أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - هل صحيح أن هناك كفارًا و.. مؤمنين؟














المزيد.....

هل صحيح أن هناك كفارًا و.. مؤمنين؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6774 - 2020 / 12 / 29 - 14:40
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


قضية من أغرب قضايا الجنس البشري، خاصة أتباع الأديان السماوية، ولا أعثر على أحد يتطرق إليها إلا أقل القليل!
خذ، مثلا، مسلمـًا ومسيحيًا في سن المراهقة؛ فهل تستطيع أن تصف أحدهما بأنه كافر بدين الآخر؟
المجتمع والإعلام ورجال الدين وتابعو ما ورثوه عن آبائهم يؤكدون أن أحدهما كافر؛ والمنطق والعقل والموضوعية والتفكير السليم ينفي ذلك!
حتى تكون كافرا بدين الآخر عليك أن تقرأ في دينك ثم في دينه، وقبل ذلك تـأتيك الرغبة في البحث، وعدم الرغبة هنا ليست عيبا أو حراما!
وأن تكون غير مقتنع بدينك، الإسلامي أو المسيحي، فتبدأ رحلة تبرير الخروج؛ وبعدها رحلة تبرير اعتناق دين الآخر!
وأنْ تبلغ سِنَّ الرشد لتتجمع لديك ثقافة ومعلومات وخبرات، وتتحقق من مشاعرك السلبية نحو دينك، الإسلامي أوالمسيحي، حتى تفسح الطريق للنقلة الإيمانية الكبيرة، وليس كل شخص قادرا عليها أو راغبا فيها أو راغبا عنها!
وعليك أن تكون في جاهزية قتالية شرسة لتقف أمام أهلك وأسرتك وأحبابك وجيرانك وعاداتك وقريتك ومدينتك وزملاء الدراسة وتخوض نقاشات طويلة ومرهقة تستنفذ طاقتك مع إمام المسجد القريب أو كاهن الكنيسة التي اعتدت عليها، قداسا ورجال دين ورائحة وسَكْينة وهدوءًا وتأملا في خلق الله وشهدتَ، كما شهد المسجد في الجانب الآخر، أدعية اخترقت السماء الدنيا و.. السابعة.
كل هذا وأنت لم تبلغ سن الرشد بعد، أي أن حماسك يغلب تجاربك، وثورتك أعلى صوتا من تفكيرك، والكتب التي قرأتها في الإسلام أو المسيحية لا تقوم بتنشئة طفل ذكي على مباديء دينه أو دين الآخر.
يشحذك أتباع دينك، الإسلامي أو المسيحي، بكمٍ هائل من المقتطفات والمقتطعات والمجتزئات المتناثرة عن خرافات وهراءات ولا معقوليات الدين الآخر، الإسلام أو المسيحية.
أتباع دينك الإسلامي يمدّونك بغرائب وعجائب عثروا عليها في المسيحية وأقوال مأثورة وآيات في الكتاب المقدس، وأتباع دينك المسيحي لا يتأخرون عن مدّك بمثلها في الإسلام وعنعنات تراثية كأنها حقائق وحكايات مشيخية تتصادم مع العقل، وآيات في القرآن الكريم اعوجت تفاسيرها على مدى أربعة عشر قرنا كما فسّر الكهنة والاستعماريون آيات في الكتاب المقدس.
كل هذا وأنت لم تبلغ سن الرشد بعد!
وفي عصرنا الحديث تجد نفسك منجذبا بدهشة قروي ساذج إلى برامج تحطيم الإسلام أو برامج تحطيم المسيحية والتي يقوم بها علماء وفقهاء وكهنة وجهلة وحشاشون ووصوليون وقابضو ثمن الأكاذيب من الجمعيات الإسلامية أو المسيحية!
والأهم؛ المطلوب منك لكي يتحقق وصفك بالكفر، وتكذيبك للإسلام أو للمسيحية، أنْ تتفرغ تماما للاختيار القسري أو الطوعي وتترك عملك ودراستك وقراءاتك في التاريخ والجغرافيا والشعر والادب والفنون وعشرات من الثقافات المحببة إلى نفسك لتدخل معركتي الرِدّة عن دين و.. اعتناق دين آخر!
كل هذا وأنت لم تبلغ سن الرشد بعد، أي فوق الأربعين لتتأكد من مشاعرك وثقافتك ومعلوماتك.
وبعد الأربعين تدخل العادة في نسيج الإيمان، وتختلط تجاربك المجتمعية والعائلية والعاطفية والزمنية مع بعضها لتُنتج هذا الإنسان الذي تكون حيرته في المراهقة مختلفة عن استقراره النفسي مع دين بعد سن الرشد!
لكن الإغراءات في عصر الكمبيوتر هائلة وكاسحة وتسونامية فتأتيك من كل مكان كأنها الموت والحياة معا، الحزن والفرح ملتصقان، الداء والدواء في جُرعة واحدة، ففي ضغطة بسيطة على لوحة المفاتيح أو زرّ التلفزيون يأتيك عفريت من الإنس بشبيك لبيك، ويُكسّر، ويحطم، ويخلخل، ويهلهل دين الآخر، الإسلام أو المسيحية، بحُكْم تطور أدوات النصب والاحتيال والمقارنة والاختيارات الذكية من مَشاهد فيديو وصور وحكايات يقصّها على مسامعك أغراب ارتدّوا عن الإسلام واعتنقوا المسيحية أو غادروا المسيحية واحتفل بهم المسلمون؛ مسلمين جُدُدُا انتصرتْ بهم خاتمة الرسالات السماوية.
في هذا الطريق الوعر الذي يمتد لمئات السنين يسقط ملايين من البشر في حروب وغزوات واستعمار واستدمار واستحلال في كل أرجاء المعمورة تقريبا!
كل هذا الذبح والقتل والفتك والافتراس والدماء باسم الرب إلهــِـك في الإسلام أو في المسيحية.
في نهاية رحلتك الدنيوية إذا ظللت كافرا بدين الآخر، الإسلام أو المسيحية، يعاملك المسلمون الحمقى والمسيحيون الأغبياء على أنك اخترت دينك وكانت الفرصة أمامك لتُخلـّـصك بفضل آلام المسيح من خطاياك الإسلامية أو يغفر لك الله في الإسلام ذنوبك المسيحية!
رحلة دنيوية يُضرَب أكثرنا على قفاه ويصفع على وجهه حتى يستفيق من غفوته ويغادر دين الكُفْر، الإسلام أو المسيحية، ويهديه الله لدين الحق، الإسلام أو المسيحية.
رحلة فيها من الاستعلاء والطاووسية والغطرسة والكبرياء والفوقية حتى تترك ما في يديك وتتفرغ لثغرات وأخطاء دين الآخر، الإسلام أو المسيحية، فيرفع الآخرون علامة النصر والتي فيها على مدار التاريخ كانت الدماء تسيل من أصابع المنتصرين على الدين الآخر.
كل هذا الكُفر مع افتراض أنك في حيرة وشكوك ووضعك النفسي مأساوي، وهجرتَ حياتك الماضية لتبحث كما بحث بوذا عن الحقيقة التي قد تكون بين يديك او خلف ظهرك أو على مبعدة عُمْر كامل حتى القبر.
أن يختار مسلم المسيحية أو مسيحي الإسلام فالأمر لا يحتاج لاحتفال ورقص وأهازيج فقد يأتي الاختيار مصادفة بُعيد قصة حب أو قراءة كتاب أو مصادقة صادق في دين الآخر أو مشاكل عاطفية أو دينية أو طائفية؛ أو ربما وقفة من وقفات الحياة التي نختار فيها ثم ننقلب على أعقابنا عائدين للأصل والأهل والطفولة والحب الأول دينــًا أو إنسانــًا ينتمي إلينا!
لذا فمقارنو الأديان في البرامج النتّية والتلفزيونية أراهم أنا قِرَدة لم تستطع أن تكسر جوز الهند؛ فقذفتْ به القرَدة المتقافزين في الشجرة المجاورة



