أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - من مذكرات امرأة متحرّرة -3-














المزيد.....

من مذكرات امرأة متحرّرة -3-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6746 - 2020 / 11 / 28 - 14:11
المحور: الادب والفن
    


أنظر ألى الأسهم التي ترشد إلى الطريق. من هنا قرية الخربانة. يبدو أنّه طريق قريتي " الخربانة" إنها اسم على مسمى . أهل قريتي لهم صفحة على الفيس بوك اسمها: " الخربانة مدينة الجمال و العطاء" يكتب على الصفحة أبناء القرية، يصفونها بالمدينة، في أحد الصفحات كتب أحدهم واسمه أبو غضب: "للخربانة فضل على الدنيا. ابتسم أنت في الخربانة."
لا يهم إن كان اسمي فرح، أو كانت قريتي هي الخربانة . لمن سوف أترك القرار؟
هل أعود إلى الخربانة حيث عائلتي؟ وهل لي عائلة ؟ كان أبي صاحب القرار، اليوم أمي لا حول ولا قوة لها. تركت ابنتي خلفي ، لماذا أتمسك بأخي؟
حزينة لأجلك يا ابنتي
أخشى أن لا تستيقظي من غفلتك التي يعملون عليها ليلاً نهاراً
لست حزينة لأنّك نبذتني ، بل حزينة عليك
لو قدّر لي أن أكون غنيّة سوف أعود لأخطفك
لو أصبحت صاحبة سلطة لسخرت لك أساتذة في علم النفس
اليوم أنت سعيدة بغفلتك
وأنا مشردة
ربما تكون الغفلة أرحم من الوعي أحياناً
سوف ترافقينني على مدار حياتي، وسوف ألقي باللائمة على نفسي لأنّني أنجبتك، لكن عليّ الآن أن أختار .
لن يكون القرار لي . سوف أمشي عكس اتّجاه الريح ، كانت الرّياح تدفعني إلى الخلف ، و أنا أدفع نفسي إلى الأمام، أخيراً سرت في طريق كتب عليه : مزرعة خاصة.
ما أغباني! نسيت هويتي في حقيبة يدي في المستودع الذي كنت سوف أعيش فيه في بيت زوجي السابق. لا . لست غبية، لم أرسم خطّة، ولماذا سوف أستعمل الهوية؟ أعتقد أن جميع أهل الخربانة لا يحتاجون إلى هوية، أنا أعرفهم من لحظ عيونهم، وفلسفتهم العقيمة، و أنا منهم. هويتي واضحة في تفاصيلي، يمكن لأيّ شخص أن يقرأها ، فقط يحتاج إلى الاسم.
تبدو المزرعة قريبة من هنا .
رائحة عرقي تزعجني
سوف أخلع ثيابي ، و أتحمم بالتراب
علي أن أمرّغ ثيابي بالتّراب كي أجففهم من العرق
ماذا لو رآني أحدهم عارية؟
سوف أقول له: أنا عشتار خلعت كل أثوابي
لم أكمل حديثي مع نفسي. مرّ أعرابي، قال لي تستّري أيتها الفاجرة!
تتحدّث معي؟
حتى أنت تقف ضدي. تمهّل لحظة
لن أسمح لك أن تصفني بألقاب من صبيان أفكارك
شحطته من جلبابه ، رميته جانباً، ثم وقفت أمامه عارية:
هل ترى جسدي مغرياً ؟
إذن اذهب في طريقك.
هذه أوّل مرّة أضحك في حياتي، أوّل مرّة أدافع عن نفسي بعلنية ، لكن حزنت لأجل الأعرابي هو لم يفعل شيئاً كبيراً . شكرا لك . أنت أوّل شخص يعلّمني كيف يكون الدّفاع عن الذات .
أكاد أموت من الجوع ، سوف ألبس ثيابي ، أسير في طريق المزرعة الخاصة . سوف أنظر إلى جسدي أوّلاً. هذه أوّل مرّة أراني فيها عارية . هل جسدي جميل؟
ما أدراني؟ ربما يجب أن يكتشف جماله فنّان، لكنّه وصمة عار تملآ عقلي. نعم. أخجل من جسدي!
سوف أمشي قليلاً و أنا عارية علّ الهواء يدخل مسام جلدي.
سوف أغنّي ، لست مضطرّة للندم، لن يصيبني أكثر مما أصابني .
أيتها الريح !
إنني حرّة
لن أهتمّ سوى لي
سوف أربّي الأيام لتكون معي ،
تعتاد على حمايتي
غنّي معي يا ريح
تحرّرت من الخوف
لم أعد أخاف أحد
لم أعد أخاف الموت، ولا الحياة
أمشي خفيفة كظلّ
لا تقيدني الضرورة
ولا أهتم متى تنتهي حريتي، لكنها لن تنتهي
لن تنتهي عندما تبدأ حرية الآخر
الآخر هو من لا يعنيني أبداً
لن أسمح له بالنيل مني
أيها الآخر!
أنا فرح غير مهتمة لمشاعرك
سوف تستمرّ حريتي حتى لو كانت عكس رغبتك



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مذكرات امرأة متحرّرة -2-
- من مذكرات امرأة متحرّرة -1-
- نسويات
- المعاناة
- رحلة البحث عن السعادة
- من أين أتت تغريدات ترامب الروحانية
- من غرفة العلاج الكيماوي
- حول دفء العلاقة المزيّف
- إلى ابنتي سيناء في يوم مولدها
- أمازون في السويد
- ترامب ، أم بايدن؟
- جميعهم يقلّدون أبطال الأساطير
- الدين، العلم، والأرهاب
- رسالة إلى السّرطان
- شعار - أمريكا أولاً-يتراجع
- لا تستسلم للحنين
- ظاهرة ترامب مستمرة حتى لو لم يربح
- الانتخابات الأمريكية
- - ليالي الموت في فيينا-
- سفسطة


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - من مذكرات امرأة متحرّرة -3-