أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - البحث عمن يحب لبنان!















المزيد.....

البحث عمن يحب لبنان!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6695 - 2020 / 10 / 5 - 20:08
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أوهموه أنَّ قوتَه في ضعفِه فاكتشف أنَّ فاجعتــَه في هشاشتِه!
قالوا له بأنه سويسرا الشرق ليعرف بَعْدَها أنَّ أصغرَ مصرفٍ سويسري هو أكبرُ من كل مصارف لبنان.
قـَسَّموه، ثم حزَّبوه، ثم جزّأوه، ثم مَزّقوه، بعدما طأْيـَـفوه فكاد كلُ لبناني يفتخر بطائفتــِه أو مذهبــِه أو حزبــِه أو عقيدتــِه أو إمامـِه أكثر مما يفعل مع وطنــِه.
شعبٌ استضاف العالـــَــمَ العربي برُمـَتـــِّه وعلى مساحتــِه الصغيرةِ ولا مانع من حَجْزِ مكانٍ للجيران علىَ أرضه مع إسرائيل ..ضيف الشرف التي أغارت على لبنان في تاريخها أكثر مما فعلتْ مع كل جيرانها.
يولد اللبناني فيحمل لقبَ زعيم قبل أنْ يبلغ الفِطامَ( فلا تخِرّ له الجبابر ساجدينا!)، وبعد فترةٍ قصيرةٍ يُبْلغوه باسم طائفتــِه، ثم المعبد الذي سيجد اللهَ فيه ليعرف أنه ماروني أو آشوري أو انجيلي أو كلداني أو سُنّي أو علوي أو شيعي أو اسماعيلي أو من الروم الكاثوليك أو الأرمن الأرثوذكس أو دُرْزي أو من الروم الأرثوذوكس أو ....
وأخيرا يتعلم اسمَ مَرْجعِه الديني الذي سيتوسط له عند اللهِ إذا اضطهد آخرون طائفتــَه.
الزعيم الوحيد الذي يلتف حوله أو حولها كل اللبنانيين هي فيروز قبل جوليا بُطرس وماجدة الرومي والشحرورة صباح( رحمها الله)، فقد طلبتْ منهم أنْ يرقصوا في جنازتها بنعشِها فلم يفهموا أنها كانت تعطيهم درساً لصناعة عالــَمٍ من السعادة؛ فحملوا النعشَ ورقصوا به.. فعلاً.
إذا كنتَ غريباً في لبنان فأنت لا تحتاج للذهاب لسفارة بلدِك إذا ألـَمَّ بك خَطْبٌ، فمكتبٌ فاخرٌ تستأجره أجهزةُ استخباراتِ حاكمِك في عمارةٍ شهيرةٍ يُغْني عن لقاءِ قنصل بلدك.
الجريمة الوحيدة في لبنان التي كنتُ طوال عُمري أعشقها مع حُرْمتها هي طبع كُتُب ممنوعة وتقليد أخرى لم يجف بعد حِبْر قلم مؤلفها وضياع حقوق المؤلفين الذين التهم أكثرَهم دودُ الأرض في بيروت أو.. المهجر.
كل ثلاثة كُتُب ممنوعة يُطبَع اثنان منها في لبنان؛ فينجو الكتابُ وصاحبُه من خربشة أجهزة الاستخبارات العربية التي تطارد الكتابَ أكثر من مطاردتها المخدرات و.. تجارة السلاح.
ومع ذلك فقد أثبت الحراك الشعبي اللبناني أن هذا الشعب قادر على تحريك الجبال ومصارعة العواصف؛ وعاجز عن اقناع سياسي أو رجل دين أنْ يترك مقعده أو منبره لغيره، حتى رئيس مجلس النواب التصقتْ مؤخرته لثمانية وعشرين عاما بالمقعد ولم يهتز، فالحركة أمل، والأمل حركة حتى لو كانت ثابتة كالقلاع!
الله واحدٌ أحد وفي لبنان سبعة عشر إلــَــهاً، كل منهم يملك مقعدين: واحدًا في لبنان والآخر في السماء.
