصهيونى و نهر الشاب ونعته بافظع الشتائم وقال له فى تحد قاتل..إخلع ملابسك كلهااا حالا..نظر الشاب إليه نظرة إشفاق على هذا الضابط الذى يظن حاله المسيطر على الوضع ..وقام الشاب بإنزال يديه ووضعهاا الى جانبه فى تحدى واضح..إبتدره الضابط بغلظة وقال له..إخلع ملابسك حالا ً ولكن الشاب نظر الى الجندى وكأنه لم يسمع شيئاً..وجن جنون الضابط وكرر قوله فى صياح شديد..إخلع ملابسك الآن..وهناا تدخل ضابط آخر يظهر على قسمات وجهه العربدة والصرامة قائلاً..أتركه نعبث معه قليلاً يبدو أننا سنقضى وقتاً ممتعاً اليوم..وهنا تسمرت عيون سندس على الشاب.وراحت تحملق فى ملامحه علهاا تجد مصدر هذه الشجااعة..ومن أين آتى بهااا؟؟؟ ولكنهاا رغم الوجوم المحيط بهاا من كل جانب سرحت بخيالهااا وتمنت لو كانت فدائية وقامت بتفجير بنفسهاا فى هؤلاء الأوغاد حتى تنقذ ذلك الشاب الشجاع الذى بدوره أنقذها من التعرض للفضيحة وصان عرضهاا وحفظ شرفها..وهنا أيقظها من حلمهاا صوت غريب ناعم الى حد ما ولكنه يحمل بداخله كل اساليب وحيل الشيطان..إنه صوت ضابطة يهودية تدخلت فى الحوار مع الشاب ..ثم جاءت ضابطة آخرى وفى سفور ماجن سألته..هل أنت من المقاومة؟؟ ولكن الشاب لم يرد عليها..بل رمقهاا بنظرة كلها غضب وشعور بالسخرية من حالها المزرى..مما جعلها بل جعلهم جميعاً يستشيطون غضباً..وبادره الضابط الأول بقوله عربى أنت هااا فلسطينى هههههههه..وبأعلى صوته..منادياً الضابطة..بــولا..بــولا..هيا لتمرحى معه قليلاً..وهنا ضحكت الضابطة ضحكة صفراء فلقد سنحت لها الفرصة لتفعل ما تريد بهذا الشاب العنيد..وردت عليه بميوعة بنات الهوى..
ًولما.. لا.. عزيزى؟؟؟ الليلة الماضية كانت مملة ولم نجد ما يسعدنا فيهاا..فلنتسلى قليلاً أو كثيراً ليس هناك ما يمنع..حملق الشاب فى وجوههم الكريهة وتمنى لو يملك ترسانة من السلاح ليقضى بهاا على أمثالهم..وهنا بدأ قلب سندس يدق بعنف وأحست مع دقاته أن جميع من فى السيارة يسمعونهاا..وزاغت عينيها ما بين الضابط والضابطة والشاب..تململ السائق فى جلسته وقال لمن يجلس بجانبه طيش شباب وتهور سيدفع ثمنه الآن هذا الشاب العنيد..سيدفع ثمن تهوره وعناده فلينفذ ما يريدون ويخلص بنفسه إنهم لا يعرفون التفاهم ولا الحوار.. مئات القتلى على الطريق كل يوم ..والذين لا ينفذون الأوامر يتم تصفيتهم فى الحال أمام ذويهم..مالذى سيضيره لو كان فعل ما يريد وقام بتقبيل الفتاة وكأنهم يمثلون فيلماً؟؟؟ ولا كليباً؟؟ وهمس بأذن من يجاوره مش هى الفرجة زى التمثيل مش دى حرام ودى حرام ؟؟ طيب ما الفرق؟؟يعملها ويخلص ..وإستدار ناحية سندس خلفه موجهاً حديثه لهاااا..أيعجبك ما هو فيه الآن لو كان وجد منك خيط الموافقة لفعلهاا ..نظرت سندس إليه وهى غير مصدقة ما تسمع أعربى هذا؟؟ آمسلم هذا ؟؟ يستحيل..!!!!! كانت تحدث نفسهااا وهى تكاد تنفجر غيظاً من هذا السائق..وزاد الطين بلة..بل.. وحل..تدخل الراكب المجاور للسائق..مكملاً حديث الخنوع والإستسلام ..كنا فى شبابنا مثله ووجدنا أن كل ذلك لا فائدة منه فــ..فإستسلمنا..للواقع الذى نحن فيه..قالها ومع كل حرف يخرج تحس مرارة اليأس الذى تملك منه.. وقال مخاطباً سندس...يابنيتى هم يملكون كل شىء ..ونحن ما زلنا فى المكان أنقذى ذلك الشاب بكلمة منك..وهمت سندس من مكانهاا لتعتدل..فظنوا أنها ستنزل للخارج فصاحوا بهاا آلا تفعل وإلا قتلت بالرصاص على الفور..الغريب أن سندس لم تفكر فى هذا إطلاقا ولكنها كانت تعتدل فى جلستها..