أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - بورتـُريه للمسلم الحديث!














المزيد.....

بورتـُريه للمسلم الحديث!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6744 - 2020 / 11 / 26 - 23:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


من المستحيل أن تقوم برسم تفصيلي لمسلم العصر الحديث الحائر بين ماكرون وأردوغان، بين جان جاك روسو والبخاري، بين الطــُرق الجديدة المتسعة والسجون الكثيرة الضيقة، بين الأوبرا التي تصدح والكوبرا التي تلسع، بين معاركه مع خيال المآتة وصراعه مع خيال المآتم!
خمسون عاما أو يزيد كافح، وناضل، وحارب، وهجم الدُعاة الإسلاميون على عقله وقلبه ومشاعره ومعلوماته وتاريخه وإيمانه ويومياته ليصنعوا منه بشرًا مُطيعا، لا يدخل الحمّامَ قبل أن يستأذنهم، ولا يخطو خطوة إلى الأمام أو الخلف قبل التأكد من أنها لن تصطدم برأي أحد أسلافه الذي كان يعتكف في خيمة معزولة منذ ألف عام.
حدّثه عن حقوقه المواطَنية فسينغض إليك رأسَه، ويفغر فاه، لأنك تتحدث عن طلاسم لم يفكّها أحد من قبل؛ ثم انتقد أمامه رجلا صحراويا طيبا عاش فوق جبل أُحُد منذ مئات الأعوام، فسينتفض كأنك صفعت أباه أمامه.
قُل له إن أخاه وصديقَ أخيه وجارَه يتوجع في أحد السجون العربية المنتشرة بين المحيط الأطلسي والخليج الدافيء، وبين أرض الصومال ولواء الاسكندرونة؛ فسيدهشه أنك تتحدث في غير الدين، وسيبحث في مرويات أبي هريرة عن صحة معلوماتك.. ثم يتهمك أنك لم تفهم دينــَك كما ينبغي.
مسلم العصر الحديث يتناول إفطارَه وغداءَه وعشاءَه من مائدة دينية، ويعيش بأدوات العصر الذي يكرهه، ويحارب في ساحات فرغتْ من أعدائه منذ زمن سحيق، لكنه ينكمش في ساحات على مبعدة دقائق منه.
مسلم العصر الحديث ليس تربية عصر النهضة؛ إنما عصر الدواعش والبوكوحراميين والسلفيين والدواعش والتيارات الدينية التي تلعب بالبيضة والحجر.
مسلم العصر الحديث يُساوي بين الله، الخالق الواحد الأحد، وبين نبيه الكريم حامل آخر الرسالات السماوية.
مسلم العصر الحديث لا يكترث إذا ذُكر الله؛ ولا يهتز قلبه ويتأمل عظمة الكون؛ لكنه يُصعــَــق إذا لم تُصَلِ أمامه على النبي، أو أنكرت شفاعته لأن الشفاعة كلها يوم القيامة لله، مالك المُلك.
مسلم العصر الحديث لم يعلمه منبريو الخطب الزاعقة أن البشر على قدم المساواة، وأن أكرمهم عند الله أتقاهم، أي أكثرهم سلما وتسامحا و.. محبة.
مسلم العصر الحديث يكاد يُغشى عليه إذا قلت له بأن الله غفور رحيم ؛ فيردّ فورًا قبل أن تأتيه صاعقة من السماء: لكن الله منتقم جبار!
مسلم العصر الحديث ينسب الكوارث والصواعق والأمراض والأوبئة والزلازل لله رب العالمين بسبب أخطائنا وذنوبنا في الإباحية والخمر والميسر والتفسخ؛ لكنه يصمت إذا حدثته عن الرشوة والظلم القضائي والتعذيب في السجون والاعتداء على الأطفال وزواج الرجل الكهل بطفلة لم ينهض نهداها بعد، أو تأتيها نقطة واحدة من دم الحيض!