الغريب أنَّ كل تلك المُقسّمات والمُجزءات خرج من بين أضلعها اللبناني اللطيف والعاشق والفهلوي، واللبنانيون فقط في العالم العربي الذين تمكّنوا من منافسة المصريين المُحمَّلين بتاريخ عريق في الفنون والآداب والموسيقىَ والغناء، وحتى اللهجة اللبنانية لم تتمكن صلابة وحلاوة اللهجة المصرية أن تزيحها عن مكانها!
والأغرب أنَّ اللبناني الأكثرَ عُرْضَة للأمراضِ النفسيةِ والعصبيةِ كان هو الذي أفلتَ منها بفضلِ العنايةِ الإلـَهية رغم أنها أصابتْ العربَ كلــَّـهم من مياههم إلىَ مياههم!
مقعدُ معالي الوزير حجزته السماءُ لطائفتــِه وليست للبنانيتــِه، لذلك أتوقع أنْ يتم تشكيلُ حكومةٍ لبنانية وطنية يوم القيامة بعد مشاورات أرضية تشترك فيها الملائكة والشياطين دون معرفةٍ مسبقة بما يحويه صندوق الاقتراع.
ثراءُ أيّ لبناني يضع أموالــَه في الخارج قوةٌ له باستثناءِ ثراء رئيس الوزراء السابق، فقد تم اعتقالــُه في بلاد الحرمين الشريفين( يُسمّيها اللبنانيون: حجزُه وليس اعتقاله!)؛ فصمَتَ لأن معتَقِلـيه من نفس طائفته الدينية، وضعفُه في كَنــْــزِ أموالــِه لديهم.
اللبناني يعرف من أين تؤكل الكتف، أما كتفُه هو فكل ضيوفــِه يتقاسمونه!
جاء حينٌ من الوقتِ لم يستطع كل السياسيين الجعجاعيين أنْ يُحَرّكوا كتلةً صغيرةً من القمامةِ من موضعِها في سويسرا الشرق الجميلة، فتذكرتُ حينئذٍ السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، عندما عــَـلـِـمَ بتراكُم القمامة في أحد الأحياء المسقطية، فأمر بجمعها ثم نقلها إلى أمام بيتِ المحافظ. خجل الرجلُ، واعتذر، ثم أقاله السلطان بعد ذلك!
شعبٌ ثائرٌ، وشبابٌ يعرف عن الديمقراطية الغربيةِ ما يزعج حُكّامَ العالــَــمِ الثالث، ونساؤه إذا غضبن علىَ الوضع الكارثي حَمَلـْن بعولتَهن علىَ التظاهر، ولم تتزحزح مصائبُ الوطن الصغير.
في لبنان الحبيب.. قِبْلةِ العربِ، لا عقوبة لفاسدٍ، ولا معرفة لجناة؛ سواء قتلوا رئيسَ الوزراء منذ خمس عشرة سنة أو.. أفرغوا المصرفَ المركزي من أموال الشعب.
في لبنان لا مانع أنْ يُغَنّي السياسيون والفاسدون ورجال الدين والطوائف المتناحرة: بحبك يا لبنان؛ وبعد الأغنية يُقبِّل اللبناني يدَ رئيسِ أو مرجع طائفتــِه أو حزبــِه المتعفن.
قبل النوم يحلم اللبناني أنْ يصبح رئيساً للبرازيل أو بيرو أو الإكوادور، ويمكن أنْ ينخفض سطحُ حُلمِه إلىَ تاجر ثري في ساحل العاج، وإذا كان شريفاً حتى النخاع فيحلم أنْ يصبح شاعرًا مهجريـــًا ينافس نعيمة وجبران ومطران، أو يصبح أديباً مثل عبد السلام العجيلي !
كانت أموالُ الخليجيين الأثرياء تَصُبّ في لبنان، سياحة وتجارة وعقارات، ثم تراجع الخليجيون عندما لعب حزبيو لبنان لعبةَ الكراسي السياسية المتحركة بزعم أنها مواقف!
إذا أردتَ أنْ تصبح زعيماً سياسياً وبرلمانياً أو وزيراً في لبنان فيجب أنْ تسُدّ أذنيك عن هموم الوطن، ولا ترىَ عيناك مشاكلــــَه المتفاقمةَ، وتكتفي بلسانـــِك فقط فمن يتحدث أكثر يضمن منصبــَه حتى يأتي مَلــَـكُ الموت.
