|
خبريات عن يوم فالنتين
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 6812 - 2021 / 2 / 12 - 23:49
المحور:
الادب والفن
وردني رسالتين مقتضبتين عن عيد الحبّ صغتهما بطريقتي ، أردت أن أشارك بهما الألم . معذرة فالنتين ! نحن النساء ننتظر العنوسة ، فالزواج متعذّر والحبّ مؤجّل ، ما الحلّ؟ معذرة لو قرّبنا أو أخّرنا يومك فالروزنامة لدينا معطلة ! لا أعرف إن كان سوف يتسنى لي في غد أن أحيي يوماً للحبّ ، قد أفقد عزيزاً ، والأحبة يتساقطون بمتوالية هندسية . أنا من سورية . ذلك البلد الفارغ من أهله، ومن الشباب على وجه التحديد يا فلنتاين. أنا ثورة . كنت في العشرين عندما خرجت أوّل صرخة " سورية بدها حرّية"، اعتقدت أن الحرية تدّق بابي ، و إذ أرى أمام بابي العسكر، وداعش، وما بينهما ، فقدت الكثير ممن أعرفهم ومن أحبتي، لكن الحياة مستمرة ، أصبحت عانساً في الثلاثين من عمري ، و ابن جيراننا ثائر في الأربعين، ولا أحد يسميه عانساً . خرجنا معاً في أوّل مظاهرة من أجل الحرية، وبعدها التزمنا الصمت، حيث لا ندري من أين تأتي يد السّياف . قال لي ثائر البارحة بأننا سوف نحيا حتى في تلك الظروف : تعالي نعيش الحبّ علّنا ننسى تعالي نركض كالعصافير ننقر الحبّ من الأرض، ونقضم الحشيش تعالي نغيّر، نتغير لم أعد أصبر على التّهميش كانت ليلة حبّ لكن ليس في الليل ، بل في عصر يوم مضى ، حيث سرقت بعض العجين من عند أمي ، و اشترى ثائر خمس حبات بطاطا صغيرة ، وجلب معه سكر وشاي ، و إبريق ، وكأسين . أنا وثائر في سنّ العنوسة لكن لا أحد يعرف غيري ، أنا العانس الوحيد. إياكم أن تقولوا :" قد تغيّر العصر" ! العصر يسير إلى الخلف ، لن أدخل في حوارات عقيمة ، لكن منذ اليوم سوف يكون لي حبيب. ذهبنا أنا وثائر مشياً على الأقدام وقت الظهيرة، وصلنا إلى بساتين فارغة من أصحابها ليس فيها سوى القشّ و الحجر. جمعنا الحجارة و القش ، وضعنا القش و العيدان فوق الحجارة، وبمهارة امرأة خلقت للحبّ صنعت قلباً من العجين، ووضعته على الحجارة ، ثم غطيت وجهه بالقش الملتهب ، عندما انطفأ اللهب. أخرجت قلباً مقمّراً ، قبلناه أنا وثائر ، وحلف لي عليه قائلاً:" وحياة ه النعمة لن أتركك". وضعنا البطاطا ، و ابريق الشاي ، وأكلنا حتى التّخمة. ما أجمل الرّفاه! هناك من ينصحنا بعدم شرب الشاي مع السّكر كي لا نصاب بالسّكري . هههههه. ماذا سوف نأكل إذاً؟ الأسماء مستعارة ، و القصة مرسلة على أنها حقيقة . * * * القصة التالية هي من مخيمات إدلب أرسلها لي أحد الأصدقاء وهي تدور حول امرأة " حقيقية" تعيل ثمانية أطفال ، تطلب من فالنتين أن يساعدها لتستعيد كرامتها . تقول: " قالوا لي ظل رجل، ولا ظل حائط، أنا فقدت الاثنين . أحتضن أطفالي ، ونحن نلتحف خيمة عجفاء . تدخل الرّيح إلى الخيمة دون استئذان، وكلما أغلقنا مكاناً فيها ، فتحت مكاناً أخر. الريح تعاند الخيمة، و نحن ضحيّة الرّيح و الخيمة. ماذا أقول لك يا فالنتين؟ لقد خرج زوجي ثائراً من أجل أن ننعم بالحبّ و الأمان، أن يكون لنا كرامة، تاريخ، زمان ومكان ، لكنّه قضى برصاصة صديقة ، أصبحنا بعده بلا كرامة ، أناديه في كل يوم . أقول له: " انظر إلى حالنا" يا زوجي . كنت أباً لأولادنا وسنداً لنا ، و الآن نحن لا شيء . حملي ثقيل، ثقيل، الطريق موحش ، وبعيد، و نياب البشر مفترسة أكثر من الضَباع . أنتظر الخاتمة، و أنا صابرة على البلوى. قل أيها القدّيس : كيف أحتفل بيوم للحبّ؟ " أقول: معذرة أيّها الحبّ . كيف يمكن للنساء أن تحيي عيد الحبّ ومنزلها خال من الطّعام. هل فكر القدّيس فالنتين بأنّ الفقر هو طارد الحبّ الكبير؟ سوف نستمر في الحياة، وسوف يستمر الحبّ . أيها العالم: أفتح ذراعيك لنا، ضمّنا إليك، ساعدنا كي نتجاوز المحنة، وكي نحصل على الحبّ. الحبّ يليق بنا. خلقنا من أجله. . .
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتصار الحبّ
-
أن تحب امرأة تشبهني
-
الحاضنة الاجتماعية
-
نشتعل بومضة برق، ثم ننطفئ
-
الحبّ من النظرة الأولى
-
الكذّابة
-
الحاج الذي أنقذ زواجي
-
رغيف الخبز -يوم كنا عايشين-
-
مطلوب من السّوري أن يتغيّر
-
منقار البطّة
-
ألكسي نافالني
-
هل يجب أن يكون العالم بدون حدود؟
-
رسالة تشارلز ديكنز حول الوباء
-
العزلة الطّوعيّة
-
التباكي على الضّحية
-
يضيف الأدب قيمة إلى الحياة
-
جنازة ديموقراطية في دولة دكتاتورية
-
قضى هيرودس عقوبته ،وهو قادم
-
دموع أمي -مترجمة-
-
المثقّف و الثقافة
المزيد.....
-
-طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت
...
-
الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني
...
-
أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال
...
-
المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ
...
-
تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل
...
-
مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
-
الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
-
أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024
...
-
منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع
...
-
“نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|