أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - الحاج الذي أنقذ زواجي














المزيد.....

الحاج الذي أنقذ زواجي


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6803 - 2021 / 2 / 1 - 00:39
المحور: الادب والفن
    


أنا ريّا من بلدة أم الفحول . سألت أمّي لماذا سميت بلدتنا بأم الفحول؟ قالت : اخرسي، لا تنطقي بهذا بعد الآن. استغربت جواب أمّي ، اسم البلدة مكتوب على يافطة عريضة، وبها تمثال عار لرجل يحاول أن يصرع ثوراً . لم يختف السّؤال من ذهني، كدت أدفع حياتي لأعرف السّر.
في مرّة كنت ذاهبة في الحافلة إلى العاصمة ، كان رجلان مسنان يتحدّثان بهمس ، مع رغبة أن يسمع الجميع. قال أحدهم للآخر: تصور يا رجل أنّني لا زلت أحتفظ بفحولتي! أجابه الآخر: أما أنا ففي كل يوم أعيش العرس. لم أفهم ، إلى أن التقيت بالبروفسور سعد الله، طلب منّي أن أناديه سعدون . تعلّق البروفيسور بي . هو أكبر مني بعشرين سنة ، ولا زلت في العشرين من عمري. دعاني إلى مكتبه لنناقش أمر الوظيفة. قال لي وظيفتك سهلة ، ثم أحاط كتفي بيده، حرقتني أنفاسه، و ملأت المكان رائحة الخمرة التي تفوح منه، و أولج يده بعيداً في جسدي، فاستسلمت، ثم بكيت ، وبكيت، بينما يمسح دمعي ويقول سوف أطلبك غداً للزواج، ألم تشعري أنني فحل؟
لم يصدق أبي أن البروفسور سعدون طلب ابنته ، فجهّزني وزفتي إليه في أقل من أسبوع . كنت سوف أقول لأبي أن هذا الرجل نذل، لكن لن يصدقني، وربما أراد أن يخلص منّي.
ليس عند سعدون قيم دينيّة، ولا قيم إنسانية، هو مولع بالجنس في جميع أشكاله ، حتى المثلية، و الاعتداء على الأطفال . عندما يثمل يستطيع أن يفعل أية بذاءة يختار. قرّرت أن لا أترك سعدون ، فلا أعرف إين أذهب إن تركته ، لكن لا يمكن أن أقضي حياتي كالدّابة ، ولا بد من حل.
كانت حياتي جميلة مع الحاج أبو إسلام. نخرج معاً ، يسمعني أجمل الكلام، يعاملني كطفل مدلل. إنّه متدين، وما الضرر في الأمر؟ هو لا يتحدث بالدين عندما نلتقي ليلاً ، فقط يمنحني طاقته الإيجابية في الحب والحنان. كان المنقذ الحنون لي من رائحة زوجي ، ومن عناء الحياة، وزوجي ليس له طلبات كثيرة فقط ينهي مشروبه
، يتحدّث عن فحولته، وهو يعانقني، ثم يشخر قبل أن ينتهي من كلامه ، أقلبه على السرير، و أسرع إلى الحاج أبو إسلام، يكون قد أعد لي طعاماً ، يجلسني على ركبتيه، يطعمني، أشعر أن العالم ملكي. عشت مع زوجي عشرين عاماً ، مات في عمر الستين تحت تأثير الإدمان، وبقي الحاج معي، و بينما كنت أفتّش في أوراق الحاج الرّسمية رأيت أن لديه أربعة نساء، قتلته، دفنته قرب تمثال الفحولة. نسيت شكله. هل كان الحاج حقيقياً ؟ لا أعرف إن كنت أنا من ابتكر اسمه ورسمه ، وجعلته عالماً آخر لي كي أستمر، أم كان وهماً ضحكت به على نفسي؟



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغيف الخبز -يوم كنا عايشين-
- مطلوب من السّوري أن يتغيّر
- منقار البطّة
- ألكسي نافالني
- هل يجب أن يكون العالم بدون حدود؟
- رسالة تشارلز ديكنز حول الوباء
- العزلة الطّوعيّة
- التباكي على الضّحية
- يضيف الأدب قيمة إلى الحياة
- جنازة ديموقراطية في دولة دكتاتورية
- قضى هيرودس عقوبته ،وهو قادم
- دموع أمي -مترجمة-
- المثقّف و الثقافة
- همنغواي و الوباء
- يا ليل !
- قدرك هو الموت ربما
- لا مكان لك أيها السّوري بين المعارضة، أو الموالاة
- أيهما أفضل : الإغلاق ، أم عدم الإغلاق في ظل جائحة كورونا
- المدرسة العالمية لطبّ الذكورة
- ممن مذكرات امرأة متحرّرة -10-


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - الحاج الذي أنقذ زواجي