أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - من مذكرات امرأة متحرّرة -1-














المزيد.....

من مذكرات امرأة متحرّرة -1-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6743 - 2020 / 11 / 25 - 12:36
المحور: الادب والفن
    


مضى عامان ، لم أر أمّي . هل أنتظر حتى تتدفق الأنهار في الصّحراء ، وتولد العنقاء . عليّ أن أتدبر أمري . سوف أذهب في الصيف على كل حال. لا أخشى من الموت ، لا أعتقد أن أمي سوف تموت . يجب أن تعيش حتى تراني في أحسن حالاتي ، سوف أكون في أحسن حالاتي!
لو أن هذا الشتاء ينتهي!
مع أنني أحب صوت المطر ، لكن في داخلي نداء يرغمني على استعجال الأمور . لم أشتق لأمي فقط، بل اشتقت إخوتي، أخواتي، بيتنا، سريري!
لم يكن لدي سرير ، كنت أنام على فراش قصير من خرق ، أتكور عليه ، أدعي النوم كي لا يكلفني أحد أن أسقي الضيوف الماء ، فأنا ظاهرياً أبدو هادئة ، وكما تعلمون يعتقدون أنني ضعيفة ، فيطلبون مني الماء وهم ينمّون على أهل الحيّ.
كان من الصعب علي تصور أن كل الأمهات يشبهن امي ، أتمسك بطرف ثوبها ، لا زال ثوبها أمامي، لا ولت عالقة به.
يجب أن أقول لأمي أنني محظوظة عندما أراها ، أتحدّث عن نجاحاتي، وعن حبّ زوجي لي .لدي نجاحات كثيرة. لا أعرف ماهي بالتّحديد ، لكن أهم نجاح عند إنسان أن يكون غنيّاً. سوف أعلمها أنني غنية ، أرفق ككلامي بهدية.
أخيراً حان موعد اللقاء.. .
كأن روحي تخرج مني! حضنتني أمّي ببرود، قالت لي ليتني: أموت!
نطرت إلى الأبواب ، رأيت وجوهها كالحة ، وصل أخي إلى باب الغرفة ثم عاد أدراجه، فلا أحد هنا كي يسلّم عليه . اعتقد أن زوجي يرافقني، ولما عرف أنه لم يأت اعتبر أنني لا أستحق السلام . تتحدث أمي ، و تنهمر دموعي عندما تصف وضعها ، أفكر في العودة من حيث أتيت ، أخشى أن يتشفى في زوجي لو عدت بسرعة . علي أن أصبر، و أن أسكت كي تمر الزيارة بسلام.
تعود بعض أطفال العائلة على الإيذاء ، فهم يقلدون أمي ساخرين، ويسمعونني كلمات نابية . يبدو أنه حتى الأطفال يعرفون لو كنت لا تملك المال، مع أنني جلبت لهم جميعهم هدايا.
كأنها نهاية العالم، فقلبي الصّغير لم يعد يحتمل . إنني شخص غير مرغوب فيه. مضى على وجودي شهر، سوف أعود غداً، لكن كيف يمكنني أن أعود وهم يقولون لي أن علي البقاء أكثر كي أعتني بأمي ، لأنهم يعتنون بها، وعلي واجب مثلهم . . القرية التي أعيش فيها تبعد ساعتين عن هنا، لكنّني أعتقد أنّها بعيدة جداً .
أخيراً عدت إلى منزلي ، و لدي إحساس غريب بأنه ليس منزلي ، لكن عندما رأيت ابنتي حضنتها ، أدارت وجهها ، وقالت أن لديها أماً أجمل مني .
لقد فعلها!
تزوّج ، و غسل دماغ ابنتي .
من أنا؟
أنا امرأة دون كرامة
لا أعرف كيف يكون احترام الذات
خرج زوجي متألقاً ، قال لي: ادخلي . لن أطلّقك . أعطف عليك ، يمكنك أن تعملي مقابل طعامك وشرابك.
هل أقبل ؟
أنا امرأة متحرّرة .
ماذا يعني؟
إنني دون حماية، لا أملك المال، و لا القوة ، ولا الدعم العائلي.
من يومها و أنا أعيش سعادة بلهاء . . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسويات
- المعاناة
- رحلة البحث عن السعادة
- من أين أتت تغريدات ترامب الروحانية
- من غرفة العلاج الكيماوي
- حول دفء العلاقة المزيّف
- إلى ابنتي سيناء في يوم مولدها
- أمازون في السويد
- ترامب ، أم بايدن؟
- جميعهم يقلّدون أبطال الأساطير
- الدين، العلم، والأرهاب
- رسالة إلى السّرطان
- شعار - أمريكا أولاً-يتراجع
- لا تستسلم للحنين
- ظاهرة ترامب مستمرة حتى لو لم يربح
- الانتخابات الأمريكية
- - ليالي الموت في فيينا-
- سفسطة
- ثوب العيد
- الاحتجاج على الإرهاب الإسلامي


المزيد.....




- موعد نزال حمزة شيماييف ضد دو بليسيس في فنون القتال المختلطة ...
- من السجن إلى رفض جائزة الدولة… سيرة الأديب المتمرّد صنع الله ...
- مثقفون مغاربة يطلقون صرخة تضامن ضد تجويع غزة وتهجير أهاليها ...
- مركز جينوفيت يحتفل بتخريج دورة اللغة العبرية – المصطلحات الط ...
- -وقائع سنوات الجمر- الذي وثّق كفاح الجزائريين من أجل الحرية ...
- مصر.. وفاة الأديب صنع الله إبراهيم عن عمر يناهز 88 عاما
- سرديّة كريمة فنان
- -وداعًا مؤرخ اللحظة الإنسانية-.. وفاة الأديب المصري صنع الله ...
- الحنين والهوية.. لماذا يعود الفيلم السعودي إلى الماضي؟
- -المتمرد- يطوي آخر صفحاته.. رحيل الكاتب صنع الله إبراهيم


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - من مذكرات امرأة متحرّرة -1-