أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - لا تستسلم للحنين














المزيد.....

لا تستسلم للحنين


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6726 - 2020 / 11 / 7 - 14:27
المحور: الادب والفن
    


أنت لستَ من مكان . . . لا يوجد في الدنيا أوطان ، يذهب الناس إلى ضفاف الأنهار، عندما تجف يغادرونها، الوطن يعني المرعى و الماء و الطعام .
لا تتشبّث باليباب، العالم واسع، الأنهار كثيرة ، و الأرض البكر تستدعي زنوداً مفتولة لتزرع فيها الجمال . كم مرة تذكرتَ ذكرى معينة وشعرت وكأنك هناك مرة أخرى؟ إنّه الحنين ،يمكنك شمّه ، رؤيته ، وحتى تذوق تلك اللحظة بالتحديد.. تغلب عليك الشوق لتلك اللحظة من الزمن والذاكرة مغرمة بذلك بحيث لا يمكنك إلا الشعور بالدفء في الداخل. الحنين إلى الماضي هو الشوق العاطفي الذي يشعر به المرء عند استرجاع الذكريات.
قد يكون الحنين مرضاً تمّ توصيفه للجنود المرتزقة السويسريين الغائبين عن أوطانهم، تشمل أعراضه الإغماء والحمى الشديدة وآلام المعدة وحتى الموت. عندما تشعر بأن زمنك الجميل بعيد في مكان ما عن الحاضر تكون قد وقعت في الفخ ، وهذا يشبه التوق إلى بعض الكمال التجريدي الفلسفي. ترى النظرية الأفلاطونية للأشكال أن هناك تجريدًا يسمى "الشكل" وهذا هو الواقع الحقيقي. إنه لا يمكن الوصول إليه ولا معرفته ، لكنه موجود. لا يمكننا الاقتراب من هذا العالم المؤلف من أشكال أفلاطون المثالية ، لذا نبتكر المحاكاة.
مريضة بالحنين إلى المستقبل ، هي حالة غير موجودة ، وليس لها شكل مثالي ، لذا لن تكون محاكاه، يمكنك تسمية هذا النوع من الحنين : محاولة استكشاف المجهول .
الحنين إلى الماضي ليس بالضرورة أن يكون حنيناً حقيقاً، فنحن عادة نزيّف الذكريات، نعطيها وهجاً من قلوبنا، ثم نصدّق زيفنا، لم يكن في الماضي شيء أفضل من الحاضر ربما، لكننا نرغب أن نتدفأ بالأوهام.
يقول أرنست همنغوي في الحنين: كان يمتلك موهبة طبيعية بالفطرة كالنمط الذي ترسمه ذرات الغبار على أجنحة الفراشات، أصبح هذا النمط يختفي مع مرور الزمن شيئاً فشيئاً حتى أزيل بالكامل وتكسرت تلك الأجنحة، ولم تستطع هذه الفراشة الطيران مجدداً وأصبحت تحن للماضي عندما كانت قوية تطير بحرية.
تقول سيلفا بلاث:
"تعودت على البكاء ليلاً، في انتظار شيئاً قد اشتقت له كثيراً."
لست همنغوي، ولست سيلفا بلاث، سيلفا انتحرت عندما خانها زوجها مع تلميذته ، لكنّني لا زلت على قيد الحياة ، يمكنني أنّ أشبّه الحنين بظلال الأشجار التي تتراءى لي في الليل، تخيفني ، لست قادرة على إبعادها عن ناظري، ولست قادرة على الإمساك بها لأنّها ظلال .
أحاور الظّل
أحتمي بجذع شجرة
يكبر خيالي
يرافقني
يقودني إلى المجهول
يبكي الليل على ركبتيّ
أعيش معه حقيقة بطعم الخريف
أحضن حبي المزيّف
تبكي السّماء
أضحك، و أضحك،
فقد حلّ الصّباح
سوف أمشي اليوم أيضاً في طريق الغابة
ما أجمل الطّريق!
ليت الحياة طريق. . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة ترامب مستمرة حتى لو لم يربح
- الانتخابات الأمريكية
- - ليالي الموت في فيينا-
- سفسطة
- ثوب العيد
- الاحتجاج على الإرهاب الإسلامي
- عندما تبحث عن دفاتر عتيقة
- بعد منتصف الليل
- لستُ امرأة عظيمة
- سيرة ذاتية لكلّ امرأة في بلادي
- ععندما يصبح المسؤول ثائراً
- الجانب المظلم من الإنسان
- لن تكون الهمجية أقوى من اإنسانية
- خمسة آلاف عام من الحضارة، لكننا اليوم خلف التّاريخ
- لا فرق بين إدمان التّدخين، و إدمان الكحول
- احذر مخالفة القانون في السويد ، فالسلطة الرابعة تخطو خلفك
- العنف داخل الأسرة
- أيها العجوز: اجعل مسكنك المقبرة
- صندوق الأسرار-الجنس-
- قصّة الشّرف في سطور


المزيد.....




- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - لا تستسلم للحنين