وعجبت من هؤلاء الناس الذين يريدون التضحية من الآخرين حتى ينالوا هم حريتهم على الجاهز..أحست أن الدنيا تدور بهااا..وأخذت الدموع تتساقط من عينيها دون شعور لم تستطع أن توقفهااا..ولكنهاا أخذت رأسهاا بين يديهاا كمن يأخذ وليده بين أحضانه..تحاول أن تخفى الدموع التى تتساقط منها رغماً عنها ..فهى لم تكن تحب أن تظهر أبداً ضعفها أمام أحد..وهنا تدخل الرجل المصرى بلهجة كلها سخرية..كفاكم كلمات تحمل فى طياتهاا كل معنى للضعف وحروفهاا مغموسة فى الذل..آلا تستحون تقايضون بالشاب والفتاة..وكأنكم إمتلكتموهما آآنتم عقلاء ام مغيبين عن الواقع؟؟ وتدخل السائق محقراً لكلامه ومثبطاً من عزيمته..وصاح الراكب المجاور للسائق بلاش فلسفة أرجوك الموقف لا يحتمل شعارات ولا مواقف عنترية..ورد عليه المصرى أنتم لاتعرفونهم حق المعرفة..إنهم لن يكتفوا بالقبلة إذا حدثت بل سيطلبون الأكثر بعد ذلك..هم لا يتوقفون عند حد عندما يجدون المفاوض مرن وينفذ ما يريدون..اليوم قطعة أرض لبناء مستوطنة..وغداً شريط ساحلى..وبعد غد حاجز أمنى وهكذااا ..إنهم لن يتوقفون عن المطالب..فلتمت الفتاة..وليمت الشاب..ولكن بشرف..آسمعت أيها المراهن الخاسر..بشرف.. بشرف..أحست سندس أن هذا الرجل هو ملاكهاا الحارس بعد الشاب الفلسطينى الثائر..فهو وإن ذهب لبعض الوقت..ولكن الله عوضها عنه بملاك حافظ لهاااا فى صورة ذلك الرجل المصرى..وهنا توقف الجميع عن اللغو والحديث عندما سمعوا ضحكات تطل عليهم من الخارج وكأنها ألسنة لهب لشياطنية تزغرد..إنهاا ضحكات الجنود والضباط اليهود..ومعها ضحكات الماجنة ..بولا..كأنهم يجهزون أنفسهم لمشاهدة فيلم نارى يزيد لهيب يوليو..تقدمت الضابطة من الشاب وهمت بأن تلمس جسد الشاب الفلسطينى..ولكن الشاب ودون ان يشعر وجد نفسه يدفعهاا عنه وكأنما قد لدغته آ فعى..كانت الدفعة قوية أفقدت الضابطة توازنهااا و كادت من قوتهاا أن تتهاوى على الأرض..ولكنهاا أستطاعت أن تتفادى هذا السقوط المريع المخزى..وهمت بأن تصفع الشاب على وجهه الشريف الطاهر الذى لم يرضى أن تدنسه هذه العاهرة بلمسها إياه..ولكنها فوجئت بما لم تتوقعه..قبضة فولاذية من حديد تجمعت بهاا كل قوى الحق والفضيلة وظمأ الحرية ولهيب الإنتقام من كل ما هو صهيونى..قبضة أمسكت بيدهاا تخنقهاا تريد أن تبعدهااا عن هذا الوطن الحر..قبضة الشاب الفلسطينى تمسك بيدهااا..صرخت الضابطة رعباً.. أتركنى أيها الكلب العربى..*



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثالث
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثانى
- قصة //حاجز الموت و الحياة// ((الجزء الأول ))
- همس (20) ات ليلية/ سأرحل فى صمت
- كلام × كلام
- همس (19) ات ليلية/ كلام الليل
- بيت العنكبوووووووت
- خصخصة النساء
- همس (18) ات ليلية/ الصمت
- همس (18) ات ليلية/
- عنه ..قالوا..أكسير الحياة
- السياسة بين الكياسة والتياسة
- الجائزة.. المضمونة
- الحلال المر
- التغااااااااااافل
- همس (17) ات ليلية/ ما رأيك.. يا .. سيدى؟؟؟؟
- إنتبهوا..المستقبل..يضيع ما بين الخصر وال…1
- همس (16) ات ليلية/ همس الخريف
- همس (15) ات ليلية/ أسألك...الرحيل
- وااااااااوا..هايفة..و..وااااواات آخرى


المزيد.....




- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهد أحمد الرفاعى - حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الرابع