فتحي البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6831 - 2021 / 3 / 4 - 20:40
المحور:
الادب والفن
رسْمُ الخطوط بقطرات الماء على منضدة الحانة
يشبه عدّ الأيّام الباقية في السّجن بقطعة فحم على جدار الزّنزانة..
يشبه أيضا محاولات الكتابة الأولى على غبار النافذة لصبيّ لم يتعلّم بعد رسم اسمه.
المعنى:
ماءٌ يفرّ حين يجفّف الصّباح وعود السّكارى..
آثارُ فحم في قلب سجين يطهو اللّيلَ الطويلَ على قلبه..
غبارُ اسمٍ لَحِسَتْه الرّيح فلم يبق من وجهكَ غير الصّدى في بئر الذّاكرة.
لست واثقا
أنّ المسيح حمَل الصّليب على ظهره!
أعلم
أنّ سيزيف صار ثوْرَ دِرَاسةٍ.
لا أجد فرقا بين المسارات الدّائريّة للنّورج,
و بين مسارات السّقوط كلّما تسلّقنا فكرة شاهقة.
الآلهة دهنت كلّ آيات الخلاص بالزّبدة
زلّت النّجمة من بين أصابعنا
انطفأنا
انطفأت عينا دمية نامت صاحبتها بين الجثث
في ملجإ العامريّة ربّما !
و ربّما في ملجإ آخر لا أعرف اسمه !
نحن مثل دمية صُمِّمَت لتغمض عينيها
إذا سقطت..
إذا مُدِّدَت على ظهرها.
كان الأجدر بالآلهة أن تجعلنا مثل الدّمى
بلا ذاكرة..بلا قلب..
بعينين حجريّتين لامعتين
كي لا تؤلمنا
أسماءُ المدن..
رائحةُ أمّهاتنا.
اللّامعنى:
ليس سيّئا جدّا
لو فقد سيزيف الحواسّ..
لو صرنا مجرّد دمى يحرق النّابالم أعضاءها البلاستيكيّة
#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