أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادية خلوف - منقار البطّة














المزيد.....

منقار البطّة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6799 - 2021 / 1 / 26 - 09:39
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أؤمن بما تؤمنين به .هذا ما تقوله ذاتي ..
كنت أمشي جهة لا شيء أحدّث نفسي بعد أن تخمت من الحديث على وسائل التواصل مع أهلي ومعارفي . هذا العالم الرّقمي لم يخلق لآجلنا نحن " بني يعرب" فقد سحب أجمل الأشياء من داخلنا وهو " التواصل الاجتماعي" الحقيقي. كنت أبحث عن ذاتي فحدثتها ، تجسدت لي على شكل شخص معاد ، كانت معركة حامية الوطيس بيني وبينها حول أمر تافه جداً يدور حول منقار البطة.
تسألني ذاتي : ألم يسرف السوريون في الشتيمة تجاه إحداهنّ دون أن تذكر لي اسمها وهي من لبنان " الفينيقية" ؟
صرخت بها: اصمتي ! لا تأت على اسمها لا يستحق أن نوليها شأناً !
قلبنا الصفحة و أصبحنا نتحدّث عن شفه النساء اللواتي خضعن لعمليات تجميل فأصبح لديهن فم البطّة .تقول ذاتي أن عمليات التجميل وجدت لراحة البشر ، فقد يشعر أحدهم بالراحة بعد تصغير أنفه . وافقتها الرأي ، و أنا أعرف بعض الرجال يجرون عمليات التجميل فيزرعون ذقوناً جديداً كالنجم الإعلامي " هيامو"
حيث له برنامج لا يقدمه إلا وهو ثمل ، وكذلك بعض النساء يجرون عمليات التجميل ليشعرن بالرضا عن الذّات وهذا حق، بالمقابل هناك عليات تقبيح وهي تضخيم الشفاه فتتحدّث المرأة كما لو كانت تتحدث من فم بطّة .
أسهبنا في النقاش التافه حول شفاه البطة في لبنان" الفينيقية، أو سورية الآرامية!
فجأة خطر لذاتي أن تسألني عن اليسار العربي ، ربطته بشفاه " المرأة البطة" وقالت لي: أليس كله من غناء وتلحين المستبدين العرب ؟ استعرضت ذاتي زعماء اليسار العربي كحافظ أسد ، صدام حسين، علي عبد الله صالح ، القذافي . . .
صفعتها ، قلت لها ألا تخجلين و أنت تشتمينني ، فقد كنت لزمن طويل من ضمن اليسار " المعارض" للاستبداد ؟
قلبت على قفاها من الضّحك. قالت لي: يا لك من مسكينة! لا تفهمين لعبة الكبار، ثم بدأت بالشّرح :
رغم أن حافظ الأسد يساري يعمل من أجل القضية -المتحولة مثل المتحول الزحاري- لكنه لم يتوان عن دعم الدّول العربية فقد أنشأ الثقافة العربية من المحيط إلى الخليج ، بل إن البعض مؤمن به كإله وطني يساري.
ليس إلى هذه الدرجة يا ذاتي !
سحبتني من يدي ، دارت بي على مراكز الدعارة ، وفي كل مركز كانت تشرح لي من أسس المركز ، ولم يكن لدينا الوقت الكافي لنزور جميعها في الدول العربية ، فاكتفت ذاتي بسورية و لبنان، وهناك شرحت لي عن اللبنانية التي شتمها السّوريون بألفاظ لا تناسب الإنسان الرّاقي ، فهي في النهاية من مؤلفات زعيم سورية الخالد .
أدخلتني إلى نواد السينمائيين، و الكتاب ، و النقابات ، و شرحت لي عن مؤسسيهم ، وقالت : لقد أغنى السّوريين الثقافة العربية بكلمات فارغة المعنى في الحب و الوطنية ، وسوف يذكر التاريخ أن هناك حقبة مرّت على سورية و لبنان اسمها: الحقبة السّورية ، وفيها أصبحت قيم السّوري الموت ، على سبيل المثال يطالبون بإفناء الإخوان تحت شعار الديموقراطية ، أي أن الديموقراطية تتطلب هولوكوست ضد فئة معينة وهذا بحد ذاته اختصاص سوري . اتهمتها بخيانة الثورة ، فهل هناك من يتعاطف معهم؟
قالت :نعم. أنا. لأنني ضد الإبادة الجماعية رغم أنني لا أحمل فكراً دينياً . بينما كنت أبحث في داخلي عن الأسد كي أرى ماذا أنشأ من كيانات فيّ. غادرتني ذاتي ، و لا زلت أبحث عنها. . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسي نافالني
- هل يجب أن يكون العالم بدون حدود؟
- رسالة تشارلز ديكنز حول الوباء
- العزلة الطّوعيّة
- التباكي على الضّحية
- يضيف الأدب قيمة إلى الحياة
- جنازة ديموقراطية في دولة دكتاتورية
- قضى هيرودس عقوبته ،وهو قادم
- دموع أمي -مترجمة-
- المثقّف و الثقافة
- همنغواي و الوباء
- يا ليل !
- قدرك هو الموت ربما
- لا مكان لك أيها السّوري بين المعارضة، أو الموالاة
- أيهما أفضل : الإغلاق ، أم عدم الإغلاق في ظل جائحة كورونا
- المدرسة العالمية لطبّ الذكورة
- ممن مذكرات امرأة متحرّرة -10-
- من مذكرات امرأة متحرّرة
- من مذكرات امرأة متحرّرة -8-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -7-


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادية خلوف - منقار البطّة