أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - مطلوب من السّوري أن يتغيّر














المزيد.....

مطلوب من السّوري أن يتغيّر


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 29 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا أورثنا للأجيال المقبلة ؟ ربما يكون الجواب واضحاً بأننا أورثنا الفقر و الدمار ، وهي مسؤولية جيل ، سوف أشير إلى خطاب بايدن الرئيس الديموقراطي الأمريكي الجديد حول الحياة الداخلية حيث قال من ضمن خطاب أغلبه مخصص للطبقة الفقيرة في أمريكا :" علينا أن نمكنهم من صنع الثروة، وتمريرها للأجيال المقبلة" هو خطاب سياسي، وسواء أتى بايدن أم ترامب سوف يكون هناك من يضع قيم السياسة الأمريكية، وعندما لم ترق قيم ترامب خلعوه من خلال انتخابات . هناك من يحكم أمريكا غير الرئيس . إنّه : " رأس المال".
ومع هذا ومن خلال الدراسة فإن القانون لا يفرق بين السود و البيض فقط رأس المال هو الذي يميزهم ، وقد قال لي أحد أصدقائي في أمريكا من أصول سودانية بأن مرتبه يعادل مرتب شّخص الأبيض صديقه ، - أبيض لا تعني البشرة البيضاء بل الانتماء العرقي - لكنه لا يستطيع صنع ثروة ، فزميله الأبيض أمه تعمل و جميع أفراد عائلته بينما هو لديه التزامات أكثر. هو اختلاف بالثقافة أيضاً. مادام رأس المال يحكم أمريكا و العالم علينا أن نكف عن شتم الأشخاص لأن ذلك الرأس المال يزيح ترامب كما أزاح صدام، أو غيره ، وجميع رؤساء العرب هم ثلة من الرأسمال العالمي، و الأمريكي لذا فإن لهم يد في اتخاذ القرار حتى داخل أمريكا، لأن رأس المال جبان يهرب من المجهول.
أعيد نفس السّؤال: ماذا أورثنا للأجيال المقبلة غير الدمار؟
أورثناهم صنع آلهة الاستبداد ، لدينا آلهة في الأدب و الفن و السياسة، وكما تعلمون فإن جميع الآلهة مستبدة ، لكن ماذا أورثت النساء؟
كانت الفترة الذهبية للنساء عندما تأسست الأحزاب في سورية ، ومنها الأحزاب اليسارية التي انخرط فيها مئات النساء وربما الآلاف ، وتم تحدّ قوانين الأحوال الشّخصية، وتم الزواج بين الطوائف، لكن هؤلاء النساء أنفسهن تجرعن الفشل حيث أن أغلب الزيجات فشلت ، فقد كان الرجل اليساري سفسطائي يناضل من حيث المبدأ بالكلام ، وفي أغلب الأحيان كان مصيره السجن رغم أن بعض الأحزاب ساهم المستبد في صنعها ثم أكلها بوضع أفرادها في السجن، وهنا كانت معاناة المرأة سواء دخلت السجن أم لم تدخله ، فهي المسؤولة عن إدارة الأسرة ، وهناك نماذج لأشخاص يساريين قضوا حياتهم في السجون لكن أبناءهم ترقوا في الشبيبة ، و وظائف الدولة حيث أرادت الأم أن تجنب أبناءها مصير والدهم -مع عدم التعميم -. أورثت النساء بناتهن أن الأمر عادي أن يجلس الأب إلى طاولة مشروب وتقوم الأم على خدمته هو وضيوفه ، فكانت تربية غير مباشرة خضعت من خلالها الفتاة لسلطة الرجل لأنها تقبّلت الدرس غير المباشر الذي تكرر مع والدتها، او اتخذت موقفاً مضاداً فارتدت الحجاب كرد فعل.
ليس خطأ أن تغيّر موقفك في الحياة، فأنت لست ملزماً باليسارية ، سيمون دي بوفار كانت يسارية وتحولت إلى نسوية ، نحن نتغيّر كل يوم ، و التغيّر نابع من حاجتنا للحقيقة، وليس لسبب انتهازي .
على المرأة مراجعة نفسها ليس بشكل فردي بل من خلال حركة اجتماعية ، فمثلاً تلك المرأة الشّابة التي لم تصل إلى الخمسين، و التي توفي أولادها الشباب في الجيش بينما يقتلون الشعب -هم انتسبوا إلى الجيش ليس من أجل أن يحاربوا بل من أجل أن يعيشوا-كانت توابيت أبناءها إلى جانبيها وهي تبكيهم وتقول : فداء الرئيس !
هل هناك عبودية أكثر من هذه؟لكن تلك المرأة تجرعت ثقافة العبودية من بيئتها.
على المرأة مهمة كبيرة وهي أن تعلم أبناءها البحث على العلم و الرفاه ، و العمل ، و البعد عن " النضال" كي لا يكونوا ضحايا. أن تعلمهم أن الفقر مهين للإنسان. نعم إنه يجرده من أشياءه الجميلة، و أن السعي للثروة ليس عيباً.
لكن ماذا عن الرّجل؟
مطلوب من الرّجل أن يحيّد نفسه عن البطولة ، أن يحمي نفسه من الموت ، و باعتبار أنه لا يستطيع حماية نفسه في سورية ، ولا يستطيع أن يغادرها اليوم ، وصوته ليس له قيمة ، فإن ابتعاده عن الكلام البطولي ، أو أن يكون داعية إسلاميا هو أفضل الحلول. أن يخفف من نشر ثقافة العنف، أو ثقافة رجل الدين الذي يعطي النصيحة، فليعبد ربه بطريقته. فلا أحد اليوم قادر على التغيير، فهذا الخراب لن تغيره الأصوات الشريفة ، و أصلاً الدولة غير موجودة، قد تكون العودة إلى بدائية الحياة من الرجل مطلوبة ، فرجال الكهوف كانوا يعيشون على الصيد. هي وجهة نظر ليس إلا.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منقار البطّة
- ألكسي نافالني
- هل يجب أن يكون العالم بدون حدود؟
- رسالة تشارلز ديكنز حول الوباء
- العزلة الطّوعيّة
- التباكي على الضّحية
- يضيف الأدب قيمة إلى الحياة
- جنازة ديموقراطية في دولة دكتاتورية
- قضى هيرودس عقوبته ،وهو قادم
- دموع أمي -مترجمة-
- المثقّف و الثقافة
- همنغواي و الوباء
- يا ليل !
- قدرك هو الموت ربما
- لا مكان لك أيها السّوري بين المعارضة، أو الموالاة
- أيهما أفضل : الإغلاق ، أم عدم الإغلاق في ظل جائحة كورونا
- المدرسة العالمية لطبّ الذكورة
- ممن مذكرات امرأة متحرّرة -10-
- من مذكرات امرأة متحرّرة
- من مذكرات امرأة متحرّرة -8-


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - مطلوب من السّوري أن يتغيّر