مسلم العصر الحديث لم يتعلم أن الشجاعة، خاصة الأدبية، من صُلب الإيمان، لذا فالعالم الإسلامي مرتع خصب لكل الديكتاتوريين الساديين الذين يعثر لهم المنبريون على تبريرات الطاعة بين ثنايا تفسيرات ملتوية لرضا القصر.
مسلم العصر الحديث تحركة الآلة الإعلامية ذات اليمين وذات الشمال، وأباطرة الفتوى له باسطو أذرعهم بالوصيد!
مسلم العصر الحديث إذا حدثته عن المعرفة انتفض قائلا: إن أول آية في القرآن المجيد: اقرأ! لكنه لم يشم رائحة كتاب منذ أن غادر المدرسة أو الكلية.
مسلم العصر الحديث إذا قرأ فإنه يعود للخلف مئات الأعوام محاولا اصطياد علوم العصر من القبور ليبني بها حضارة تنافس العصر الحجري.
مسلم العصر الحديث إذا اختلف معك فسيتهمك بأنك لا تفهم دينك، أو يأتي لك بجُملة وفقرة وحكمة وآية وحديث ليزهق بها باطلك، أو اختلافك معه.
لقد أقنع الأسياد، السياسيون ورجال الدين والنصّابون والمحتالون واللصوص، مسلم العصر الحديث بعبقرية الطاعة العمياء وذكاء الغباء السياسي وعلوم الجهل الفقهي، فصفــّـق لأي حمار يأتيه من فوق المنبر أو من داخل القصر أو من تحت قبة البرلمان أو من المحكمة أو من أباطرة المال.
مسلم العصر الحديث يطالب الغرب المسيحي أن يتوقف عن التمييز ضد المسلمين، لكنه يقرأ عن عدم تهنئة ابن بلده المسيحي بأعياده دون أن يرف له جفن.
مسلم العصر الحديث دخل القرن الواحد والعشرين ونسي جمجمته في نهاية القرن التاسع عشر.
مسلم العصر الحديث يعلن الحرب ضد فرنسا والسلام مع الاحتلال الصهيوني لفلسطيننا.
سكوت من فضلكم فمائدة الطعام جاهزة مجانا للمسلمين وعليها ما لذ وطاب من حكايات، ووعود بحوريات وغلمان، وهريريات وبخاريات، وشفاعة النبي، وقتل المرتد، والاستعداد لفتح الكرة الأرضية، وطاعة ولي الأمر الطاغية ابن الكلب، واقناع الآخرين باعتناق الإسلام؛ ومنع المسلمين من اعتناق أي دين آخر.
سكوت من فضلكم فالمسلمون نائمون منذ مئات الأعوام فلا توقظوهم رغم أنهم يصيحون، ويصرخون، ويبارزون، وتصهل خيولهم في نومهم.
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 26 نوفمبر 2020



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمراض.. أمراض.. أمراض!
- ماذا نكتب إذا فقد القاريءُ دهشة المعرفة؟
- معذرة، فليس لديَ وقتٌ أنْ أتعلم!
- التراشق بالمواعظ!
- عشر خطوات للدفاع عن رسول الله!
- لماذا ترفض أن يغتصب أو يختطف المنتقب طفلك؟
- استعلاء الداخل على الخارج!
- مفاهيم ليست من إسلامي!
- لماذا تهاجم الإسلام؟
- لهذا أكره تغطية وجه المرأة!
- هل من حق الكاتبِ أنْ يتملكه اليأس؟
- المُلحدون قادمون!
- لذة العبودية الطوعية!
- شعوبٌ في الوقت الضائع!
- حماية الفساد في ظل صحافة لا تُخيف!
- الديكتاتور يشكر الساخرين منه!
- الجمهورية الفرنسية الإسلامية!
- البحث عمن يحب لبنان!
- لماذا نتشاتم على مواقع التواصل الاجتماعي؟
- لن أكتب عن جمال خاشقجي!


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - بورتـُريه للمسلم الحديث!