أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - شهد أحمد الرفاعى - الخرس العاطفى















المزيد.....

الخرس العاطفى


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 05:33
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


العلاقة الزوجية من أسمى العلاقات بين البشر فعليها يقوم بناء مجتمع بأكمله وبمدى التواصل بين الزوجين وصحته ونجاحه..وبمدى الإختلال والإضطراب العاطفى والزواجى بينهما. .تقاس نسبة النجاح والفشل بهذه العلاقة.

وقد سن الله تعالى ووضع الأسس لهذه العلاقة وقال بكتابه الكريم..
" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة " ( الروم 21 )
بداية فلنتأمل هذه الآية الكريمة..وما تحمله بثناياها من معنى ومنهج للحياة الزوجية فهى توضح لنا قوام العلاقة الزوجية والتى تقوم على التفاهم والرحمة والمودة وليست من طرف واحد وإنما من الطرفين معاً.. فيجب عليهما شحن هذه العلاقة بإستمرار بشحنة من العواطف والمودة ودفء المشاعر الحميمة المتبادلة بينهما..هكذا يتكامل المعنى فى علاقة السكن الذى جاء ذكرها بالآية..

فالمودة بالقاموس اللغوى تعنى (المحبة).. أى الحب بكل ما يحمله الحرفان من معانى جميلة..تترجمها التصرفات والتعاملات الحياتية بين الزوجين على مدار رحلتهما الزوجية.. من ود وبشاشة وتواضع وصفاء وإحترام متبادل ..وووووإلخ

والسكن..معناه هنا هو كل ما سكنت إليه النفس وأستأنست به ..
وعندما أشار الله تعالى بالآية بقوله ( أنفسكم ) أى أن آدم وحواء من كيان واحد .. فمنه خلقت ولذلك يظل الطرفان فى حالة شوق لبعضهما البعض..

ولكن حينما يتوقف أحد الزوجين عن آداء دوره الإيجابى بهذه العلاقة يقع النشاز باللحن وتصبح هذه العلاقة معزوفة مملة لكلا الطرفين وتبدأ الآوتار بالتمزق وتضيع أبجديات المعزوفة الزوجية وربما آتت معزوفة آخرى بلحن جديد أكثر طرباً لتحل محل المعزوفة النشاز هذه..

فعلاقة السكن والتآلف الزوجى تحتاج لشحن متواصل من المشاعر بكل صورها الحسية والمادية..وإلا إهتزت وإنهارت هذه العلاقة..

وببداية الزواج يكون هناك شحنة من العواطف شديدة التوهج.. ورومانسية طاغية ..ولكن بمرور الوقت يفتر الحب وتغادر الرومانسية الديار ربما مستأنسة أو ساكنة ديار غير الديار..

ويتسرب أيضاً هذا الفتور والبرود للعلاقة الحميمية الزوجية بين الزوجين فيصيبها التوتر والبرود وتصبح عملية حيوانية وظيفية روتينية بحتة..وربما يرجع ذلك لضعف رغبة الزوجين ببعضهما البعض..

فيقع الطرفان فريسة لشرك الإهمال وسلبية التعامل فممكن يكون -لك نابع من البداية من أحد الطرفين فقط ولكنه بمرور الوقت يتسرب للطرف الآخر نتيجة برود المشاعر التى يجدها لدى الآخر ..

وذلك يأتى بنا للسؤال ..هل يموت الحب؟؟؟

بداية الحب..هو مزيج من المشاعر المختلطة من الإنفعال والإعجاب بالآخر بما فيه من صفات مثالية تلقى القبول والإعجاب بها فتتتقل من الشعور بالإعجاب إلى الشعور بالراحة والسكن لهذا الآخر..

والحب بمعناه الطبيعى لا يموت أبداً هذا برأيى المتواضع..الحب موجود بداخلنا ولكن ربما يكسوه ببعض الآحيان بعض الصدأ تغلفه سحابات الصمت مشاغل الحياة مواقف ترسل به للعناية المركزة ويصبح بحالة إحتضار..

ولكن من يتأمل ..ما يحدث بين أى زوجين كان الحب يوماً ساكن بينهما وبصدق وليس زيف مشاعر..نراه أنه مهما كبت وغلفته الآيام والليالى بسكونها ومتغيراتها .يظهر عند أول كبوة يتعرض لها أحد الزوجين..فلو مرض الزوج ..ستجد أن أول من ستجرى وتحاول الإطمئنان عليه زوجته التى أهملها يوماً.. والعكس صحيح أيضاً..سيظل الزوج بجوار زوجته حتى تمر من أزمتها ..ويذهب أى خلاف للنسيان..وتنعقد عقدة الآلسنة.

هنا أستطيع القول بأن ما يحدث بين الزوجين من خرس عاطفى ليس موت للحب ..بقدر ما هو نوع من البرود العاطفى..

قد تكون أحد أسبابه: فتور مزمن أو مؤقت للعلاقة بينهما ، تباين الإهتمامات بين الزوجين ، والتباين الثقافى والإجتماعى والفكرى وقولبة الرجل لزوجته فى إطار المتعة الحسية فقط المؤقتة .

وقد يكون هناك صمت زوجى مرضى .. كأن يكون أحدهما يمر بحالة إكتئاب مؤقتة فعلى الطرف الآخر المحاولة المستمرة لإخراجه من هذا الجو ..إلى أن يتم له التوفيق من عند الله..

وهناك الجمود العاطفى والذى يكون من حالة التعود على الآخر وإعتياد وجوده فالحياة أصبحت نمط روتينى مقولب .. فقد حفظ كل منهما الآخر وأصبح الرمز يحل مكان الحرف..

