أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - من مذكرات امرأة متحرّرة -2-














المزيد.....

من مذكرات امرأة متحرّرة -2-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6745 - 2020 / 11 / 27 - 11:40
المحور: الادب والفن
    


نسيت أن أقول لكم أنني فرح الحسيني . أسماني والدي فرح على اسم امرأة كان يحبها ، كانت تجيد العزف على العود، كان يحبّ الفن، ثم تاب بعد أن أصبح في الخمسين من عمره ، وذهب إلى الحج مع أمي ، و بعد عودته قال لها -أعني لأمي -أنه سوف يكمل نصف دينه، عليه أن يتزوج بثانية لأنّ أمي كبرت ، وهو لا زال قوياً وشاباً ، فالرجل لا يكبر -حسب قوله، لكنه توفي بينما كان قد عقد على الفتاة، بعد وفاته . أثبت أهل الفتاة أنه اختلى بها وكسبوا الدعوى ، فأخذت مقدم المهر، ومؤخره، وقاسمت العائلة في الوراثة، بعد العدّة مباشرة تزوجها القاضي الشرعي كزوجة ثالثة.
بعد موت أبي لم يعد زوجي يهتمّ بي ، كنت أجلب أحياناً الطّعام ، وبعض المال ،فقد كان أبي يحاول أن يكون عادلاً فيعطي أخي مبلغاً ضخماً، ويعطيني مبلغاً بسيطاً يأخذه زوجي . قال لي زوجي: " إن عائلتكم -آل الحسيني- لا تعود بنسبها للرسول ، فجدك كان مجرد خادم عند الشّيخ مبارك الحسيني الذي كان بدوره حفار قبور لصالح ولي الله تعز الحسيني، وكلهم كانت أعمالهم وضيعة . قلت له: لا أعيّرك بمهنة وادك بأنّه يغسل الميتين بأجر بل أعتبر أنه يكسب عيشه بشرف .
أقف الآن أمام بيت زوجي -بيتي سابقاً- لا أعرف ماذا علي أن أفعل ، خلال ثوان معدودات أشار علي ذهني بالاستسلام ، قلت ل"حبيب" زوجي: هل تعني أنه يمكنني الدخول؟
أومأ برأسه، مشيت خلفه، قادني إلى غرفة صغيرة كنت أستعملها كمستودع ، ثم سألني: أليس من الواجب أن تباركي لصاحبة البيت زواجها ؟
-بالطبع. أين هي يا حبيب؟
كانت قد جلست على مرتبة في غرفة الضيوف ، ومعها والدتها وعدة نساء يرشدنها كيف تحافظ على زوجها .
يبدو أنني أشاهد فيلماً ، أو مسرحية : مبروك أيتها الأميرة الجميلة !
عدت إلى الغرفة ، تركت عقلي الباطن بعيداً عني ، وبدأت أناقش عقلي الغبي ، بينما ابنتي تقدم واجبات الضيافة لأهل العروس سعيدة ، لم أناقشها، لأنّني لا أملك أهم أدوات الإقناع وهو المال طبعاً، فوالدها اشترى لها إسواراً من الذهب. فكّرت بنفسي فقط.
ماذا علي أن أفعل؟
لمن ألجأ ؟
سوف أنام الليلة هنا ، ثم أغادر إلى مكان مجهول.
كان يقول لي أنه يحبني ، و أنّه عصبي المزاج فقط حين يتطاول عليّ بالكلام لأنّ هذا طبعه.
ماذا لو كنت أنا من تركه؟
بالطبع لن يهتم، وسوف يرى صفاً من النساء يعرضن أنفسهن للزواج منه، ولكنت ساقطة .
ما الحل؟
إن الله يعاقبني لأنني قبلت أن أمارس معه الجنس قبل ليلة الزفاف ، و ابنتي هذه هي ابنة زنا ، لأنها ولدت قبل أن تكمل التّسعة أشهر بعد الزواج بيوم. هي عقوبة ربانية إذن .
ما أسخفني ! أرجعت كل شيء إلى الله . لم أخطئ ، كما أنني لم أكن مخيّرة في ممارسة الجنس. كنت خائفة أرتجف عندما رأيته يمسك بي ويرغمني على فعل ذلك. هل أقبل بالذل، أستمر هنا؟
هنا يمكنني أن آكل وأشرب و أنام ، و أرى ابنتي . . .
هنا ليس لدي ابنة فهي سعيدة بالعرس، وريثما تصحو قد تمر السنوات .
أرغب أن أبكي ، ولا أستطيع البكاء .
الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل . . .
كأن أحداً يمسك بيدي، يخرجني من الباب
و أمشي جهة قرية عائلتي
خرجت بثيابي
لا أعرف متى أصل
نسيم الليل يخترق صدري
يغمرني شعور من الرضا
أسير برفقة من يمسك بيدي
أصرخ في وجه سكون الليل: لا. لن تذلّني
مرّ العالم أمامي كأطياف متوالية، وكلّما مرّ طيف أقول له تباً لك ، من بين الأطياف كان طيف أمي ، أبي، إخوتي، زوجة أبي التي نالت أغلب المال مع أن أبي لم يفرح بها بعد، و لم يعش معها ليال حمراء ، مر طيف الأنبياء ، الحكماء، المشرعين . بصقت في وجه الجميع، هربت، أركض، ويركضون خلفي.
أخيراً حلّ الصّباح، لجأت إليه، تلاشى خوفي .
أخطأت الطريق
قريتنا عكس الاتّجاه



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مذكرات امرأة متحرّرة -1-
- نسويات
- المعاناة
- رحلة البحث عن السعادة
- من أين أتت تغريدات ترامب الروحانية
- من غرفة العلاج الكيماوي
- حول دفء العلاقة المزيّف
- إلى ابنتي سيناء في يوم مولدها
- أمازون في السويد
- ترامب ، أم بايدن؟
- جميعهم يقلّدون أبطال الأساطير
- الدين، العلم، والأرهاب
- رسالة إلى السّرطان
- شعار - أمريكا أولاً-يتراجع
- لا تستسلم للحنين
- ظاهرة ترامب مستمرة حتى لو لم يربح
- الانتخابات الأمريكية
- - ليالي الموت في فيينا-
- سفسطة
- ثوب العيد


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - من مذكرات امرأة متحرّرة -2-