أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - مفاهيم ليست من إسلامي!















المزيد.....

مفاهيم ليست من إسلامي!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6712 - 2020 / 10 / 23 - 08:33
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


1- إذا قدّمتُ واجبَ العزاءِ فإنني لا أقول: البقاء لله؛ فالبقاءُ للهِ تُقال يوم القيامة عندما تنتهي حياةُ كل الكائنات الحيّة، ويسأل ربُّ العزةِ: لِمَنْ المُلـْك اليوم؟ فتأتي الإجابةُ السامية الإلــَهية: للهِ الواحدِ القهـّار!
أما استبدالها بالعزاء الإنساني، والتعاطف، والتمنيات بالبركة، والخير، وما ترك الراحلُ من علاقاتٍ جميلة تُعبّر عنه بصدْق(البقية في حياتك) فقد كان خطأ جماعاتٍ، وتياراتٍ إسلامية مُحدثة تحاول أنْ تنزع مِنّا كلَّ ما هو جميل.
كلمة البقاء لله هي تحصيل حاصل كقول الشاعر: "كأننا والماء من حولنا قومٌ جلوس حولهم ماء"!
فأنت لا تضع الخالقَ العظيمَ مقارنةً بالمخلوقِ الضعيفِ لأنَّ(البقاء لله) أمرٌ طبيعي، وحتميٌ؛ حتى لو اعترض الكونُ كلــُه.
عودوا إلى العزاءِ في أجمل تعبير إنساني( البقية في حياتك) يُسْعِد المُتلقي، ويبهجه، ويتمنى أنْ يُكْمل اللهُ فيه طريقَ، ومحاسنَ، وبركاتِ، وخيرَ الراحل المتوفى!
2- لا أحب دعاءَ الشيخ الشعراوي" اللهم ربَّ هذه الدعوةِ التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلة، وابعَثْه مقامًا محمودًا الذي وعَدْتَه " فهذا الدعاء كمثل الذي يدعو اللهَ أن يكون في البحر ماء، وفي السماء نجوم، وفي الصحراء رمال!
تحصيل حاصل، فالنبي الكريم هو حبيبُ الله، ومغفورٌ له ما تقدم من ذنبه و.. ما تأخر، وموعودٌ بجنة الخُلــْد، وأعطاه اللهُ رخصةَ تبشير بعض الصحابة بالجنّة؛ فَهُم المبشَرون منه، عليه الصلاة والسلام.
لماذا يُحْرمون المسلمَ من أن يدعو اللهَ لأمِّه، وأبيه، وأهلــِه، وأحبابــِه، وشريكة حياتِه، وأبنائِه، فيجعلون دُعاءَ ما بعد الصلاة لوفاء رب العزة بالمقام المحمود لرسوله، ونبيه الأمين؟
اجعلوا دعاءَكم في موضعِه الصحيح، وهذا لا يقلل من شأن النبي، صلوات الله وسلامه عليه، لكنه يسعدكم، ويبهجكم، ويريحكم أنْ تتوجهوا بالدعاء لمن لستم متيقنين أنهم في الجنة، بدلاً من دعاءٍ لمن في الجنة أن يدخل الجنة!
3- لا أحب اتهام من انتحر بأنه يائس من رحمة الله، ولن يغفر اللهُ له!
انتحر لأنه حُمِّل ما لا طاقة له به في حياة لم يُستَشَر فيها، فغادرها، فكيف يعاقبه الله؟
إنَّ الضغوطاتِ النفسيةَ، والعصبيةَ، والعاطفيةَ، والعقلية، والجسدية، ومنها المرض العضال، قد تؤدي في النهاية إلى انتحار شخص لم يتحملها؛ فكيف ينزل به عقابُ خالـِقه لأنه خُلــِـقَ ضعيفاً؟
4- لا أحب الدعاء العنصري، والطائفي، والمتخلف، والمُسيء لدينِنا الحنيف: اللهم ارحم موتى المسلمين!
كيف اقتنع إنسانٌ أنْ يقترح، أو يطلب من الله الرحمةَ لمن احتلتْ أسماؤهم خانة الديانة(مسلم) في البطاقة الشخصية؟
وماذا عن القروي الطيب في شمال منغوليا، والمرأة التي تمر على المرضى لتشدّ من عضدهم في آيسلندا، وهي لم تسمع عن الإسلام؟ والشاب البوذي المتدَيّن والكريم الذي قضى طفولته في معبد صيني ولا يقرأ غير لغة الماندرين؟ والعالــِم، والمُربي، والأب المثالي في جبال أوروجواي الذي لم يقرر بعد أيَّ دين يعتنق؟
دعاء أبغضه بشدّة، لأنه اعتداءٌ على شيء ليس لأحد غير الله أن يَفْصِل فيه.
5- لا أحب القول بأن محمداً بنَ عبد الله، صلى الله عليه وسلم، سيشفع للمسلمين عند الله يوم القيامة.
لا شفاعة إلا لله الواحد القهّار، ولا يوجد في يوم الحشر(علشان خاطري!) أدخل المسلمين كلهم الجنة فقد آمنوا بي دون أن أكون بينهم.
