أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي عرمش شوكت - ازمات العراق.. عطس وزانها وضاع الحساب














المزيد.....

ازمات العراق.. عطس وزانها وضاع الحساب


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 26 - 13:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كان في ماضي الزمان، عندما يحل وقت الحصاد يبدأ الفلاحون بجمع الغلال، وبغية معرفة ما جنوه يقومون على تقسيمه الى " كيلات " محددة لعدم وجود وحدات وزنية معتمدة ، كي يسهل التعامل به وذلك باعتماد اناء يُملأ بالحبوب ويسمى "الكيلة". وتوضع مئة كيلة في شوال تسمى " الوزنة " يتولى العدها والفرزها شخص يسمى الوزّان اي القابض على بيضة الميزان ولكن عندما يعطس ذلك الشخص غالباً ما ينسى حساب عدد الكيلات التي قام بها. حينها يقال عنه { عطس وزّانها فضاع الحساب} هذا ما ينطبق على حال بلادنا اليوم فلا حساب يركن له ولا وزّان جدير به . وكل من استلم الوزن كان عطاساً جاهلاً او متجاهلاً لواجباته.
لقد صار للازمات مواسماً تتكرر فيه الحالة المايلة شكلاً ومضموناً. بمعنى لا يوجد ثمة رؤية ضابطة لمبعث الاخطاء بغية تجنبها. اما البؤر التي تنطوي على بيئة كامنة فيها الازمات هي: العملية الانتخابية، واعداد الموازنة العامة للدولة، وكذلك تكليف شخص لرئاسة الوزراء. وتبعاً له تعيين الاشخاص غير المناسبين باماكن المسؤولية. وهذه الحالة الاخيرة هي التي غالباً ما تكون عاملاً مسبباً لازمة مدمرة او سواها.
ان الكارثة الشاملة الحاصلة في البلد قد تفشت ووصل لهيب نارها الى التهديد لرئيس الوزراء بقطع اذنه !!. والقيام بالاستعراضات المسلحة غير المصرح بها. ولم يتم التعرض لها من قبل الحكومة. في حين تقوم بالاعتراض على المظاهرات السلمية بالقمع الشديد بحجة انها غير مجازة. فهل هو قدر محتوم على العراقيين.؟!!. ام هو انعدام القدرة على وجود الشخص المناسب في المكان المناسب..؟ لا نخطؤ اذا ما اكدنا على ذلك اي اختلال التوازن بين الكفاءة والمهمة في ادارة مختلف شؤون البلاد. الامر الذي يسخن الصراع بين ارادة الجماهير الواسعة وبين ارادة " فساد " المسؤول المتسلط. وتحصيل حاصلها يصرخ صار فساداً طاغياً وعم فشلاً بلا حدود. وان استمر متراكماً حينها لا احد يتوقع دوام السكون او بالاحرى لا عاقل مدرك يتصور عدم الانفجار نحو التغيير.
لزاماً على المسؤولين عدم الوقوف في مربع الترقب، يملأهم الظن بانهم خارج دائرة المساءلة حينما يحصل الدمار، متذرعين بدعوى ان المسبب للكارثة قد حصل موضوعياً، ولا ذنب لهم بما جرى. متجاهلون مكامن تقصيرهم وفسادهم الشنيع، وربما يأخذهم الوهم القاتل ايضاً قائلين بان لهم الفضل بتأخير حصول الازمة ولولاهم لكان البلاء اعظم. هكذا لسان حالهم يدعي. هذا في حال افلاتهم من تداعيات الانفجار.. ليس من الواقعية ان ندعوا الطغمة الحاكمة بالتنازل او التخلي عن كراسيهم الذهبية وامتيازاتهم الفريدة، التي لم يكن احداً من رموزها يحلم بها قبل الوصول الى ما هم فيه. عندئذ نجد انفسنا نتحدث مع الحيطان الصماء.
وبما ان القناعة لدى المناضلين في سبيل قلع خيمة الفساد، تكاد تكون مطلقة بحصول التغيير. لكن لا احد يتكهن بما سيحصل بعد وقوع ذلك، الذي لا شك في حتميته. بيد ان نظرية الاحتمالات سلباً او ايجاباً تلزم التنبه وضرورة ايجاد الحلول والحلول الاحتياط لكل ظاهرة سواء كان مبعثها ذاتياً ام موضوعياً يشم منها رائحة العطب.. وكثيراً ما حصل في التاريخ حيث اجهضت ثورات شعوب ناهضة بفعل فقدانها المنهج العلمي المتناسب مع ظرفها زماناً ومكاناً، ووحدة قواها المحركة وتماسك قواها القائدة. ويقال كمثال: ان ثقباً صغيراً قد اهمل فهدم سداً كبيراً.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان العراقي بين الحل والاسقاط
- بؤس البرلمان العراقي وضحيته المحكمة الاتحادية
- الدعوة للحوار .. استدراجاً ام علاجاً ..؟
- كان عبد المهدي يبرر القمع والكاظمي يراوغ
- عبد المهدي كان يبرر القمع والكاظمي يراوغ عن ايقافه
- بيت القصيد في الصراع الامريكي الايراني
- فكرة العقد السياسي.. وعبرة الديمقراطية التوافقية
- الثامن من شباط الاسود.. الا فليسقط التاريخ
- فضاءات ملبدة والطرق غير معبدة نحوالانتخابات
- لا تغيير من دون حراك الشارع المنتفض.. فما العمل..؟؟
- تقرع طبول الانتخابات.. ومقتضياتها خارج التغطية
- الانتخابات النزيهة في العراق .. غاية لن تدرك
- سياسة الوجهين في عراق اليوم.. جهل ام تجاهل ؟
- انجازات انتفاضة تشرين .. باتت طريدة بلا ملاذ
- تعددت الاطروحات لحل الازمة في العراق والباعث واحد
- الانتخابات في العراق وسيلة للتغيير ولكن ينبغي فك اسرها
- السيد الكاظمي .. يومك الرهن ليس كالبارحة.
- قانون شكله نافع ومضمونه ناسف
- الطغمة الحاكمة في العراق.. وحدة وصراع { المكونات }
- لافساد دون مفسدين .. اذكروا اسمائهم لانهم ليسوا اشباحاً.


المزيد.....




- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي عرمش شوكت - ازمات العراق.. عطس وزانها وضاع الحساب