فالعين واليد والبسمة تحل محل الحرف.. و-لك يكون ناتج من طول مدة الزواج فعرف كل منهما أبجديات الآخر فيقل الكلام ويستبدل بمعانى ووسائل آخرى.. ولكن لابد من القول بأنه لا بديل عن الكلمة فى أى حال من الآحوال..

فالآذن تتوق لسماع الكلمة الطيبة وتؤكدها اللمسة الحانية وتغلفها النظرة الودودة.. فتكتمل الصورة ويتم التفاعل الصحيح والصحى..

ويجب أن نفرق هنا أيضاً بين الصمت المؤقت والمزمن..فالصمت المؤقت يكون فى أوقات الخلافات وهذا شىء حميد .. ويفضل أن لا يطول الصمت.. ولكن يجب المناقشة وتعرية المشكلة تماماً حتى يمكن القضاء على جذورها.. وتستأنف الحياة الزوجية الطبيعية.

والصمت المستعصى..يكون بمثابة المسمار الأول بنعش الحياة الزوجية..هنا يكون القلب قد فقد البوصلة الخاصة به ..فيحتار ويسير أحياناً بمسارات خاطئة قد تزيد من حالة البرود العاطفى الموجودة لدى الزوج أو الزوجة..فيصنع حائلاً بينهما ويحول الحب لنفور ويتحول الزواج من سكن ومودة إلى مباراة من مباريات الضربة القاضية..وتكون الصعوبة فى إمكتت-انية عودة الحب من جديد بينهما..فقد فقدت العلاقة بيتهنا صفة الإمتنان والمودة..

ولابد من معرفة سبب هذا النفور الذى آدى لهذا الصمت الزوجى بينهما.. فلابد من جلسة ودية وصافية بمكان مريح ووقت مناسب..حتى يتم تذويب وتسييل ما علق بالنفوس من تراكمات ..

والتذويب للصمت العاطفى لا يكون بإلقاء التهم على الآخر واللوم وتحميل الخطأ لطرف دون الآخر ولكن يكون بحسن الإستماع والوصول للب المشكلة والغوص بمعاناة الآخر .. فالحل ليس بمحاكمة طرف لطرف بقدر ما هو بحث عن أسلوب يكون قوامه المودة والرحمة ويكون هناك إستعداد من كلاالطرفين وعقد لنية تجاوز هذا الخرس العاطفى..

والمصارحة بما تضيق به النفس بشكل دورى يقلل من هذا الصمت المذموم ..فالتوافه بالحياة أحياناً تكون أصل جبال الصمت العاطفى بحياتنا..

ويتبقى بعد المصارحة المشاعر الدفينة المتراكمة بالنفس وما خلفه الصمت العاطفى هذا من إساءة ..هى لا تزول وتظل بداخلنا ..قد تتحول من الشعور إلى اللاشعور قد يتم ترحيلها من الوعى إلى اللاوعى..ولكنها موجودة ..ومهما حاولنا مداراتها ستبقى جداراص حائلاً ولو شفافاً بين الزوج وزوجته إلى أن يجعل الله لها مخرجاً..

قد يكون هناك طريقة للتنفيس عن هذ التراكم الموجود باللاشعور..قد تكون طريقة إنتقامية وقد تريح النفس ولكنها ستقضى على كامل الحياة الزوجية وستكون رحلة ذهاب بلا إياب.

وهناك طريقة دعانا الله إليها..بكتابه الكريم وذكرت بمكحكم آياته وذكرها لنا رسولنا الكريم ..وهى المسامحة والعفو ..أن تعفو وتغفر لمن أساء إليك لهو الثواب العظيم عند الله وعندما نتعامل مع الله الخالق ..فنحن ننحى المخلوق جانباً..أن تسامح الغير من القلب وليس بلسانك فقط .. لهو الكرم بعينه .. والمقدرة الحقة ..على تجاوز ما علق بالنفس..لهو قمة الطهر والإيمان..

وكظم الغيظ والعفو من أفضل الخصال الإنسانية..

وقد قال الله سبحانه وتعالى فى محكم آياته: ( وسارعو إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين ، الذين ينفقون فى السراء والضراء و الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) ( آل عمران 133/134)

وأخيراً.. قد يكون الخرس أو الصمت العاطفى أو الزواجى أحد أهم أسبابه الملل ..فليحاول كل من الطرفين البحث فى أهم أسباب هذا الملل ومحاولة الوصول لطريقة تقضى على هذا الملل وإن لم يستطع فعليه بإستشارة من يثق بهم والأفضل الذهاب لمختص يزوده بالنصيحة الجادة..ولكن تجنب الأصدقاء العابرين بحياتك فلا تفضى بمشاكلك إلا لمن تثق به ..وإلا وقعت فيما لا يحمدعقباه ..وسيكون هذا موضوعى القادم..إن شاء الله..

ولكم أرق تحية وكل المنى بثرثرة عاطفية تروى عطش مشاعركم وما علق بها من جفاف عاطفى..



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل..على..ليلاه..يرقص
- حاجز الموت والحياة ( 11 )
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء العاشر
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء التااااسع
- طبق الشوربة
- فتاااااوى..مجهولة..النسب
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الثااامن
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء السابع
- إنتبهوا المستقبل يضيع ما بين الخصر وال 2
- لماااااااااااااااااااذاااااااا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الساااادس
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الخاامس
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الرابع
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثالث
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثانى
- قصة //حاجز الموت و الحياة// ((الجزء الأول ))
- همس (20) ات ليلية/ سأرحل فى صمت
- كلام × كلام
- همس (19) ات ليلية/ كلام الليل
- بيت العنكبوووووووت


المزيد.....




- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...
- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر
- قوة روسية تنقذ امرأة وأطفالها من قصف مدفعي ومسيّرات أوكرانية ...
- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - شهد أحمد الرفاعى - الخرس العاطفى