المُلك، والكلمة الفصل، والرحمة لله، عز وجل، ولا تسمع إلا همساً، والعقل يرفض الاعتقادَ بأن نبي الإسلام الكريم سيطلب من الله أن يرحم مؤمنين جاءوا بعده بمئات أو آلاف السنين، ولا يعرفهم، ولا يعرف أسباب اعتناقهم الإسلام، ومع ذلك فلا يشفع للبشر الطيبين والمسالمين والمتناثرين على وجه الكرة الأرضية ولم يعرفوا، أو لم يقتنعوا، أو عاشوا حيواتهم في حيرة، لكن قلوبَهم صافية كنفوسِهم الطيبة.
6- لا أحب تهنئة من يقوم بأداء مناسك الحج(خارج المملكة) للمرة الثالثة والرابعة والعاشرة بفضل أمواله، ويترك زوجتَه، وأبناءَه، ويُهْمِل التربية والحقوق لأنه أرادَ العيشَ في أجواءٍ روحيةٍ، ويعود كما ولدته أمُّه.
هذا الحاج ارتكب سرقتين: الأولى هي سرقة مكان مسلم آخر تمنّى أداءَ الفريضة؛ ولكن النسبة المئوية لا تسمح للاثنين بالحج في نفس الوقت.
السرقة الثانية، وقت الزوجة والأبناء، فأنا أتفهم الحج مرة أو ربما ثانية؛ وأكثر من ذلك هي رفاهية لا أظن(والله أعلم) أن ثوابَها مضمون.
7- لا أحب القول بأن الأمراض والجائحات والأوبئة، والفيروسات، والزلازل، والبراكين عقابٌ من الله، فهي نتائج طبيعية للزمان، والمكان، والهجوم الميكروبي، وعشرات الأسباب، التي جلبها الإنسانٌ لنفسه،أو.. أوقعه سوءُ حظــِّه في مكان موبوء.
إن اللهَ لم ينتقم من ملايين من البشر فأصابهم بكوفيد 19، أو تسونامي في 2004 أو غيرها.
إندونيسيا أكبر بلد إسلامي تقوم على أكثر من سبعين بركانا ينشط بعضها بين الحين والآخر،وفي عام 1755 دمَّرَ تسونامي العاصمة البرتغالية لشبونة وقتل سُدسَ عدد السكان.
المسلم التقي الذي يعيش في جزيرة جاوة الإندونيسية من المحتمل أنْ تقتله الطبيعة، والمجرم العاصي الذي يعيش في السويد يعرف أن موتَه نتيجة بركان شبه مستحيل.
8- أدعية كل السجناء المظلومين ليخلصّهم الله من سجّانيهم لن تؤثر قيدَ شَعْرَه؛ ولكن تمَرُّد، واحتجاج، وغضب رهط من السجناء ضد إدارة السجن ربما تُخلـّـصهم منه.. أو ترفع القيدَ عنهم، وهذا أيضا بفضل الله، ولكن بعد غضب المظلومين.
9- لا أحب أن يُنسَب إلى الإسلام والقرآن المجيد كراهية اليهود، فقد خسرنا في هذا التفسير الأعور، والأعوج قضية العصر، وتبرأ الذين اضطهدوا اليهودَ ،هولوكستياً، في الغرب، وتحمّلنا نحن نتائجَ اضطهادِهم، فظهرتْ دولة صهيونية استعمارية استيطانية زعمتْ أننا نحن الذين نكره أبناءَ عمومتِنا، رغم أننا كنا الملاذَ الآمنَ لهم منذ عصر الأندلس لستمئة عام خلتْ.. إلى ما بعد قيام الكيان الصهيوني.
10- لا أحب الزعم الكاذب بأن الاستغماية(!) في تغطية وجه المرأة تُرضي الله، رغم أنها تقتل الذكريات الجميلة، وتحجب تعبيرات الوجه، وتناهض ما جاء بقرآننا الحميد أن الله خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف، وتفتح، وفتحتْ المجال لآلاف من جرائم القتل، والإرهاب، والتهريب، والتحرش، والخيانة الزوجية، والخداع، والغش، وإتاحة الفرصة لأيّ رجل أنْ يرتكب المُحَرّمات دون أنْ يعرف أحدٌ تلك التي يزورها .. أو تمشي معه.
هذه بعض المفاهيم التي أوصلتني إليها قناعاتي الإنسانية قبل الإسلامية، ولم تنتقص قيد شعرة من إسلامي وإيماني.
طائر الشمال



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تهاجم الإسلام؟
- لهذا أكره تغطية وجه المرأة!
- هل من حق الكاتبِ أنْ يتملكه اليأس؟
- المُلحدون قادمون!
- لذة العبودية الطوعية!
- شعوبٌ في الوقت الضائع!
- حماية الفساد في ظل صحافة لا تُخيف!
- الديكتاتور يشكر الساخرين منه!
- الجمهورية الفرنسية الإسلامية!
- البحث عمن يحب لبنان!
- لماذا نتشاتم على مواقع التواصل الاجتماعي؟
- لن أكتب عن جمال خاشقجي!
- مشاعر استعمارية تتجدد في داخلك!
- من قال إنَّ عبدَ الناصر مات!
- هل يُصاب شعبٌ بمرضٍ نفسي جَمْعي؟
- خرافة احترام القوانين!
- شجاعةُ الدينِ ليست دينَ الشجاعة!
- لماذا تتأخر بعض الشعوب؟
- خطورة الاكتفاء بالضمير الديني!
- رسالة من مصري لابنه شهيد ثورة يناير!


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - مفاهيم ليست من إسلامي!