أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - لستُ امرأة عظيمة














المزيد.....

لستُ امرأة عظيمة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6716 - 2020 / 10 / 27 - 11:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مهداة إلى امرأة تشبه كلّ نساء بلادي.
هي تداعيات ليست عنّي ، بل عن جميع النّساء. لا ليس الجميع . إنّها عن أغلبهنّ ممّن ليس لديهن سلطة ولا مال . تقول امرأة: دعني أعيش بعيداً عن تصنيفاتك، لا تحاصرني بالعتاب ، فما عرفت نفسي يوماً . كنت أنتظر دوماً أن ينتهي موسم اليباب. لن تعرفني أكثر منّي، فأنا لست امرأة قوية ، و لست عظيمة . ماذا رأيت من قوتي؟ هل تسمي خنوعي قوة، وضعفي تضحية ؟ كف عن عباراتك الرّنانة في وصفي ، فما أنا في ترتيب البشر سوى عبد. أنت أيضاً عبد ، عندما تتنمّر عليّ تكون في أقصى حالات ضعفك ، ويكون سيدّك قد جلدك، تجرّب أن تكون سيداً عليّ.
ضحكت عليّ ، صنّفتني في شبابي بين الحرائر اللواتي يخصصن جسدهن لرجل قد يعاشر أكثر من امرأة ، بينما كنت أرغب أن أكون حرة العقل ، وصفتني بالصبر و التضحية حيث سجنتني في مهمتي في تربية الأولاد ، والطبخ و النفخ، مع أنني أعمل مثلما تعمل و أكثر ، تكيل لي المديح أمام المجتمع، أقرّب دماغي من الطشت فتغسله يوماً بعد يوم. أصبح اليوم -أعني دماغي – دون تلافيف من كثرة الغسل، يشبه حفاض طفل قماشي اهترأ من كثرة الاستعمال.
لستُ عظيمة كما تقولون عنّي ، و لا أرغب أن أكون عظيمة. أرغب أن أعيش. هل تعرف ماذا يعني أن أعيش؟ أن أتمتّع بما هو موجود في الدنيا . دعني أتمتّع لأيام، لا تحاصرني لو سمحت.
خجلت من نفسي عندما وصفني حشد من الرجال: الصابرة على الألم، المتفانية من أجل الأولاد، بعد تمجيدي عدّت وفي صدري غصّة. نظرت للمرآة سألتها: هل أنا ساذجة إلى هذا الحد؟ أجابت: بل أكثر. أنت ببغاء. فعلت ما طلبه المجتمع منك، وكنت في كلّ مرة تتغيّرين كي يرضى المجتمع، و للمجتمع قلب يخفق بحبّ الرجال، أعطى الإذن لزوجك، تزوّج بأخرى، وصفوك ثانية بالمختلة لأنها لم تحافظ على زواجها ، لكن مع الزمن تغيّروا ، وصفوك بالصابرة و المضحية من أجل الأولاد، رغم ترك وادهم لهم فلا زالت أماً مثالية.
ما أكذبكم! ما أغباني!
نسيت نفسي بين رائحة عرقكم ، بل كنت أتمنى الموت على أن يهتز ذلك المجد الذي يمكن اختصاره في كلمة زوج حتى لو كان في الحقيقة ليس رجلاً وليس زوجاً بنفس الوقت. هكذا نحن نسمي الأشياء بعكس مسمياتها، فنسمي القاتل بطلاً ، و المقتول خائناً ، نقتدي ربما برسل أتوا من صبيان أفكارنا، نزّهناهم عن الخطأ رغم أنهم مارسوا حتى الجريمة، وقلنا هي رخصة من الله للرسل، فهل أنت رسول؟
لأنّك قلت عنّي أنني امرأة عظيمة. . .
لأنّك وصفتني بالصبر.. .
لأنّك صنعت مني بطلاً يقتل في معركة الحياة . . . لتبق الحياة لك .
لأنّ قلب المجتمع الذي يخفق بحبّ الرجال قام بتحريض عقل الأولاد عن طريق غسل منطقة الضمير فيه، فإن الأمر لن يتغيّر.
أنا نادمة " لأنني كنت عظيمة" .
نادمة على الصبر ، و نادمة على التضحية. إنني خجولة من نفسي لأنني صنّفت هكذا . أسأل نفسي: أين كنت أنا؟
و أجيب: كنت أمارس غفلتي .. .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة ذاتية لكلّ امرأة في بلادي
- ععندما يصبح المسؤول ثائراً
- الجانب المظلم من الإنسان
- لن تكون الهمجية أقوى من اإنسانية
- خمسة آلاف عام من الحضارة، لكننا اليوم خلف التّاريخ
- لا فرق بين إدمان التّدخين، و إدمان الكحول
- احذر مخالفة القانون في السويد ، فالسلطة الرابعة تخطو خلفك
- العنف داخل الأسرة
- أيها العجوز: اجعل مسكنك المقبرة
- صندوق الأسرار-الجنس-
- قصّة الشّرف في سطور
- هل مارست الجنس مع الفقر؟
- جائزة نوبل للأدب 2020-الشّاعرة الأمريكية لويز غلوك-
- غريزتنا البدائية -الرّغبة-
- أسرار جائزة نوبل -سولجينتسين
- لا لثقافة الارتزاق
- الصّراع من أجل البقاء
- امرأة ملتزمة في لحظة ضعفها
- الخوف من المجهول- الموت-
- القوى العظمى، و أعظم القوى


المزيد.....




- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...
- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - لستُ امرأة عظيمة