أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي عرمش شوكت - اعتقال موازنة الدولة وعدالة -عبيد اربز-














المزيد.....

اعتقال موازنة الدولة وعدالة -عبيد اربز-


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 6854 - 2021 / 3 / 30 - 14:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


غدت حالة موازنة الدولة العراقية اكثر من معتقلة بالحبس الشديد وقد صار لها اكثر من ثلاثة اشهر تتنقل معلقة من عنقها في اقبية البرلمان. الذي غدا هو الاخر شبيه الى حد بعيد بمركز الحجز يدور فيه التدقيق والتحقيق والتفتيش بين اوراق وبنود الموازنة لكي تفرغ من اي بند يمس بمصالح الفاسدين.
وبهذه الصلافة درج كثر من النواب على التصرف خارج مقتضيات الدستور، في هذا الملف وغيره، الذي لا يعطي للبرلمان اي حق في تقرير مصير الموازنة سوى بامرين وهما اولاً: المناقلة بالاموال بين البنود. والثاني: تخفيض نسبة الانفاق العام.. ومن ثم حق التصويت عليها. انما صارت الكتل المتنفذة توظف كل ماتملك من الاسلحة عسكرية و سياسية، بغية تضمين الموازنة باجنداتها الخاصة المهجنة باصول اجنبية. التي لا تمت باية صلة بمصالح المواطنين العراقيين.
هذا ما يذكرنا بذلك الشخص البلطجي الذي كان قد اشترك ذات يوم مع اثنين من افراد قريته في عمل لصيد السمك. وحينما حوت شبكة صيدهم ثلاث سمكات. واحدة كبيرة الحجم وتسمى سمكة " البز " ، والثانية من نوع " الكطان " ، والثالثة " بنية " والاثنتان الاخيرتان، اصغر حجماً من سمكة البز. وعندما وصلوا الى القسمة بادر " عبيد اربز " قائلاً: { الكطان للكطيني، احد شركائه، والبنية للبنيني، شريكه الثاني } ورفع صوته بلهجة تهديد {ان سمكة البز لعبيد اربز } شاهراً خنجره مثبتاً اياه في السمكة الكبيرة.. مفتعلاً بذلك جواً ابتزازياً لشريكيه، مما جعلهما يقبلون مجبرين بـ "عدالة " شريكهم الغادر.
ان العلة ليست بالشريك المتأبط شراً، انما تكمن بالذي وثق به ولم يعلم بكنه حقيقته، لاسيما فيما يتعلق بالاموال التي تعتبر لدى البعض اكثر الامور المحفزة للتمسك بها.. لقد وصلت الامور في الوسط السياسي العراقي المتنفذ تحديداً، لحالة الانفكاك عن اي التزام بالقوانين العامة. بل اصبح يفرض قوانينه الخاصة بقوة السلاح لان الدولة غائبة. وليس بغريب ان يستغل اعداد الموازنة لفرض الارادات، الذي عند اعتابه تسخن عملية المساومات وتبادل المصالح الضيقة على حساب المصالح العامة .
نشاهد الكثير مما جرى من الاحاديث والجدل الساخن المعارض حول انحطاط قواعد العمل السياسي او ما سمي بـ " العملية السياسية " ولكن لا جدوى. مما دعى الجموع المتضررة والمحرومة من ابسط الحقوق الى التماهي مع حراك الشارع المنتفض، حينها تجلى الامر بلوحة صراع ساخن بكفيها المتمثلان بالصدور العارية المناضلة السلمية، والطرف الاخر " الكتل المتنفذة " المدججة بالاسلحة النارية وبالقناصين المعدّين سلفاً للقتل المباشر. ومع ما نتج من انهار الدم لشباب الانتفاضة التشرينية الا انها قد حققت بعض الهزائم للقوى المتسلطة.
وعند هذه التخوم الملتهبة في ساحة الصراع لم تُدرك غاية الانتفاضة المتمثلة في" التغيير " المرتجى. غير انه يبقى انجاز الهدف الاساس هذا مرهوناً بمواصلة النضال المتكامل في حراك الشارع المنتفض، لتحقيق مطالب الناس وعدم التعويل على هذه الموازنة الملفقة البائسة، التي لا تداوي جروح الوطن المستمرة تنزف ارواحاً واموالاً لغاية الأن. وهذه نتيجة ليست بالغريبة عندما يغيب صوت الشعب. وتبعا ً له تختفي العدالة الاجتماعية وتتوارى معالم الدول مبتلعة من قبل لصوص السياسة ومن ثم تحل عدالة " عبيد اربز " فيسهل اعتقال الموازنة او حتى الدستور ذاته.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمات العراق.. عطس وزانها وضاع الحساب
- البرلمان العراقي بين الحل والاسقاط
- بؤس البرلمان العراقي وضحيته المحكمة الاتحادية
- الدعوة للحوار .. استدراجاً ام علاجاً ..؟
- كان عبد المهدي يبرر القمع والكاظمي يراوغ
- عبد المهدي كان يبرر القمع والكاظمي يراوغ عن ايقافه
- بيت القصيد في الصراع الامريكي الايراني
- فكرة العقد السياسي.. وعبرة الديمقراطية التوافقية
- الثامن من شباط الاسود.. الا فليسقط التاريخ
- فضاءات ملبدة والطرق غير معبدة نحوالانتخابات
- لا تغيير من دون حراك الشارع المنتفض.. فما العمل..؟؟
- تقرع طبول الانتخابات.. ومقتضياتها خارج التغطية
- الانتخابات النزيهة في العراق .. غاية لن تدرك
- سياسة الوجهين في عراق اليوم.. جهل ام تجاهل ؟
- انجازات انتفاضة تشرين .. باتت طريدة بلا ملاذ
- تعددت الاطروحات لحل الازمة في العراق والباعث واحد
- الانتخابات في العراق وسيلة للتغيير ولكن ينبغي فك اسرها
- السيد الكاظمي .. يومك الرهن ليس كالبارحة.
- قانون شكله نافع ومضمونه ناسف
- الطغمة الحاكمة في العراق.. وحدة وصراع { المكونات }


المزيد.....




- خسائر كبيرة للمحافظين في انتخابات المجالس المحلية وموقف حزب ...
- أول فوز انتخابي لحزب العمال البريطاني قبل صدور نتائج مصيرية ...
- سوناك يترنح ..حزب العمال يسقط المحافظين في بلاكبول ساوث
- بعد 14 عاما.. حزب العمال البريطاني يتقدم بالانتخابات المحلية ...
- هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟
- السيناتور بيرني ساندرز لـCNN: احتجاجات الجامعات الأمريكية قد ...
- إلى متى سيبقى قتلة الصحفيين الفلسطينيين طلقاء دون عقاب؟!
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 553
- فاتح ماي: الطبقة العاملة تحاكم الاستغلال الطبقي
- مصر.. الحكومة توقف نزيف خسائر البورصة بتأجيل ضريبة الأرباح ا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي عرمش شوكت - اعتقال موازنة الدولة وعدالة -عبيد اربز-