ذاكرةُ السمك كذاكرة اللبنانيين؛ فانفجار مرفأ بيروت كان من المفترض بعده أنْ يتم إعدام كل سياسي لبناني ورئيس حزب وطائفة ومسؤول ورجل دين، واكتفى اللبنانيون بالتظاهر والصراخ والعويل وصبّ اللعنات علىَ السياسيين.
ظن اللبنانيون لبعض الوقت أنَّ الأملَ قادمٌ ماكرونيـًـا، وأنَّ سياسييهم يقفون كالتلاميذ البلهاءِ أمام مُعلمِهم الإفرنجي، وهدد، وتوَعَّدَ وتجوَّل في شوارعهم، وبدا أنَّ الجيشَ الفرنسي سينتقل من جزيرة رينيون إلى بيروت لضبط الوضعِ المتأزم، وفرح اللبنانيون فأكثرهم يتكلمون الفرنسيةَ أفضل من الجزائريين ، وترك ميشيل عون الرئيسَ الفرنسي يشعر أنه مضيفٌ وليس ضيفاً؛ تماماً كما هبطتْ، سابقاً، طائرةُ كونداليزا رايس في مطار بيروت، وتوجهتْ للقادة السياسيين دون إبلاغ قصر بعبدا.
لبنان يستحق أفراحاً لا أحزانا، شرفاءَ يحكمونه لا محتالين يسرقون لقمةَ عيشــِه!
لبنان يستحق قانوناً بمنع الإشارة شفويا أو تحريرياً أو دستورياً أو برلمانياً إلىَ الدين أو العقيدة أو الطائفة أو المذهب؛ حينئذ يقود اللبنانيون العالمَ العربي إلىَ التحضُّر والتمدُّن والفنون والآداب و.. الكتاب!
إنَّ غضبَ اللبنانيين لا يساوي قشرة بَصَلة إنْ لم يستمر، ولا تعود الجماهيرُ إلىَ ديارِها قبل أنْ يختفي كلُّ وجهٍ عمل في السياسة أو الأحزاب أو الطوائف في الخمسين عاماً المنصرمة.
الغضبُ إيمانٌ بالوطن، والنسيانُ كُفـــْـرٌ به، والصمتُ خذلانُ حِمْلان، والسكوتُ مَذَلــَّة، والفقرُ في سويسرا الشرق عارٌ بكل المقاييس.
كلُ فاسدٍ يستطيع أنْ يُغَنّي: بحبك يا لبنان؛ لكن ليس كل لبناني يمكنه أن يقول: بحبك يا فساد!
أيها اللبنانيون، اغضبوا طويلا وكثيراً حتى تتطهر النفوس، ويهرب كل السياسيين على مَتــْـن بواخرَ تمخر بهم عُباب الأزرق الكبير لتغرق .. قبل الوصول إلى قبرص!



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نتشاتم على مواقع التواصل الاجتماعي؟
- لن أكتب عن جمال خاشقجي!
- مشاعر استعمارية تتجدد في داخلك!
- من قال إنَّ عبدَ الناصر مات!
- هل يُصاب شعبٌ بمرضٍ نفسي جَمْعي؟
- خرافة احترام القوانين!
- شجاعةُ الدينِ ليست دينَ الشجاعة!
- لماذا تتأخر بعض الشعوب؟
- خطورة الاكتفاء بالضمير الديني!
- رسالة من مصري لابنه شهيد ثورة يناير!
- عبقرية الديكتاتور الفاشي!
- قاطعوا إسرائيل و.. لا تقاطعوا الإمارات!
- الإنصات لأنفاس الأرانب!
- هل تريد أنْ تربح رضا الرئيس؟
- كورونا والسجناء وأوهام الأمل الكاذب!
- معاناة الجيل الأول مع وطن غادروه!
- فيروس كورونا يرفع الحصار عن قطر!
- رؤيتي للرئيس السيسي!
- متى بدأ المصريون يكرهون القراءة؟
- الفضيلة أن نقتل جميع النساء!


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - البحث عمن يحب لبنان!