أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي البوزيدي - ليلةُ مكعّب الثّلج أو السكّين














المزيد.....

ليلةُ مكعّب الثّلج أو السكّين


فتحي البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6782 - 2021 / 1 / 8 - 17:48
المحور: الادب والفن
    


اللّيلة الباردةُ
تشبه مكعّب ثلج في كأس
.Jack daniel’s
أصابع بائعة الكبريت عيدان ثقاب بلّلتها سماء داكنة في عينيها.
النّوافذ البلّوريّة صُمِّمَت لِتَعزِل نارَ المدفأة عن نارٍ في صدور الفقراء.
صاحب القصر
أشعل دمه بالويسكي,
أطلّ من وراء نافذة قصيرة النّظر.
لم يَرَ فتاةً
تنحت تمثالَ جليدٍ بِمَعِدَتِها!
بالدّمع توقد عيدان الثّقاب!
أنا لا أشبه النّافذة..
لكنّني
قصيرُ النّظر مثلَها.
رؤية قصر من قصور مدينة المَرْسَى* الرّاقية تحتاج نظّارات
.aviator
لِعَاهَةٍ في محفظة نقودي,
لم أكن قادرا على تمييز:
(الهندسةِ المعماريّة..
الدّيكورات)
بأشكالها
كنت أكتفي بتمييز الأشياء
بألوانها
لذلك
وهبت القصر لونا افتراضيّا أحمرَ!
اعتقدت دوما أنّ
جدران المنازل الفاخرة..
الكراسيّ الهزّازة..
السجّاد الفارسيّ..
مطليّةٌ
بلسان المدفأة..
بشفتين غليظتين لِغَانِيَةٍ مثيرة..
بنبيذ
bordeaux
الفرنسيّ.
ربّما
يكون لون القصر ورديّا
بلوْن بشرة عارضةِ أزياءٍ روسيّةٍ!
لا أخفي
أنّ الحرمان الجنسيّ قد يكون سببا من أسباب هذا الوهم (الأحمر/الورديّ)
لست أخفي أيضا
أنّني أحلم
بقرع كأسٍ مع سيّدة مخمليّة في مطبخ ذي طابع أمريكيّ..
بفتح حزام ثوبِ نومها الحريريّ.
أعرف جيّدا المياه المعدنيّة الدافئة الّتي تنبع من عين جبليّة بريف حمّام بيّاضة*,
لكنّي أعتقد أنّ الخمرة ستكون أكثر دفءً إذا صببتُها على قمّة نَهْدٍ.
لي من المبرّرات ما يكفي لأقنع السيّدة المخمليّة بألّا نخلد إلى النوم في نفس الغرفة:
"غرف القصر كثيرة و أنا لا أحبّذ تبذير مساحات الحرّية..
المسافة بين جسديْنا تمنحني فرصة لاستحضار أكثر فونتازماتي بذاءة, و أنت تحبّين سيناريوهات
الجنس المدهشة"
هكذا
أنام على فراش قطنيّ و تحت قدميّ يتمطّى قطّ كسول بفرو طويل ناعم.
لكن
لأنّي قصير النّظر مثل نافذة القصر..
لأنّي لا أملك نظّارات
..aviator
يتكسّر اللّون (الأحمر̸الورديّ) بعينيّ,
يذوب مكعّب الثّلج,
لايشتعل دمي بكأس
.Jack daniel’s
أشعر أنّ اللّيلة باردة
مثل سكّين على رقبتي..
على رقبة بائعة الكبريت.
______________________________________________________

*مدينة المرسى:مدينة بالضاحية الشماليّة لتونس العاصمة تقع بها أرقى الأحياء و أفخم القصور
*حمّام بيّاضة:منطقة ريفيّة فقيرة بولاية سليانة بالشمال الغربيّ لتونس.



#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مضغتُ هويّتي
- اللّصوص الكبار تركوا أحذيتهم في عتبة المسجد
- حشرجة الرّيح
- الهاوِيَةُ
- مأساة النصِّ و الماء
- سِيرَة]] ذرّة غُبَارٍ من ظهر جبلٍ
- ياسمين أَزْهَرَ بالفولاذِ؟
- بحْثا عن شمسٍ على سطح الذّاكرة
- أسطورة أخرى لِقَابيل و الغِرْبان
- قدَمَان مَفْرومَتان
- اِحتفالا باحتراق زوْرَقٍ
- اعتراف نيرودا
- حصّتي من -المرهوجة-
- تناسخُ أرواحٍ
- طَاوِلاَتٌ
- فرخٌ نَبَتَ الرّيشُ بجناحيْهِ
- جثّة ألقى بها البحّارة من مركبهم
- نصٌّ بِلاَ جنس
- بشفتها السّفلى علّقتْ شمسا
- هروبا من ضفدع يقبّلني بلسانه الطّويل


المزيد.....




- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي البوزيدي - ليلةُ مكعّب الثّلج أو السكّين