أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - يا ليل !














المزيد.....

يا ليل !


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6768 - 2020 / 12 / 22 - 00:22
المحور: الادب والفن
    


هل فقد الليل معناه؟
تدعوني تلك الأضواء الساطعة من أشجار عيد الميلاد إلى السّؤال: بماذا كان يزين الناس شجرة الميلاد؟ تلك الشجرة الأزلية التي امتدت من عصور ما قبل المسيح، وتجذرت في المسيحية ، يأخذني السّؤال بعيداً إلى طفولتي حيث لا كهرباء في قريتنا . لم يكن الأمر سيئاً، فذلك الفضاء المفتوح يجعل عينيك تنظر إلى الأعلى حيث النّجوم ، و تتمنى من إحداها أمنية فتغمز لك وتذهب إلى الأحلام لأنّك لا تقوى على فتح جفنيك.
أتحدّث عن الليل في الفضاءات الجميلة، وليس في بيوت باردة خالية من الطعام، و الدفء، و الضوء، حتى أنها مغلقة في وجه النّجوم. هذه الرؤية الليلية تتدهور على مر السنين لأننا نضيء محيطنا أكثر بالكهرباء ، فتبقى عيوننا بعيدة عن نجوم السّماء .. ضوء النجوم عبر الغلاف الجوي يجعل الثلج يتألق. إنه ظلام يفعل الخير.
كل شيء طبيعي ينفد على الأرض ، لكن هناك من يحاول إحياء الطبيعة. يقوم الناس في الغرب بالسياحة شمالاً لتجربة الليل القطبي، والأضواء الشمالية، والسماء المرصعة بالنجوم الحقيقية. يتم إنشاء الحدائق المظلمة في جميع أنحاء العالم كنوع من إعادة الطبيعة إلى رونقها .
عندما كنا ننام فوق السّطوح في الصيف. نرى القمر يخصّ بيتنا، و النجوم تغني لنا ، تهدهدنا ، فلا نستيقظ إلا والشمس قد سطعت فوق خدودنا .
في قريتنا الشرقية قرب البادية، وفي بستان أبي كنا "نسهر" مع جدتي على البيدر، كلمة نسهر كبيرة، أي نجلس في بداية الليل، تعلّمنا على درب التبانة، ونجم سهيل، وتنفتح أفواهنا طالبة النّوم ، ويغفو الجميع إلا البعض يتأخر ربما للعاشرة مساء ، لكنّنا اليوم لا ننام ، فالأضواء الاصطناعية تقلقنا، وضوء الهاتف و الكمبيوتر يرافقنا، وبعضهم تراه على الفيس بوك في أي وقت في الليل. خسرنا أهم الأشياء ، هو التمتّع بالليل الحقيقي.
أتحدث عن أمكنة بلا حروب، لكن الليل و الحروب يعني أن لا ترى حتى رغيف الخبز، ورغم الظلام الدّامس لن ترى النّجوم، ولن تستمتع بالليل، لأنّك جائع، خائف.
لم يعد الليل يؤنس وحدتنا، حيث لن تعد ثرثرة الجيران تمتعنا، وهم يحملون فوانيسهم معهم ليقضوا ساعة من المساء في زيارة بعضهم. نعيش في عزلة عن الطبيعة ، و عن الليل، وعن البشر. أصبحت حياتنا افتراضية، وفقد الليل معناه.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدرك هو الموت ربما
- لا مكان لك أيها السّوري بين المعارضة، أو الموالاة
- أيهما أفضل : الإغلاق ، أم عدم الإغلاق في ظل جائحة كورونا
- المدرسة العالمية لطبّ الذكورة
- ممن مذكرات امرأة متحرّرة -10-
- من مذكرات امرأة متحرّرة
- من مذكرات امرأة متحرّرة -8-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -7-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -6-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -5-
- من مذكرات امرأة متحرّرة 4
- من مذكرات امرأة متحرّرة -3-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -2-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -1-
- نسويات
- المعاناة
- رحلة البحث عن السعادة
- من أين أتت تغريدات ترامب الروحانية
- من غرفة العلاج الكيماوي
- حول دفء العلاقة المزيّف


المزيد.....




- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...
- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - يا ليل !