أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي البوزيدي - فرخٌ نَبَتَ الرّيشُ بجناحيْهِ














المزيد.....

فرخٌ نَبَتَ الرّيشُ بجناحيْهِ


فتحي البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 02:22
المحور: الادب والفن
    


لا أحبّذ حلاقةَ حزن يسقط
من رأسي إلى كتفيّ.
سنوات الصّبر تخضع للقياس
بطول شعري..
بألمٍ أشعثَ صار يشبه لوالبَ نحاسيّة بلغت ظهري.
أخبرني الطّبيب أنني ربما عشت أيّاما ثقيلة أنهكت عمودي الفقريّ.
"عِرْق الأسى"
(مهووس أنا بالمطابقة بين اللّفظ و المعنى
أفضّل هذه التّسمية عن
"عرق النّسا".)
ساقك تشبه خشبةً تُدَقّ فيها
مساميرُ..
أوتادٌ تثبّتُكَ مثلما تثبِّتُ خيمةَ لاجئ في جرح أرضه.
أظنّ إذن أنّ الأشجار تتألّم أيضا من طول الوقوف على ساق واحدة.
بنفس مازوشيّة الأشجار ,
أتلذّذ أثر أسنانك الأماميّة على قضيبي.
بنفس مازوشيّة الأشجار ,
لا أحبّذ حلاقة الحزن.
أمّا أنتِ
تريدين اقتلاع الشّيب من قلبي
لأصير طفلا,
و أصغرَ من فرْخِ حسّونٍ بين يديكِ.
لفراخ العصافير حنين إلى حبّات القمح من مناقير الأمّهات .
لي أيضا حنينٌ إلى أصابع أمّي تقتلع الشّوك من جسدي النّحيل.
كنت أصغر من فرخٍ يوم سقطتُ بين أشجار صبّارٍ تسيّج كوخَنا العاري.
أكواخ الفقراء عوْرةٌ يحرسونها من عيون جار إقطاعيّ يتلذّذ بنكاح
القشّ..
التّراب ..
الطّين..
الطّوب .
ما زلت فرخا لا أتقن الطّيران رغم أنّي بلغت من العمر "عرق الأسى" .
لهذا السّبب وحده
أثارني معطفٌ من ريش ترتدينه.
لهذا السّبب
أظنّ أنّني صرت أطير كلّما فتحتُ معطفكِ ..
علّقتُ حزني على غيمتين بلا حمّالة صدرٍ .
أنتِ
لا تحبّين تسييج غيمتيْكِ مثلما يسيّج الفقراءُ أكواخَهم.
أنا
لا أحبّذ حلاقة حزني,
غير أنّي صرت فرخا ينبت الريش بجناحيْه كلّما اقتلعتِ الشّيب من قلبي.



#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جثّة ألقى بها البحّارة من مركبهم
- نصٌّ بِلاَ جنس
- بشفتها السّفلى علّقتْ شمسا
- هروبا من ضفدع يقبّلني بلسانه الطّويل
- دخان أسود و نقاط دمGalerie
- شيْطان يثقب السّماء
- أضغاثُ الحَجْر بين الزّعانف و الأجنحة
- يوميّات]] الصّباح الفيروسيّ العظيم
- جريمة قتل فراشة
- كأس البيرّة الأخيرة قبل أن أصير شجرة قابوق
- الشّاعر ليس نبيّا
- تفّاحة أكلت الجنّة
- قتلتُها على وجه هبّةِ ريحٍ
- حبّ غير صالح للمطر
- نعُوشة
- عن رسالة إرنستو و بسمته
- -كوكاكولا و لاكريموجان- (قصّة أخرى لعشقنا)
- القبلة –أيضا- لا ترمّم الرّماد
- قيامة الجبل
- الملائكة معَكَ تمدّ أياديها إلى كبد أمّكَ


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي البوزيدي - فرخٌ نَبَتَ الرّيشُ بجناحيْهِ