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غباء أنجيلا ميركل وذكاء السيسي!
- صناعة المُسلم الأفيوني!
- الحلُّ السعوديُ لأزماتــِنا!
- مبروك للمغفلين فالأموال عادتْ للصوص!
- طائر على طُرق كثيرة!
- تلك هي هزائمي!
- لكنهم لا يصدّقون أنَّ اللهَ أكبر!
- بورتـُريه للمسلم الحديث!
- أمراض.. أمراض.. أمراض!
- ماذا نكتب إذا فقد القاريءُ دهشة المعرفة؟
- معذرة، فليس لديَ وقتٌ أنْ أتعلم!
- التراشق بالمواعظ!
- عشر خطوات للدفاع عن رسول الله!
- لماذا ترفض أن يغتصب أو يختطف المنتقب طفلك؟
- استعلاء الداخل على الخارج!
- مفاهيم ليست من إسلامي!
- لماذا تهاجم الإسلام؟
- لهذا أكره تغطية وجه المرأة!
- هل من حق الكاتبِ أنْ يتملكه اليأس؟
- المُلحدون قادمون!


المزيد.....




- قبل أن يفقس من البيضة.. إليكم تقنية متطورة تسمح برؤية الطائر ...
- كاميرا مخفية بدار مسنين تكشف ما فعلته عاملة مع أم بعمر 93 عا ...
- متأثرا بجروحه.. وفاة أمريكي أضرم النار في جسده خارج قاعة محا ...
- طهران: لن نرد على هجوم أصفهان لكن سنرد فورا عند تضرر مصالحنا ...
- حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية وغارات في عيتا الشعب وكفرك ...
- باشينيان: عناصر حرس الحدود الروسي سيتركون مواقعهم في مقاطعة ...
- أردوغان يبحث مع هنية في اسطنبول الأوضاع في غزة
- الآثار المصرية تكشف حقيقة اختفاء سرير فضي من قاعات قصر الأمي ...
- شاهد.. رشقات صاروخية لسرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطف ...
- عقوبات أميركية على شركات أجنبية تدعم برنامج الصواريخ الباليس ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - هل صحيح أن هناك كفارًا و.. مؤمنين؟