لعبة الخاشقجي السّياسيّة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

الحوار المتمدن-العدد: 6832 - 2021 / 3 / 5 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل تركية قادمة على إصلاح علاقاتها مع السّعودية ؟ ربما يكون الجواب نعم لو نظرنا إلى القضية الرابحة الخاسرة "قضية خاشقجي"، لا نعرف من يدير تلك القضيّة فتظهر وتختفي ، لكن أولياء الدّم وهم أبناؤه قد يكونوا أسقطوا حقهم ، وهو معترف به في القانون السّعودي ، أي أنّ القضيّة منتهية وفق القانون السّعودي ، وبغض النّظر ، فإن السّؤال هو من يدفع تكاليف إدارة ملف خاشجقجي ليعوم فوق قضيّة شعب كامل يقتل في منتصف الليل، وفي وضح النّهار كالشّعب السّوري؟
ذهب خاشقجي إلى المنفى الاختياري في عام 2017 ، وانتقل إلى الولايات المتحدة وأصبح كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست، وهنا السّؤال الأهمّ وهو من دفع للواشنطن بوست ثمن عموده ؟
أثناء زيارته للقنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر 2018 لاستلام الأوراق اللازمة لزواجه من خديجة جنكيز ، وهي مواطنة تركية ، يقال أن فريقاً مكوناً من 15 عميلًا سعوديًا بتخديره وقتله وتقطيع أوصاله. لم يتم العثور على رفاته. لا نعرف حقيقة الرّواية. قد يكون تمّ ذلك ، ومن الجيد الكشف عنه، لكن كم من السّوريين قطّعوا ، ولم يتمّ العثور على رفاتهم.
ظهر فيما بعد أكثر من خطيبة، و زوجة للخاشقجي ، لكن خديجة -التي سمعنا بها بعد وفاته هي من استلم القضية، فمن يموّل خديجة؟ و هذا لا يعني أنّه مسموح قتل الخاشقجي ، ولا أي شخص آخر.
في جميع الأحوال سوف نرجع إلى المحكمة التّركية التي تحاكم 26 مواطناً سعودياً غيابياً بتهمة قتل جمال خاشقجي رفضت الاعتراف بتقرير استخباراتي أمريكي أخير يورط ولي عهد المملكة ، محمد بن سلمان ، على الرغم من التماس من خطيبة الصحفي خديجة جنكيز.

وقال التقرير الأمريكي الذي رفعت عنه السرية والذي صدر يوم الجمعة الماضي إن واشنطن تعتقد أن الأمير محمد وافق على عملية "القبض على خاشقجي أو قتله."

في الجلسة الثالثة لمحاكمة اسطنبول ، تم رفض التماس جنكيز لإضافة التقرير إلى ملف قضية الأدلة على أساس أنه "لن يجلب أي شيء" إلى المحاكمة.
المدعون الأتراك يقولون أن نائب رئيس المخابرات السعودية أحمد العسيري والرئيس الإعلامي بالديوان الملكي سعود القحطاني هما العقل المدبر للبعثة.
وحكمت محاكمة في الرياض على خمسة أشخاص مجهولين بالإعدام على خلفية مقتل خاشقجي ، لكن أحكام المتهمين خُففت بعد أن عفت عائلة الضحية رسميًا عنهم.
هنا لا بد لنا من التّخمين أن أمريكا كما تركيا تستعمل ملف خاشقجي من أجل كسب نقاط سياسية، وهذا ما فعلته تركية حيث أثارت ضجيجاً كبيراً، لكن المحكمة برّأت ولي العهد، وبقيت الإدانة كما قرّرتها محكة الرّياض حيث انتهت القضية بقبض الورثة للدّية ، لقد مات الخاشقجي ، و انتهى دور خديجة ، لكن الشّعب السوري الحيّ سوف يموت من الجوع ، فعلى من يرفع قضيته.
لا شكّ أن قتل أي شخص هو جريمة ، لكن التلاعب بملف المقتول بعد الموت هو جريمة أكبر ، و لو كان الأمر إنسانياً لنظر في أمر المقتولين السّوريين في المظاهرات السّلمية، أو في سجون الأسد.

#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات